فصل 36 - الطفلة

10.4K 650 1.9K
                                    





آرثر جيانو**


كنتُ أنظر إلى ملاكي بنظرات حنونة وعاشقة بينما كنتُ أراقبها وهي نائمة بعمق بجانبي.. لم أتجرأ على الاقتراب منها ومُعانقتها.. ولم أتجرأ على وضع رأسها على صدري حتى لا أجعلها تستيقظ..

مسدت يدها برقة ثم رفعتها وبدأت بتقبيل أناملها واحداً تلو الآخر.. أغمضت عيناي وفكرت بعذاب.. إلهي.. لو تأخرت لثانية واحدة فقط كان ذلك الحقير امتلكها..

لقد جُن جنوني عندما رأيته على وشك أن يدخل عضوه الذكري القذر النجس بها.. أردت قتله بكلتا يداي ولكن أنينها المرتعب هو ما أوقفني عن فعل ذلك..

فتحت عيناي ونظرت إلى وجهها بحزنٍ عميق.. ملاكي كم ظلمتكِ وكم كنتُ أحمق وألمتكِ.. رفعت يدي اليسرى والتي كانت ترتجف ومسدت بعطف وحنان على خصلات شعرها المُنسدلة.. وأزلت خصلات المتناثرة على مساحة وجهها لتتضح لي معالمه الشاحبة والمُنهكة..

تنهدت بحزن.. وهمست بصوتٍ مُنخفض

" أنا أعرف ملاكي.. أعرف جيداً.. مهما فعلت ومهما توسلت إليكِ لن تسامحينني أبداً.. ولكن أنا أترجاكِ كي ترفقي بقلبي لأنه يعشقكِ ملاكي.. سأفعل أي شيء لأعوضكِ عن كل ما فعلتهُ بكِ سابقًا.. وسأفعل المستحيل حتى تسامحيني.. وأعدكِ لن أيأس أبدا حتى أنال غفرانكِ لي وأكسب حبكِ و... "

صوت رنين هاتفي الخليوي قاطع حديثي.. سحبت يدي بخفة من يدها وأخرجت هاتفي لأرى أن المتصل ليس سوى ليون.. عقدت حاجبي وتلقيت المُكالمة.. وسألتهُ بسرعة وبهمس

" ليون.. ماذا هناك؟ "

سمعتهُ يتنفس بسرعة.. وأجابني بنبرة غريبة

( أنا آسف صديقي لأنني من سيخبرك بهذا الخبر.. لقد هرب فيكتور.. لم نجد ذلك الحقير في الغرفة.. ونحن نطوق المكان ونحاول البحث عنه حاليا )

نظرت بصدمة أمامي.. وغضب عنيف هز كياني.. ولم أستطع السيطرة على غضبي إذ صرخت دون أن أشعر بملء صوتي

" كيف واللعنة لم تجدوه في الغرفة؟!!!... كيف هرب ذلك الحقير دون أن تنتبهوا له؟!!!... "

وعندها شعرت بجسد سولينا ينتفض وما هي سوى لحظات حتى امتلأت السيارة بصراخاتها المُرتعبة..

نظرت إليها بقلق وسمعت ليون يقول باعتذار

( آسف آرثر.. لقد استطاع الهروب ذلك الحقير.. سوف نجده و... )

قاطعت حديثه وصرخت بحدة

" لا تتصل بي مجددا إلا عندما تجدونه وترميه داخل السجن "

أنهيت المُكالمة ونظرت إلى ملاكي بحزن وقلبي اعتصر ألما وخوفا عليها.. اقتربت منها ورفعت جسدها المرتعش ووضعتها على حضني ثم أمسكت وجنتيها بيدي ورفعت رأسها.. ورؤيتي لدموعها زادت من ألم قلبي..

حياتي سجن وعذابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن