١٣

19 3 0
                                    

..

وفي تلك اللحظة سمعتُ أحبَّ الأصوات إلى قلبي، إنه صوت سيدي ومولاي وحبيبي الإمام الحسين عليه السلام وأنزلت سيفي وهرولت خارج الخيمة، فشاهدته وبجانبه أخته المخدرة زينب الكبرى عليها السلام وكان يقول لها:

- أخيه ..

فأجابته باحترام وأدب أمها فاطمة عليها السلام:

- لبيك يا أخي

- يا أختاه منذُ رحلنا من المدينة ما رأيتك مبتسمة أخبريني ما سبب تبسمك؟

وأخيرًا .. كانت زينب عليها السلام تبتسم في وجه أخيها بتصريح منه صلوات الله عليه، فأخبرته بأنها سمعت ما جرى في خيمة العباس عليه السلام، وفي خيمة حبيب بن مظاهر الأسدي، وكانت سعيدة من تسابقهم للموت على حب أخيها الحسين عليه السلام، فقال لها:

- يا أختاه اعلمي أن هؤلاء أصحابي من عالم الذر، وبهم وعدني جدي رسول الله صلى الله عليه وآله.

عاد بكائي بعد تبسمي لابتسامة العقيلة في وجه أخيها، وعُدت إلى محاسبة نفسي، وبدأت الأسئلة تدور في ذهني، هل أنا من الأنصار الذين وعد بهم رسول الله صلى الله عليه وآله سبطه الحسين عليه السلام؟، هل سأكون شهيدًا قتيلاً معهم؟، هل سأذوق الموتَ على حب الحسين عليه السلام؟

عاد بكائي بعد تبسمي لابتسامة العقيلة في وجه أخيها، وعدت إلى محاسبة نفسي، وبدأت الأسئلة تدور في ذهني، هل أنا من الأنصار الذين وعد بهم رسول الله صلى الله عليه وآله سبطه الحسين عليه السلام؟، هل سأكون شهيدًا قتيلاً معهم؟، هل سأذوق الموتَ على حب الحسين عليه السلام؟

وفي هذه اللحظة بالذات استذكرت كلمة أميري الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام التي استبشرت بها حين قال له أحد أصحابه: وددتُ أن أخي فلانًا كان شاهدا"، فقد

Λε

كان يتمنى هذا الصحابي أن يكون أخوه موجودا معهم ولم يمت، فأجابه أميري بسؤاله: "أهوى أخيك معنا؟ " وقد كان أخ الصحابي يهوى ويحب أمير المؤمنين عليه السلام ولذا أجاب الصحابي بـ: "نعم"، فقال له أميري: "فقد شهدنا ! .. ولقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال وأرحام النساء، سيرعف : الزمان ويقوى بهم الإيمان.."، وكنت دائما أدعو بأن أكون من الذين يقصدهم سيدي ومولاي أمير المؤمنين عليه السلام. الان وهنا أكمل سيدي كلامه مع أخته:

- هل تحبين أن تنظري إلى ثبات إقدامهم؟

فوافقت العقيلة عليها السلام، فأمرها الحسين عليه السلام بأن تذهب إلى ظهر الخيمة، وفَعَلَتْ، فنادى سيدي : فوثبوا إليه كالأسود جميعهم، وسبقهم العباس عليه السلام وهو يردّد:

- أين إخواني وبنو أعمامي؟

لبيك .. ما تقول؟

- أريد أن أجدد لكم عهدًا

فاجتمع حوله أولاده وأولاد أخيه الحسن، وإخوته، وأولاد جعفر وعقيل، ولم يبق أحد من بني هاشم إلا وقد جلس حوله بعد أن أمرهم بذلك.

ثم نادى

- أين حبيب بن مظاهر ؟ أين زهير؟ أين هلال؟ أين الأصحاب؟

فتسابقوا جميعهم كما تسابق بنو هاشم، وسيوف ، وسيوفهم في أيديهم، كأنهم ينتظرون إذنه ليركضوا في ساحة القتال، وكانوا يتسابقون حتى في جوابه ملبين

- لبيك أبا عبدالله

جلسوا مع بني هاشم، وكان يخطب فيهم، وأخته فخر المخدرات زينب الكبرى عليها السلام في ظهر الخيمة تستمع إليه ...

فوزًا عظيماً ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن