فصل 3 - أين غريس؟

6.7K 679 429
                                    





سولينا**


دخلت إلى جناحي الخاص وتابعت السير باتجاه غرفة نومي.. كنتُ مشتتة ومحطمة بعد انتهاء حفلة عيد ميلادي.. اندفعت بقوة نحو الباب وأغلقته بهدوء خلفي.. وقفت وحيدة في وسط الغرفة وعلى وجهي تعبير الألم والحزن المتراكم..

ركضت الدموع بسرعة على وجنتاي.. فأحسست بحرارتها المرّة والمالحة تتدفق على بشرتي.. جلست على حافة السرير حيث انتشرت الظلمة حولي.. كان الصمت الذي يخيم في الغرفة يعكس الألم العميق الذي أشعرُ به.. معززًا صدمتي وضعفي..

تذكرت كلمات الرجل الغريب الذي أهانني.. ضربَ بكلماته المؤذية مباشرةً على قلبي الحساس.. كان جُرح كلامه مُثقل بالإهانة والازدراء.. وتركت آثارها العميقة في روحي..

أخفضت رأسي ونظرت إلى يداي.. تدلى شعري البُني الطويل بحزن على وجنتاي يندثر في الهواء بدون أمل.. وتذكرت بألم كيف غادر ذلك الرجل دونَ أن يكترث لسماع جوابي له تاركًا وراءه أثراً مؤلماً..

تنهدت بقوة وتجاوزت تلك اللحظة العابرة للرجل الغريب.. وتذكرت أيضًا بحزن كلمات شقيقتي لين.. التي لم تكن أقل جرحاً..

كلمات لين الجارحة جعلت روحي تسقط في هاوية اليأس والحزن.. لم أتمكن من تجاوز هذه الإهانات القاسية الليلة.. بل انتابني شعور بالعجز والانكسار..

من جهة كنتُ حزينة لأن صديقتي المقربة والوحيدة غريس لم تأتي إلى حفلة عيد ميلادي.. ومن جهة أخرى كنتُ أتألم بسبب ما حدث الليلة معي..

رفعت رأسي عاليا وسالت دموعي بكثرة على وجنتاي.. شهقت بقوة وهمست بحرقة قلب

" أمي.. يا ليتكِ لم تموتي.. أحتاج إليكِ وبشدّة "

شعرت بوحدتي القاتلة في الغرفة.. بينما يتسلل اليأس إلى أعماقي.. لم أعُد أستطيع تحمل هذه الآلام وحدي.. فقد تجاوزت حاجز الصبر والقوة التي حاولت بها إخفاء جروحي العميقة.. انكسرت واحتضنت وسادتي بقوة.. وبدأ بكائي يزداد غزارةً.. وهطلت دموعي كالأمطار الغزيرة وبللت وسادتي..

في حياتي كلها لم أؤذي أحد.. تحملت لين وكُرهها لي بصمت ولم أُخبر والدي سيزار بكلمة واحدة.. كنتُ أتحمل كُرهها لي لأنني بطريقة ما فعلا حرمتُها من حنان والدتنا.. لذلك التزمت الصمت وتحملت.. ولكنني أعلم بأنني لستُ مُذنبة.. أنا لا ذنب لي بموت والدتي الجميلة..

في لحظة الضعف القصوى.. ملأت صرختي المكبوتة من عمق روحي الغرفة.. حملت صرختي كل الألم والحزن الذي عانيته.. واندلعت منها كل المشاعر المكبوتة بداخلي.. وامتدت صرختي عبر الغرفة كالصاعقة.. وارتفعت وهبطت مع كل نبضة في قلبي..

حياتي سجن وعذابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن