P.23

44 4 2
                                        

و في المستشفي عند ليان ... ظلت ليان اليوم باكمله في المستشفي أمام غرفة زين ... ثواني و رأت ليان من زجاج الغرفة ان النبض بدأ يقل بسرعة عند زين ... ثواني و وقفت ليان إمام الزجاج و دموعها بدأت في الهبوط ... ثواني و دخل الطبيب و مسك في يده جهاز صدمات القلب ... و بدأ في إنعاش القلب ..
الدكتور بصوت عالي : النبض مش بيرجع ... علي الفولت بسرعة ...
قامت الممرضة بفعل ذلك ... و لكن دون جدوي ... قال الطبيب مرة اخري : علي الفولت اكتر ... يلا ...
فعلت الممرضة ذلك مرة اخري ... و لكن كالمرة السابقة ... بدون جدوي ... ترك الدكتور جهاز الصدمات ... و هو ينظر الي الممرضين بنظرة حزن ... ثواني و وضع الملايه البيضاء علي وجه زين ...
اما ليان علي الناحيه الاخري كانت تتذكر مشهد موت والدها ... و تشعر انها في ذلك اليوم مجددا ... ثواني و وضع الطبيب الملايه علي وجه زين .... ثواني و وضعت ليان يدها علي فمها بصدمة و الدموع لا تتوقف من عينيها ثواني و قالت و هي تخبط بيدها علي الزجاج : زين .... زين لا ارجوك .... زين متسبنيش ... ارجوك لا ...
ثواني و أدارت وجهها علي الناحيه الاخري عند خروج الممرضين بسريره ... رفعت ليان الملايه عن وجهه ... و نظرت اليه و دموعها تسقط علي وجهه و قالت بصوت فيه غصه : زين ... ارجوك متسبنيش ارجوك ... افتح عينيك .... افتح عينيك متسبنيش لوحدي ارجوك ... ارجوك ... انا مش هعرف من غيرك ... مش هعرف ...
ثواني و تحرك الممرضين بالسرير الذي كانت ليان تمسك به بقوه و تتمني عدم ذهابهم .... ذهب الممرضين بالسرير اما ليان جلست علي الارض و هي واضعه يدها علي وجهها و تبكي ....
و فجأه استيقظت ليان من نومها في الصباح الباكر و هذا ما كان الا كابوس مخيف ...

كانت ليان نائمه علي الارض في احدي زوايا المشفي ... في الطابق الموجوده به غرفه العنايه المشدده الموجود بها زين ... وقفت ليان مسرعه و هي خائفه ان يكون كابوسها المخيف قد تحقق ... اتجهت مسرعا اللي الطبيب و هو يخرج من غرفه زين و قالت بخوف و بسرعه : حالته اي يا دكتور .... بقي كويس ... مش كده ... 
الطبيب بابتسامه : اهدي يا استاذه ليان ... هو بقي كويس ... و اتحسن كتير عن امبارح ... و كمان فاق من ساعه كده ...
ليان بابتسامة و تهنيده كبيره : الحمد لله ... هو موجود ف اوضته هنا ... ممكن ادخل ...
الطبيب : اه ممكن طبعا ... هو هيخرج بعد اسبوع او اسبوعين بالكتير ...
اومئت ليان براسها و وقفت أمام غرفه زين بحماس كبير ... و كأنها ستراه لأول مره ... فتحت ليان الباب بسرعه و نظرت الي زين بابتسامة و دموع بدأت في الهطول ...
زين بابتسامه : ليان انتي هنا ... انا افتكرتك مشيتي بعد ما جبتيني المستشفي ...
لم تسمع ليان اي من كلماته ثواني و جريت باتجاهه و احتضنته و دموعها تنزل من عيونها ...
وضع زين يده علي ظهرها و هو يحتظنها بقوه ... يعلم انها لم تمر بهذا للمره الاولي ... جلست ليان هكذا ل بضع دقائق ثواني و قالت ببكاء : ارجوك متعملش فيا كده تاني ... متسبنيش تاني ... انا مش هعرف اعمل حاجة من غيرك .... انا بقيت مش هعرف اكمل من غيرك حتي ... انا خلاص مش باقيلي غيرك ... قالت جملتها الأخيرة و ابتعدت عنه و هي تنظر له بعيون مليئة بالدموع ...
ابتسم زين و امسك يدها و قال : انتي فاكره اني ممكن ابعد عنك بارادتي ... ازاي اسيبك و انا بحبك للدرجه دي ...
ابتسمت ليان له و مسحت دموعها و قالت : بس هنعمل كده ازاي .... انت عارف ان الناس اللي هيقفوا ف وشنا اكتر حتي من الناس اللي هيفرحوا ... تقريبا مفيش حد هيفرح اصلا ...
زين و هو يبعد شعرها عن وجهها بابتسامه : انا و معاكي هقف ف وش اي حد ... بس اهم حاجة تبقي انتي معايا ...
ليان بابتسامه : متخفش انا معاك ... قالت جملتها الاخيره بابتسامه كبيره علي وجهها ... ثواني و قال زين : قد ايه شكلك جميل و انتي بتضحكي ... الضحك بيليق بيكي يا ليان ...
ابتسمت ليان ثواني و قالت : انت مشوفتش اللي عمل كده و ضرب الطلقه ...
زين : مقدرتش اشوفوا كويس ... الدنيا كانت ظلمه ... بس دة حد داخل يقتل يا ليان ...
ليان : بس مين هيعمل كده يعني ... محدش كان يعرف اننا ف المكتب .... و بعدين هو ازاي دخل ... مش فيه حراس أمن علي الشركه ...
زين : بابا بعد ما مسك الشركه بقي بيمشي الحراس بدري ....
ليان : بس دة مش صح يا زين ... دي هتبقي فرصة ل اي حد يدخل و يخرج من الشركه ... عشان كده بابا كان بيخلي الحراس علي الشركه طول اليوم حتي بليل ...
زين : انا هتكلم مع بابا ف الموضوع دة ... اكيد بعد اللي حصل دة مش هيمشي حراس تاني ... هو لحد دلوقتي محدش عرف اني هنا ...
ليان : انا مقدرتش اتصل بحد ... انا ممكن اتصل ب باباك دلوقتي ... بس هو هيقول انتي ليه متصلتيش من بدري ... او ليه قعدتي كل دة معاه ف المستشفي ... او
زين بضحك و هو يقاطعها : خلاص يا ليان متتصليش ... انا هتصل ... فين الموبايل ...
ليان بسرعة و هي تقوم من مكانها : خليك ... خليك انا هاجيبه ... ثواني و أخرجت ليان هاتف زين و اعطته لزين .... اتصل زين علي والده الذي قال بسرعة : زين انت فين من امبارح ... انت لازم تقلقنا كل يوم يعني ... مينفعش كده ... ولا حتي بتتصل علينا ...
زين : مفيش حاجة يا بابا ... انا كويس ... حصلت حاجة بليل ف اضطرينا نروح المستشفى ....
بلال و قد شعر ان خطته نجحت : انتو مين اللي روحتوا المستشفي ...
زين : انا و ليان يا بابا ...
بلال بابتسامه : ليه هي ليان حصلها حاجة ...
زين باستغراب : ليان محصلهاش حاجة ... الحمد لله ... انا اللي اتصابت ...
بلال بغضب و خوف علي ابنه و هو يقوم من مكانه : انت اتصابت ازاي يعني ... احكيلي ايه اللي حصل زي الناس ...
زين : خلاص يا بابا متقلقش محصلش حاجة ... انا كويس ...
بلال بسرعة : مقلقش ازاي يعني ... انا هاجي المستشفي ... قولي العنوان ...
املاه زين العنوان و سرعان ما أغلق بلال الخط بغضب ... ثواني و رمي هاتفه علي الارض من غضبه ... اخذ يتحرك بغضب في غرفته و يفكر في حل لما حدث و اصاب ابنه ... ثواني و دخلت زوجته و قالت بقلق : ظهر اي خبر عن زين ...
بلال بغضب : ايوة اتصل عليا دلوقتي ...
بينار بسرعه : طب هو فين دلوقتي و مجاش ليه من امبارح ... حصله حاجة ... هو كويس طيب ...
بلال بغضب : اهدي يا بينار ... ممكن تهدي ... هو في المستشفي دلوقتي ...
بينار بقلق : مستشفي ... مستشفي ايه ... و ليه اصلا ...
بلال : حتي انا معرفش هو في المستشفي ليه ... انا هروح دلوقتي ...
بينار : طب انا هاجي معاك ...
بلال : لا انتي مش هتيجي ... انا هروح لوحدي و اطمنك ... لما تالين تصحي هتطمنيها علي اخوها و تروح مدرستها ... بعد كده ابقي تعالي علي المستشفي براحتك ...
بينار بقلق علي ابنها : ايوة لكن ..
بلال بمقاطعة : مفيش لكن ... اعملي اللي قولته ...
قال جملته الاخيرة و ارتدي ملابسه و خرج مسرعا الي المستشفي ...
و في المستشفي ...
كانت ليان تجلس بجانب زين و هو واضع راسه علي كتفها ... ثواني و قالت : زين هو باباك قالك ايه ...
زين : قال ان هو هيجي دلوقتي ...
ليان : هو صح يشوفني لسه موجوده هنا ...
زين : مفهاش حاجة يا ليان ... مديرك ف الشغل و زميلك ف المدرسه اتصاب ... اكيد هتبقي موجوده معاه ف المستشفي لحد ما اهله يوصلوا ...
ليان متجاهله كل ما سمعته : هو ايه مديرك ف الشغل اللي انت قولتها دي ...
زين و هو يضحك : كنت عارف انك هتسيبي كل اللي انا قولته و تركزي في دي ... ابتسمت ليان بعد انتهاء زين من جملته ... ثواني و قال : ليان انا عملت كل دة عشان بس ابقي قريب منك في اي مكان انتي فيه ... سواء ف الشغل أو ف المدرسة أو حتي ف البيت ... معتقدش ان دي حاجة تضايقك ...
ليان بابتسامة : طول ما انت موجود معايا دي حاجة متضايقنيش ... ثواني و قالت و هي تقوم من جانبه : انا لازم امشي بقي قبل ما باباك يجي ... لازم اروح علي المدرسه انهاردة ...
زين : استني لما بابا يجي ... عشان السواق يروحك و يوديكي المدرسة ...
ليان : خلاص يا زين مش لازم ... انا هتصرف ...
زين : لا لازم يا ليان ... لحد ما اخرج من هنا علي الاقل ... لحد دلوقتي مش عارفين الشخص اللي دخل الشركه دة كان عايز يخلص منك انتي ولا انا ... و اصلا كلها يومين و اخرج من هنا ...
ليان : يومين ايه انت بتهزر ... الدكتور قال لازم تقعد اسبوعين علي الاقل ...
ثواني و طرق أحدهم علي الباب و دخل بلال و قال بسرعه و هو يتجه ناحيه زين : انت كويس ... حصلك حاجة ...
زين : مفيش حاجة يا بابا ... انا كويس ...
بلال بغضب : كويس ايه و بتاع ايه ... الدكتور بيقول انك واخد رصاصة و انت تقولي كويس ...
تنهد زين بتعب بعد انتهاء ابيه من جملته الأخيرة ... ثواني و قال بلال و هو ينظر الي ليان : شكرا جدا يا ليان ... احنا تعبناكي انا عارف ... خلاص انتي تقدري تروحي دلوقتي و انا هبقي اخلي بينار ترافق مع زين ف المستشفي لحد ما يخرج ...
نظرت ليان الي زين بصدمه لانها كانت تريد أن ترافق هي معه ف المستشفي ... و لكن في النهايه التي سترافق معه هي والدته ... ثواني و قالت : لا مفيش تعب ولا حاجة ... انا همشي و لو احتاجتوا اي حاجة ممكن تكلموني ...
ثواني و قال زين بسرعة : بابا بعد ازنك ابعت معاها السواق يرجعها علي البيت و يوصلها للمدرسة ... مش هينفع بعد كل اللي عملته نسيبها تمشي لوحدها ...
بلال : مفيش مشكله ... السواق واقف بالعربيه يا ليان ... و انا هكلمه اقوله يعمل اي ...
اومئت ليان براسها ثواني و نظرت الي زين بابتسامة و خرجت من الغرفه ...
___________________________________

قصة حياتنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن