P.16

76 9 2
                                    

رات تالين تتشاجر مع احدي الفتيان و صوتها عالي : انت ازاي تتكلم معايا كده لو سمحت اتكلم باحترام
الشاب و هو يمسك يدها بقوه و صوت عالي هو أيضا : لما تبقي انتي محترمة ... انا هتكلم كويس
و فجأة تتدخل اسلام و ابعد يد الشاب عن تالين و سدد له لكمة أطاحت به ارضا ...
تالين بغضب و صدمة مما فعله : ايه اللي انت عملته دة ...
قالت جملتها تلك و ذهبت لكي تساعد الفتي الاخر علي الوقوف ... اسندته تالين الي ان وقف و ذهبت لكي تكمل حديثها مع اسلام ...
اسلام بغضب : علشان يعرف يتكلم معاكي كويس .... و يلزم حدوده ...
تالين بغضب أكبر : و مين قالك اني مش هقدر اوقفه عند حده .... و لا انا صغيرة مثلا ...
اسلام باستغراب من كلامها : لا اكيد انتي مش صغيرة .... بس انا خايف عليكي ...
تالين بغضب و صوت عالي : و تبقي ليا ايه عشان تخاف عليا ... بصفتك ايه تخاف عليا ... انت مجرد صديق و اي حاجة تانية هي في دماغك انت بس ...
اسلام باستغراب و خوف أن يكون توقعه صحيح : قصدك ايه بأي حاجة تانية ...
تالين بسخرية : هو انت فاكر اني مش شايفة طريقة كلامك و اسلوبك و تلميحاتك ليا كل شوية و اللي كلها بتقول انك بتحبني و عشان انا بسكت و مش بتكلم عشان مجرحش مشاعرك فاكر اني ببدلك نفس الشعور ... لكن انا مش بحبك و لا حتي معجبة بيك انت بالنسبة لي مجرد صديق أو حتي اخ مش اكتر و اللي انت عايزه دة عمره ما هيحصل ....
قالت جملتها تلك بسخرية و غضب و ذهبت من امامه و هي غاضبة بشده منه و من فعلته تلك ...
اما هو كان ينظر لها بصدمة مما قالته معقول أنها لا تحبه و لا تكن له أي مشاعر و أنها كانت تعامله علي انه مجرد أخ أو صديق لها و ليس له أهمية في حياتها .. معقول انه لا يعني لها شيء و أنها كانت تعامله بلطف حتي لا تجرح مشاعره .. عند تلك اللحظة خرج من تكفيره و نظر حوله ليجد جميع أنظار من في الكافتيريا متجهه نحوه ثواني و خرج من الكافتيريا و علي وجهه علامات الغضب الشديد مما فعلته تالين و ما سببته له من إحراج و بعض الحزن أيضا فهو أحبها بشده و هي جاءت بكل سهولة و جرحت قلبه و الأسوء انه أمام الجميع .. خرج من الكافتيريا الي الحديقة الخلفية للمدرسة وسط أنظار الجميع ....
و كان بينهم سيرين التي نزلت من الفصل بعدما صوت عالي في الكافتيريا و رأت كيف دافع اسلام عن تالين بكل حب و كيف هي كسرت قلبه و قالت إنها تحبه .. و في تلك اللحظة امتلئت عيونها بالدموع بسبب حزنها عليها و لسبب آخر لا نعرفه .. ثواني و خرجت من الكافتيريا و بحثت عنه في جميع الأماكن حتي رأته جالس في الحديقة الخلفية وحيدا و يمسح دمعه نزلت منه رغما عنه ليس بسبب أن تالين رفضته و لكن بسبب الاحراج الذي تعرض له أمام الجميع ...
ثواني و ذهبت إليه و وضعت يدها علي كتفه و جلست بجانبه و هي تربت علي كتفه بحزن و شفقة و هي عيونها ممتلئة بالدموع ....
نظر اسلام باستغراب الي جانبه و رأي سيرين تجلس بجانبة نظر اسلام لها باستغراب شديد ثواني و قام من مكانه و ازاح يدها عن كتفه و أردف باستغراب : انتي بتعملي ايه هنا ... ايه اللي جابك ورايا ...
سيرين بتوتر و إحراج و خجل : انا ... انا .. انا شوفت اللي حصل ... و .. و اتضايقت عشانك اوي ... عشان كده مردتش اسيبك لوحدك ...
اسلام باستغراب و غضب : انتي تعرفيني اصلا عشان تزعلي عشاني و تضايقي اوي كده ...
نظرت له سيرين باحراج كبير من حديثه و لم ترد عليه
اسلام بغضب و صوت عالي بعض الشيء : ما تردي ... ساكتة ليه ... اكيد مش لاقيه حاجة تقوليها ...
ثم اكمل بغضب و هو يشير بيده : ممكن تتفضلي يلا ... انا عايز اقعد لوحدي ... يلااا ...
سيرين و هي تنظر له بعيونها العسلي المليئة بالدموع مع تعامد الشمس عليها في منظر اكثر من جذاب و رائع كأن الشمس أعطت لعسليتيها امل و حياة ... اما اسلام نظر الي عيونها بانبهار و اعجاب شديد .. كيف عيونها تلك بهذا الجمال حتي و هي تبكي هو لا يفهم لماذا تبكي حتي الان و لكنه تمني أن تستمر في البكاء حتي يري العسل الموجود في عينيها ... و لكنه سرعان ما عاد الي الواقع ...
اما هي اردفت بتوتر : بس .... بس انا مش عايزة اسيبك لوحدك ....
اسلام بغضب و هو لا يفهم ماذا تفعل تلك الفتاة : تمام ... انا اللي همشي ....
تركها اسلام و أردف في نفسه بعزيمة و غضب : خلاص هي مش عايزاني و لازم انساها بقي و مفكرش فيها هي قالت قدام كل الموجودين أنها مش بتحبني .. و الاحراج اللي حطتني فيه انا مش هسكتلها عليه حتي لو كنت بحبها ....
قال جملته الاخيرة تلك بغضب كبير و اتجه داخل المدرسة ....

قصة حياتنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن