..
أُنشدكم الله هل تعلمون..
إن حمزة سيد الشهداء عم أبي؟
أنشدكم الله هل تعلمون.. إن جعفر الطيار في الجنة عمي ؟
وكانوا لا يجيبون إلا بنعم، وهذا يعني أنهم يعلمون! بَلْ جَاءَهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ، وكانوا هم من يُلقي الحُجّةَ على أنفسهم بالاعتراف، وهذا هو الغريب، فكانوا يستطيعون الالتزام بالصمت أقلا؟ ولكــن الجــواب بنعم و وقوفهم بعدها بسيوفهم ورماحهم وسهامهم أ أمامه يُعدُّ حربًا، نَصبا، بغضًا، عنادًا، وليس فقط هتكًا لحرمة سيد شباب أهل الجنة عليه السلام، عجيب أمرهم..!
بعد أن ناشدهم عن نسبه الشريف أشار حبيبي وإمامي الحسين عليه السلام إلى سيفه وسألهم:
هل تعلمون إن هذا سيف رسول الله أنا متقلّده؟
إنه سيف أبي الزهراء صلى الله عليه وآله، صلى الله عليك يا رسول الله، وكيف لا يكون بيد سبطك وهو الوريث الشرعي الوحيد، ولكن المصيبة أنهم قالوا: "اللهم نعم"، يعلمون أن هذا هو سيف نبيهم، إنهم يحاربون سيف
نبيهم، لحم ودم نبيهم، وما آلمني أكثر عندما شاهدت إمامي يرفع يده ويُشير إلى عمامته وقال:
أنشدكم الله هل تعلمون...
إن هذه عمامة رسول الله أنا لابسها ؟
الله الله، هذه هي ؟ العمامة التي كنتُ أحلم برؤيتها والتبرك بها، أهذه هي "السحاب "؟، العمامة التي ألبسها النبي صلى الله عليه وآله وصـيـه و وزيــره وخليفته الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في يوم غدير خم؟، ثم قال له أدبر يا علي، فأدبر ، ثم قال له أقبل يا علي، فأقبل هي ذاتها ؟ ، العمامة التي أفرحت قلب سيدي النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأسعدته عندما كانت على رأس أخيه أمير المؤمنين عليه السلام؟، ولكن كالمرة الأولى، فرحت لوهلة ثم كسر قلبي مرةً أخرى، الآن أراها على رأس إمامي الحسين عليه السلام، ولكنّهم يرفضون تأدية حقوقها، كما رفضوا تأدية حقوقها عندما كانت على رأس أبيه!، وأكمل حبيبي الإمام الحسين عليه السلام مناشدته فقال:
أنشدكم الله هل تعلمون إن عليا كان أول القوم إسلاما وأعلمهم علما وأعظمهم حلما وإنه ولي كل مؤمن ومؤمنة؟
حبيبي يا حسين، كأنك تريد إشباع فراغ شوقي لذكر أمير المؤمنين عليه السلام، قلتها بعدما تذكرتُ واقعة الغدير وتنصيب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، اشهد لي ، يا حسين، وأنا خلفك، أني لا أُوالي إلا أباك أمير المؤمنين، واشهد لي عند جدّك رسول الله أني أُحبّه، آه آه يا حبيبي يا حسين، كم أريد في هذه اللحظة أن أعبر عن حبّي لأمير المؤمنين عليه السلام، كم أتمنى أن أحكـي لـك عـن شوقي لرؤيته، أرجوك أخبر أمك فاطمة صلوات الله عليها أني أحبّه، أخبر أخيك الحسن عليه السلام أني أحبّه، نعم، أُحبُّ عليا ، أحبُّ حروف اسمه، أحبُّ ذكره، أحبُّ حُبي له، وعلى الرغم من علمي بأن سيدي وحبيبي الحسين عليه السلام يعلم بما يخفيه صدري، إلا أني أردتُ أن أكشف لـه مـا تُخفيه سريرتي من حبي، أردتُ أن أخبره عن كل هذا، ولكنّي لا أرى إلا ظهره المبارك، وأعداءه قد حالوا بيني وبينه، أشغلوه عني، وأرى في وجوههم بغض علي !، ولكنهم لم يملكوا إلا
الاعتراف رُغم بغضهم فقالوا: "اللهم نعم". فسألهم سؤالاً كسر قلبي، وجعلني أعض على شفتي من الحسرة:- فبم تستحلون دمي؟ وأبي الذائد عن الحوض يذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الصادر عن الماء، ولواء الحمد في يد أبي يوم القيامة؟
سقطت على ركبتي بعدما سمعت هذه الكلمـة مـن إمامي، إمام الأمة، وسيد شباب أهل الجنة، الذي اعترفوا به من يقفون أمامه قبل قليل ، واعترفوا بأن جده رسول الله وأن أمه سيدة نساء العالمين، وأن أباه أمير المؤمنين، يسألهم هذا السؤال ، لقد كسر قلب كل من هم حولي، شعرتُ أنهم أرادوا أن يصرخوا ويقولوا نحن فداؤك يا سيدنا، رأيتُ البعض قد أحكم قبضته بكل قوة لدرجة أنها كانت ترجف من الغضب، وأيُّ غضب ؟ غضب الله عز وجل، غيرةً على ابن بنت رسوله، ولكني تيقنت هنا أن الكل سينكسر قلبه، فبعد هذا السؤال، حتى الذين أتوا لمحاربة إمامي و الحسين عليه السلام سيتراجعون الآن، والحمد لله ستنتهي هذه الحرب قبل أن تبدأ فقبل قليل اعترفوا بكل شيء والآن انكسر قلبهم ، وخيّم على المكان هدوء غريب، فقطع
هذا الهدوء أحدهم في الجهة المقابلة لنا وقال:
- قد علمنا ذلك كله.
وهنا ابتسمتُ، الحمد لله، انتهى كل شيء، لا حاجة للحرب ، لا حاجة إلى إهدار دماء المسلمين، ولكنه سرعان ما أكمل جملته وقال:
- ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا!.
الله أكبر ! ، كيف تجرأ ؟ ، ألم يعترف قبل قليل بأن أمير المؤمنين عليه السلام هو وحده قسيم الجنة والنار ؟ ما هذا القلب وما هذا الحسد؟، هل هو صوت إبليس الذي يئس من رحمة ربه بعناده؟، هل هو صوت الشيطان نفسه الذي علم أنه مطرود وبدل أن يتراجع ويستغفر ويتوب يطلب مهلة لإضلال غيره ، هاجت في نفسي أحاسيس ومشاعر لا حصر لها حيرة، غضب، خوف، حزن، حسرة..!
هؤلاء هم أبناء من كسر الضلع، وحرق الباب وأسقط الجنين من بطن أمه، هؤلاء هم من دخلوا بلا استئذان في بيوت أذن الله أن تُرفَع ويُذكر فيها اسمه.
وما هذا الصوت الذي أسمعه من ا وقاطع أحاسيسي ومشاعري ؟ إنه ليس صوت حبيبي الحسين عليه السلام، فلا أحد منا كانَ يُخرجُ صوتًا احتراما لوجوده! ولكن هذا الصوت ليس من جهة الأعداء، إذا من أينَ يأتي؟، حاولت الإنصات، وكان الصوت يزداد ارتفاعًا، هل يُعقل؟، هل هذا ممكن؟ إنه صوت نساء وأطفال؟ يبكون، يندبون ويلطمون، ولا زالت ترتفع ! ، لماذا هم هنا ؟ والتفتُ يمينا ويسارًا وقلبت وجوه أنصار حبيبي، وإذا بهم يطرقون برأسهم الأرض، دموعهم بللت لحاهم.
وإذا بحبيبي ينادي إثنين بجانبه، لم أر وجههما، ولكني أعرفهما، نعم، أقسم أني أعرفهما، كما عرفت حبيبي وإمامي الحسين عليه السلام، إنهما هما الأول كان قمر بني ه أبا الفضل العباس عليه السلام، وعرفته من كثرة تأمله في وجه أخيه الذي كان يُناديه بـ "سيدي"، والثاني كان شبيه
وجه أخيه الذي كانَ يُناديه بـ "سيدي"، والثاني كان شبيه رسول الله علي الأكبر عليه السلام، الذي رأيته فأطلق لساني عنان الشوق مُسلّما على نبي الرحمة قائلاً: "صلى الله عليك يا رسول الله "، فكانت هذه علامة معرفتي بسيدي علي الأكبر عليه السلام قربهما . الحسين عليه السلام إليه ثم قال:
- سگتاهن، فلعمري ليكثرن بكاؤهن.
أنت تقرأ
فوزًا عظيماً ..
Historical Fictionآخيرًا تم نقل هذهِ الرواية العظيمة .. الي اتمنى الكل الي تصير عينه عليها . ليبخل ع نفسهُ بعدم الأطلاع ع هذهِ الرواية .. والحمدلله عن نعمة التوفيق لنقلها .. فوزًا عظيماً للرادود أحمد صديق جزاهُ الله كل خير .. تم نقلها الجمعة التاسع من محـرم بحسب الأ...