1. إبتِسامة شِريرَة

26 6 6
                                    

كان جَالس هنالِك في احَد زوايا المَقهى شِبه المَرئيَه، مُنهَك مِن العَمل وكان يَومه سَيء فَكيف يَمضي يَومه بِلا ان يَتم إفساده من الموظفين او مِن عمه..

هو يَحتاج الى سكرتير بِأسرع وَقت لان حالتَه يُرثى لَها بعدما اقتربت منه قبل يومان ادلي والتي كانت سكرتيرته..

في محاولَه فاشله لِإغرائه وهَل قال يَوماً انه يكره حياة الاعمال، لانه في تِلك اللحظه صب كُل غضبه على تلك الحَمقاء، كاد ان يَقتلها لولا وعيه لما كان يفعله، لذلك كان دوماً يَغضب مِن تَصرفات مَن هم بِداخله..

لم يَمضي وقت على جلوسِه هُنا في الحَقيقه، لذا كان بأنتظار ان يأتي شَخص لِجَلب بَعض الكَيك المِهدئ لَه، اجل وماذا يُتوقع منه اكثَر من ذلك لطالما كان يَكره القَهوه وتِلك الامور..

"مَا هو طَلبك سَيدي" استشعر غرابة في صَوت تِلك النادِله، نظر لها ليراها تَبتسم لَه، ابتسَامة المُجاملَة كما يقول هو دوماً..

كانت سَمراء البَشرة قَليلاً تميل للون البرونزي، شَعرها الفَحمي وعيناها القاتِمتان، شفتاها الكَرزيتان جَذبته، تعمق في تفاصيلها كَفنانٍ وجَد الهامه، كَشاعِرٍ وجَد قَصيدته..

وَعى لنفسِه انه تأخر في الرد، والغَريب أن ذِئبه وجانبه الدموي صامتان، لا يَلومهم فإن كَانت آلهه الجَمال حَقيقيه، لأرجعها لِموطنها حَيث آلهه الجمال..

حمحم بينما يسخر في نفسه 'هل يوجَد كَيكٌ بِنكهة جمالِك ؟'
"اريد كيكتان بِنكهة الفراولة، واخرتان بنكهة البُندق مِن فضلك"

نظرت له الاخرى بغباء، فَهَذِه المره الثانيه التي تُحاول ان تَبدو كالمِحللين وتَعرف طَلبه ولكنها فَشلت في خَمس ثَواني مِما جعلها خائِبَه..

عَبسَت بِحُزن بينما الآخر كَان مستغرب مِن عبوسها المُفاجِئ، "فَقط ؟، هَل تود مَشروب او اي شَيءٍ آخر سيدي"..

"اجل، كَيك بِنكهة___" صَمت يكمل تفحصه للقائمه خاصة الكيك، بينما الاخرى تجاهلت امرَه ونَست كِتابة طلبه حَتى، تُفكر بِماذا تَصنع اليوم على الغداء..

ولم تشعر بذلك الذي يلوح امام وجهِها مُنذ رُبع دَقيقه "ايتها الآنسه" التفت له ببطء تبتسم وكأن شَيئاً لم يحدث "اعتذر نسيت امرك، حَسناً سَيدي ما هو طَلبك ؟" بينما هو تفرقت شفتاه من غباء تِلك الفتاة..

هو لِلتو كان يقول لها مَجموعة مِن نكهات الكَيك الذي يود تجربتها ظاناً انها تُدون كُل ذلك، الآن سيضطر لإعاده كُل ما قالَه، وهوَ لا يتَذكَر ما ان كان طَلب كُل القائمه ام نِصفها !..

بعد ان اخذت الطَلبات من الزبون ذهبت لتعطي الطَلبات الى جاكسون، "الطَلب ؟" نظرت للورقة لتنصدم من المكتوب..

كانت شاردة لدرجة عدم ملاحظتها انها كَانت تكتب في الاشياء التي تُريد طبخها على الغَداء لا طَلبات الزَبون..

صَخرة زُجاجيَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن