فصل 29 - البحث عن الحقيقة

10.3K 706 1.5K
                                    





ماكس**


" غابي.. حبيبتي.. حبيبتي.. "

صرخت بفزعٍ شديد بتلك الكلمات بينما كنتُ أحتضن جسدها بقوة إلى صدري.. لقد فقدت وعيها عندما جذبتُها باتجاه الباب لأُخرجها من غرفتها وجعلها تذهب برفقة ابن خالتي..

وبينما كنتُ أنظر بقلقٍ شديد إلى وجهها الشاحب.. كان هناك شيء آخر قد لفتَ انتباهي.. في تلك اللحظة عندما غابت غابرييلا عن الوعي.. كانت عيناها تُظهر علامات الضعف والخوف والذعر الشديد..

شعرت بالخوف ينساب في عروقي مثل جريان النهر.. لم أكن أعرف ما يجب عليّ فعله.. وكان قلبي ينبض بسرعة هائلة..

حملت غابرييلا برفق وهمست لها بكلمات حنونة ورقيقة

" غابي.. حبيبتي.. لا تخافي.. أنا هنا معكِ.. وسأبقى معكِ.. وسأحميكِ دائماً حبيبتي.. لن أترككِ أبداً "

قبلت جبينها بلطف ودفء.. وكأنني كنتُ أحاول نقل حُبي وحمايتي لها من خلال هذا اللمس العاطفي..

وضعتُها برفق وعيانة على السرير ثم جلست بجانبها ونظرت إليها بخوف وبقلقٍ شديد.. ولكن عندما تجمدت نظراتي على خط الدموع الجاف على وجنتيها.. فكرت بسرعة بما حدث منذ قليل معها..

غابرييلا كانت خائفة خوفًا غريبًا من ابن خالتي رودولف.. لقد شاهدت كيف تغيرت ملامح وجهها فجأة وفقدت الوعي بينما كنتُ أُجبرها على الخروج من الغرفة.. هذا الخوف الشديد من رودولف أثار قلقي وجعلني أشعر بأن هناك شيئًا غريبًا يجب أن أكتشفهُ وبسرعة..

هل كان هناك سر أخفته غابرييلا عني يتعلق بـ رودولف؟.. هذا السؤال أثار قلقي وجعلني أتساءل عن سبب هذا الخوف الشديد الذي أصابها فجأة عندما قلتُ لها بأنني جلبت رودولف إلى المزرعة ليأخذها لبضعة أيام إلى قصره..

كورت قبضتاي بعنف وفكرت بغضب.. هناك سر وماضي مُظلم تُخفيه عني غابي يتعلق بـ رودولف.. وهنا بدأت أتذكر الماضي.. تذكرت اختفاء رودولف المفاجئ في صباحية زفافي.. كنتُ أتصل به لأسأله عن حبيبتي وإن كان يتم الاعتناء بها في فندقه.. لكنهُ أرسل لي رسالة نصية على هاتفي وطلب مني أن لا أتصل به وبحبيبتي وأنتظرها على نار أمام الكنيسة..

نظرت بتفكيرٍ عميق إلى وجه غابي وهمست بفحيحٍ مُرعب

" هل فعل رودولف لكِ شيئاً سيئاً في ذلك اليوم؟.. إن كانت شكوكي صحيحة.. سأجعلهُ يندم على الساعة التي خُلق بها "

سحبت هاتفي الخلوي من جيب سترتي واتصلت بـ روبيرت رئيس الخدم في المزرعة.. وما أن تلقى مُكالمتي له سألتهُ بسرعة

" هل ما زال رودولف ينتظرني في الصالون؟ "

أجابني روبيرت باحترام

حياتي سجن وعذابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن