..
فتحت عيني!، فرأيتُ الخطيب على المنبر، حاسر الرأس، والمعزّين حولي يلطمون صدورهم و وجوهم، والمجلس في ضجيج وعجيج، فأعاد كلمته الثالثة:
- يا ليتنا كنا معكم سادتي .. فنفوز فوزا عظيمًا لم أكن في كربلاء ! ، لم أكن في ليلة العاشر، بلى بلى..! كنتُ هناك، روحي كانت هناك، جسدي كان هناك، كان سيفي معي!.
نعم، قتلتُ هناك !، حتى ولو عدت قبل أن أدخل إلى ساحة القتال، قتلت في ذلك المكان، قتلتُ في ذلك اليوم! وأقتَلُ في كل سنة، في عاشوراء الحسين عليه السلام، فيومه وأرضه محفوران في وجودي وكياني، وفي نفس اليوم لا أُقتل مرة واحدة، بل ألف مرة ، فإن يوم الحسين عليه السلام أقرح جفوننا وأذل عزيزنا.
نعم، كنتُ مع الحسين عليه السلام، وسأكون معه ما أبقاني الله عز وجل، وإن من رجوتُ الله أن يخرجني الله من قبري مؤتزرًا كفني شاهرًا سيفي مقاتلاً بين يدي ولده المهدي عجل الله تعالى فرجه
نعم، كنتُ مع الحسين عليه السلام، وفــؤادي يهوي إليه، وسأبقى الصرخة التي تكون لهـم، سأبقى الجمـرة المحترقة التي لا تنطفئ، وتزداد حرارة في كل سنة، بل في كل
يوم.
نعم، كنتُ مع الحسين، وسأبقى معه !.
فهل من معين فأطيــل معــه الـعـويــل والبكاء؟، هل من جزوع فأساعد جزعــه إذا خــلا؟، هل قذيــت عين فساعدتها
۱۲۸
عيني على القذى؟
فعلى الأطائب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما والهما، فليبك الباكون، وإياهم فليندب النادبون، ولمثلهـم فلتذرف الدموع، وليصرخ الصارخون، ويضج الضاجون، ويعج العاجون!
قبضت على قميصي وأنا أبكي، شققته بكل قوة وأنا
أندب
- واحسيناه.. وا إماماه.. وا غريباه
وجهت وجهي إلى كربلاء وأنا في تلك الحالة وقلتُ
ببكائي :
- فَلَئِنْ أَخَرَتْني الدُّهُورُ، وَعَاقَنِي عَنْ نَصْرِكَ المَقْدُورُ، وَلَمْ أَكُنْ مَنْ حَارَبَكَ مُحَارِباً، وَمَنْ نَصَبَ لَكَ العَدَاوَةَ مُناصِباً، فَلأَنْدُ بَنَّكَ صَبَاحاً وَمَسَاءً، وَلأَبْكِينَّ عَلَيْكَ بَدَل الدُّمُوعِ دَماً، حَسْرَةً عَلَيْكَ، وَتَأشُفاً عَلى مَا دَهَاكَ وَتَلَهُفاً، حَتَّى أُمُوتُ بِلَوعَةِ الْمُصَابِ، وَغُصَّةِ الإِكْتِتَابِ... وَإِنْ كَانَ لَمْ يُحِبْكَ بَدَني عِنْدَ اسْتِعَاثَتِكَ وَلِسانِي عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ، فَقَدْ أَجَابَكَ قَلْبِي
وَسَمْعِي وَبَصَرَي.
- لبيك داعِيَ الله ..!
وجهت وجهي إلى السماء ورفعت يدي إلى فاطر السماوات والأرض، وخاطبت الله عزّ وجلّ:
- اللهم عجل لوليك الفرج، وارزقني نصرته، و وفقني لخدمته، واكتبني من الآخذين بثأر جده معه، والمستشهدين بين يديه على حب الحسين عليه السلام.
يا بن شبيب !.. إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين؛ فقل متى ما ذكرته : يا ليتني كنت معهم ؛ فأفوز فوزا عظيما.
الإمام علي بن موسى الرضا "ع"
تمت أحمد صديق في ليلة الجمعة ١٤ ذو القعدة ١٤٤٠هـ الموافق ١٨ يوليو ۲۰۱۹
النهاية لستُ أبالي بالمشاهدات ..
لأن الرواية باقية وأنا راحلة ..
كُلي أمل
بأن أكون في طيات دعاءكم ..
وشكرًا جزيلاً .
والحمدلله رب العالمين .

أنت تقرأ
فوزًا عظيماً ..
Fiksi Sejarahآخيرًا تم نقل هذهِ الرواية العظيمة .. الي اتمنى الكل الي تصير عينه عليها . ليبخل ع نفسهُ بعدم الأطلاع ع هذهِ الرواية .. والحمدلله عن نعمة التوفيق لنقلها .. فوزًا عظيماً للرادود أحمد صديق جزاهُ الله كل خير .. تم نقلها الجمعة التاسع من محـرم بحسب الأ...