فصل 9 - من أنتم؟

5.7K 685 1.3K
                                    





سولينا**


بعد خروجي من متجر المجوهرات.. مسحت دموعي وهمست بألمٍ شديد

" لا بأس.. لن أندم على بيعي لخاتم والدي.. أتمنى أن أستعيدهُ في أقرب وقت.. سأفعل المستحيل لأستعيد الخاتم وأحتفظ به كذكرى جميلة من والدي إلى الأبد.. أتمنى أن أُحقق ذلك وفي أسرع وقت "

شعرت بالتعب والجوع.. لم أكن قد أكلت شيئًا منذ وقتٍ طويل.. فقد كانت رحلة خروجي من السجن مليئة بالمشاعر والتحديات..

تنهدت برقة وقررت أن أذهب إلى أقرب مقهى وأتناول الطعام.. رغم أنني لا أستطيع المُخاطرة وصرف الكثير من أموالي لكن صممت على أن أعيش هذه اللحظة بأكملها.. حتى وإن كانت بسيطة..

بدأت أمشي في شوارع المدينة.. وجدت مقهى صغيرًا ورخيصًا.. حيث تجمع حوله الناس من مختلف الأعمار والطبقات.. اخترت طاولة قرب النافذة وجلست..

بينما أجلس نظرت بحذر في قائمة الطعام.. لم تكن مألوفة لدي مثل هذه المقاهي.. ولم أعرف ما يجب أن أطلب.. ولكن كنتُ متأكدة بأن الطعام هنا سيكون أفضل بكثير من طعام السجن.. اخترت أحد السندويشات البسيطة وأعطيت النادل طلبي..

بدأت أتأمل الناس حولي وأنا أبتسم برقة.. منذ زمنٍ طويل حلمت أن أجلس بحرية وأتأمل الناس حولي بسعادة.. وأخيراً تحقق حُلمي البسيط..

عندما وصل السندويش.. بدأت بتذوقه بحذر.. أغمضت عيناي وهمست بسعادة

" هممم.. لذيذ جداً.. "

نظرت بسعادة أمامي وتابعت تناول السندويش وشرب كوب عصير الليمون بفرحٍ كبير.. كان هذا أول ساندويتش أتناولهُ بحرية.. وكان طعمه يبدو ألذ من أي شيء أكلته من قبل.. لم يكن طعم الساندويش فقط مميزًا.. بل كانت المشاعر التي تجلبها الحرية والاستقلال تجعله لذيذًا أكثر..

تناولت السندويش ببطء.. ووجدت نفسي أبتسم بصدق.. كانت هذه اللحظة البسيطة تعني الكثير بالنسبة لي.. لم أكن أستطيع تصدق أنني أخيرًا خارجة من السجن وأعيش حياة حرة..

عندما انتهيت من تناول السندويش دفعت الحساب وخرجت من المقهى بابتسامة مشرقة.. انطلقت بخطوات متسارعة حيث تنقلت بين شوارع المدينة أحمل حقيبتي وأحتضنها بقوة إلى صدري.. وبدأت بالبحث عن مكان رخيص لأستقر فيه..

مررت بجوار مجموعة من الشقق المعلقة على واجهات المباني بأنها للإيجار.. لكنها كانت مكلفة جدًا بالنسبة لي.. أدركت أنني بحاجة للبحث عن مكان أقل تكلفة حيث تسمح لي ببدء حياة جديدة بسيطة ومتواضعة..

في أحد الشوارع الضيقة لاحظت لافتة تعلن عن غُرف مفروشة للإيجار في فندق رخيص جدًا.. نبض قلبي بقوة وتوجهت إلى ذلك الفندق ودخلته ومشيت باتجاه مكتب الاستعلامات للحصول على المزيد من التفاصيل حول كيفية استئجار غرفة صغيرة به..

حياتي سجن وعذابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن