..
انتهى إمامي من اختباره لنا، وظننت أنه انتهى من كلمته، لكنّه خفضَ صوته قليلا، واقتربنا منه، علمتُ أنّ هناك شيئًا مهما أراد أن يبلغنا إياه، ولكن لماذا يخفض صوته؟ فهذا مخيمه، ويحفّه أنصاره، ولا يوجد دخيل علينا فيه، فتقدّم وقال :
- ألا ومن كانَ في رحله امرأة، فليبعث بها إلى أهله...
عرق جبيني، ثقل جسدي، انحنا ظهري، وليس
السبب هو هذا الطل من الحسين عليه السلام، بل لأنه عقب على هذه الجملة بصمت غريب يوحي إلى أن هناك تكملة لكلامه، كأنه لا يريد إنهاء جملته، إلا أنه مضطر لذلك، وكنت خائفًا من تتمة كلامه .. تمنيت أن لا يُكمل ! ، ولكن....
- إن نسائي تُسبى، وأخافُ على نسائكم السبي!.
يا حسين!...
كنتُ أتمنى أني لم أسمع هذه الكلمة، نعم، إني لا أرى وجهك، فعيناي لا تتجرؤ على النظر مباشرةً إلى وجهك، لكني شعرتُ بحُرقة قلبك من أنفاسكِ المتقطعة وأنت تقول هذا الخبر ! ، ساعدَ الله قلبك يا حبيبي، نساؤك .. يُسبون؟، زينب ؟، أم كلثوم؟ ، سكينة؟ ، رقية؟، ليلى؟، رملة؟، الرباب؟ هل حقا تقصدهم؟، ألهذا خفضت صوتك؟، لم ترد أن يسمع النساء هذا الخبر؟.
آه ... آه... آه، على ماذا أبكي؟، على نسائك وما سيحل بهن؟، وهنَّ نساء رسول الله صلى الله عليه وآله، نساء أمير المؤمنين عليه السلام ، أم على حالك وانكسار قلبك عليهن؟، أم أبكي على خوفك على نساء أنصارك؟، وطلبك أن يرجعوا
١١٦
إلى أهلهن ويتركوا نساءك !.
بكى الأنصار وبكيت معهم ، فقام من بينهم علي بن مظاهر الأسدي، وذهب إلى خيمته، وبعد أن عاد لنا جلس عند الحسين عليه السلام وكان بجانبه قمر العشيرة العباس عليه السلام وحكى ما جرى في تلك الخيمة.
قال أنه دخل خيمته واستقبلته زوجته المؤمنة بابتسامة في وجهه، وكان هذا الموقف وحده يدعو إلى التأمل، كيف لامرأة في ليلة الحرب التبسم في وجه زوجها؟، إن هذا الأمر يدل على شيء فهو يدلُّ على صلابة إيمانها، وقوة يقينهـا في الحسين عليه السلام، فأجابَ زوجها علي بن مظاهر ابتسامتها :
- دعينا والتبسّم ، قومي والحقي ببني عمك من بني
أسد
لم يحتمل هذا الرجل المؤمن الغيور فكرة سبي زوجته، وأراد أن ينقذها ويُلحقها فورًا بركب بني أسد، فتعجبت هذه الحرة المؤمنة منه وقالت

أنت تقرأ
فوزًا عظيماً ..
Historical Fictionآخيرًا تم نقل هذهِ الرواية العظيمة .. الي اتمنى الكل الي تصير عينه عليها . ليبخل ع نفسهُ بعدم الأطلاع ع هذهِ الرواية .. والحمدلله عن نعمة التوفيق لنقلها .. فوزًا عظيماً للرادود أحمد صديق جزاهُ الله كل خير .. تم نقلها الجمعة التاسع من محـرم بحسب الأ...