فصل 11 - من قام بلمسها؟

7.5K 690 1.3K
                                    





آرثر جيانو**


دخلت إلى الغرفة المظلمة بخطوات ثابتة وواثقة.. ضغطت على الزر في الحائط وفوراً أضيء النور داخل الغرفة بضوئه الدافئ.. تراقصت الظلال حولي على الجدران وكأنها تحتفل بعودة الضوء من عالمها القاتم..

اقتربت ببطء من وسط الغرفة وجلست على الكرسي المصنوع من الجلد الفاخر.. أنفاسي كانت ثقيلة بينما كنتُ أنظر أمامي حيث كانت سولينا تجلس على الكُرسي مُكبلة اليدين والساقين كما أمرت.. بدأت أتأملها من قدميها صعوداً إلى رأسها.. بينما عقلي كان يُراوغني بين كراهيتي لها ورغبتي الكبيرة بقتلها على الفور وعدم الانتقام منها..

عندما استقرت نظراتي على وجهها.. تبدلت مشاعري كلها في لحظة.. لم أكن أتوقع رؤية هذا الجمال الهادئ والمرهف الذي يتناقض مع الصورة الباردة التي كنتُ أحملها..

لقد تغيرت منذ أن رأيتها في المستشفى منذ سبع سنوات.. أصبحت أكثر فتنة وإغراء وجمالاً.. جمال صارخ يُرهق القلب قبل النظر..

انتابني شعور غريب بالإعجاب.. أصابتني الدهشة تجاه كيف يمكن لها أن تكون جميلة بهذا الشكل.. رغم أنها قضت سبع سنوات في السجن لكنها أصبحت أجمل من ذي قبل.. جميلة.. بل فاتنة لحد اللعنة.. ورغم معرفتي بأنها تسببت بموت شقيقتي غريس بطريقة مباشرة.. لكن كان قلبي يتراقص داخل صدري كالفراشة تبحث عن النور بينما كنتُ أنظر إليها..

وهي كانت ذلك النور لقلبي.. النور الذي جعلني الآن أشعر بالتوتر..

في هذه اللحظة.. وبينما كنتُ أتأمل وجهها.. أدركت أن هذا الشعور الجديد يختلف تمامًا عن الشعور بالانتقام الذي كان يسيطر عليّ من قبل.. هناك شيء فيها يجذبني بقوة.. وكأنها تُجبرني على رؤية أكثر من مجرد الظلام الذي تسببت به..

تجاوزت مشاعر الحقد والكراهية لتُغلِق دقات قلبي على أنغام الحيرة والإعجاب.. لاحظت في عينيها لون المحبة والبراءة المكبوتة.. لاحظتُها من خلف نظراتي القاسية والصارمة التي كنتُ أتأملها بها أسفل غطاء الإعجاب والحيرة والذهول..

شعرت في هذه اللحظة أن هناك قصة معقدة ومليئة بالألم وراء تلك العيون العميقة.. وفي لحظة من التأمل.. أحست بها تصافح قلبي وروحي بشكل لم يحدث لي من قبل..

وعلى الرغم من أنني لم أنسى هدفي من الانتقام.. إلا أنني لم أستطع إزالة نظراتي عنها.. ولم أستطع منع نفسي من الإعجاب بها وبقوة..

هناك جمال يتجلى بوضوح أمامي.. وكما يٌقال.. الوردة البرية هي الأكثر روعة.. وعدوتي الأولى سولينا غران كانت تُشبه الوردة البرية بجمالها ونقائها..

حياتي سجن وعذابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن