..
بعد هذا الاستعراض العسكري الذي طمأن قلوب نساء بني هاشم اجتمع الهاشميون في خيمة العباس عليه السلام، فساقني فضولي للجلوس على باب خيمة أبي الفضل، وسمعت صوته العالي وهو يخاطب فتية بني هاشم قائلاً:
- يا إخوتي وبني إخوتي وبني عمومتي، إذا كان الصباح فما تقولون؟
وكان بنو هاشم يحترمون أبا الفضل العباس عليـه
السلام احتراما خاصا، فهو القائد المباشر بعد سيّده ) عليه السلام فأجابوه
- الأمر إليك يرجع، ونحن لا نتعدى لك قولك
فقال العباس عليه السلام
- إن هؤلاء - أعني الأصحاب-، قوم غرباء، والحمل الثقيل لا يقوم إلا بأهله، فإذا كان الصباح فأول من يبرز إلى القتال أنتم ، نحن نقدمهم للموت، لئلا يقول الناس قدموا أصحابهم فلما قتلوا عالجوا الموت بأسيافهم ساعة بعد ساعة فسمعت انتفاضتهم داخل الخيمة، تليها أصواتُ سلّ
السيوف، وصاحوا
- نحنُ على ما أنتَ عليه
فسمعتُ بعدها أصواتا من خيمة أخرى لحقتُ الصوت فأوصلني إلى خيمة حبيـب بـن مظاهر، دخلتهـا مباشرة، ورأيتُ الأنصار مجتمعين حوله، وهو يسألهم:
فسمعتُ بعدها أصواتا من خيمة أخرى لحقتُ الصوت فأوصلني إلى خيمة حبيب بن مظاهر، دخلتها مباشرةً، ورأيتُ الأنصار مجتمعين حوله، وهو يسألهم: - يا أصحابي لم جثم إلى هذا المكان، أوضحوا كلامكم
رحمكم الله
فرأيتُ وجوهم تغيّرت، وأجابوا:
- أتينا لننصر غريب فاطمة عليها السلام
غريب فاطمة!، كلمة تحمل كل الألم، تعلّقت بها كثيرًا، أبعادها عميقة، حُزنها كبير، يمتد إلى سيدة نساء العالمين عليها السلام، ركنها الأول غريب يكسر الخواطر، وركنها الآخر أم ضلعها مكسور وزوجها مأسور.
أكمل حبيب بن مظاهر أسئلته: - لم طلقتُم حلا ئلكم؟
وأجابوه بنفس الجواب، لنصرة غريب فاطمة صلوات الله عليها، الأم التي لم تُحفظ في ولدها.
- فإذا كان في الصباح ما أنتم قائلون؟
فأجابوه بأنه صاحب الرأي وهــم معـه، قرارهــم هـو
قراره
فارتفعت نبرة صوته وصاح:
- فإذا صار الصبح فأول من يبرز إلى القتال أنتم نحن نقدمهم للقتال، ولا نرى هاشميا مضرجا بدمه وفينا عرق يضرب، لئلا يقول الناس قدّموا ساداتهم للقتال وبخلوا عليهم بأنفسهم
رفعوا سيوفهم في وجهه، ولوّحوا بها!، ورفعت سيفي معهم، وفــار دمي غيرةً على بني هاشم، وصحت مرة أخرى وأنا ألوح بسيفي:
- حيدر .. حيدر .. حیدر
وكان اسم أمير المؤمنين عليه السلام يعطيني المدد والقوة، ويجعلني أشعر بأني مُستعد للقتال الآن، كيف لا وهو القائل: "لأضر بنّك بسيفي الذي ما ضربت به أحدًا إلا دخل النار " ، كيف لا وهو القائل عن أصحابه الخلص : " وقد صحبتهم ذرية بدرية وسيوف هاشمية"، كيف لا وهو قالع باب خيبر الضارب بسيفين، صاحب الضربة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله: "ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين".
وكان جميع الأنصار يلوّحون بالسيوف، وأشاهد لمعانها، وأرى وجة حبيب، فأتاني الشعور بأني أريد معانقة الموت معهم، لأموت شهيدًا بين يدي سيدي ومولاي الحسين عليه السلام، وكانت أعينهم لا تفارق وجه حبيب، وينادون وأنادي معهم:
- نحن على ما أنتَ عليه
أنت تقرأ
فوزًا عظيماً ..
Historical Fictionآخيرًا تم نقل هذهِ الرواية العظيمة .. الي اتمنى الكل الي تصير عينه عليها . ليبخل ع نفسهُ بعدم الأطلاع ع هذهِ الرواية .. والحمدلله عن نعمة التوفيق لنقلها .. فوزًا عظيماً للرادود أحمد صديق جزاهُ الله كل خير .. تم نقلها الجمعة التاسع من محـرم بحسب الأ...