..
حمد الله وأثنى وعليه، والتمست من نبرته خوفه علينا! ته، حتىوخيم الخشوع علينا، ولم يُسمع أي صـ سيوفنا كانت تُنصت إليه.
- أما بعد فإني لا أعلم أصحابًا أوفى ولا خيرًا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني جميعًا خيرًا
بدا وكأنه يريد أن يودعنا، ولكن ليس للتوديع . مكان
AV
هنا؟، فما الذي كان يُريده سيدي؟
- ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدًا، ألا وإني قد أذنت لكم.
نعم، غدا تبدأ الحرب، ولكن لازلتُ لا أفهم، ما الذي كان يريده إمامي ؟ ، وبماذا سيأذن لنا؟، بالقتال؟، بالفداء؟، بالشهادة ؟
- فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم حرج منّي .. هذا الليل قد غشيكم، فاتخذوه جملا.
وا ويلاه، أهــذا مــا كـان يريده منـا مـولاي؟، أن نتركه؟، هيهات هيهات حاشي الله لن أتركك يا مولاي، لن أتخلى عنك، أ أترككَ وحيدًا غريبا؟ ، وها أنا بين يديك أراك واقفًا دون أن أجرؤ على أن أرى جمال وجهك.
على الرغم من ضعف بدني إلا أني لن أتركك ! ، على الرغم من أني أعلم بأني سأقتل فـور بداية القتال ! ، إلا أن هذه القتلة ستكون أحلى من العسل.
لم أتجرأ على إخراج هذه الكلمات من فمي، فكل
شجاعة وحماسة كانت تُطأطئ أمام هيبته هيبته وعظمته، فبقيتُ
صامتا ودمي يفور.
- وليأخُذ كل رجل منكــم بيـد رجــل مــن أهل بيتي، وتفرقوا في سوادكم... فإن القومَ إنما يطلبونني، ولـو قـد أصابوني، لهوا عن طلب غيري.
انتهى سيدي ومولاي من كلمته فوثب أخوه العباس عليه السلام ومعه إخوته فقال:
- لم نفعل؟ لنبقى بعدك؟!، لا أرانا الله ذلك أبدًا.
أي وفاء هذا يا أبا الفضل ؟، وجوده وكلامه يطمئنان القلب، ويجعلانه يستقر ويهدأ، قرن وجوده بوجود أخيه، بقاءه ببقائه، لا بَعدَ بعد أخيه، ولم يكن ذلك ببعيد عليه، فهو المدَّخَرُ من علي بن أبي طالب عليه السلام لهذا اليوم.
وثب بعده شبيه رسول الله صلى الله عليه وآله، سيدي ومولاي علي الأكبر فقال:
- فماذا نقول للناس إذا رجعنا إليهم؟، إنا تركنا سيدنا وابن سيدنا وعادنا، وتركناه غرضـا للنبل، ودريئة للرماح
وفررنا عنه رغبةً في الحياة، معاذ الله، بل نحيا بحياتك،
ونموت معك !!
صلى الله عليك يا علي الأكبر، جزاك الله أفضل الجزاء، وأو فى الجزاء، كنتُ أتمنّى أني أستطيع رؤية وجه حبيبي الإمام الحسين عليه السلام، لأرى ردّة فعله وهو يسمعه هذه الكلمات العذبة من ابنه، لكني لم أحصل على الإذن الذي أنتظره بعد، ولكني سمعت صوته، صوت لم آلفه منه من قبل، لم يكن صوتا لكلمات، لم يستطع عقلي استيعاب هذا الصوت في البداية! ، آه .. وألف آه، لقد كان صوت بكائه، كان يبكي فبكيت معه، وبكى الكل معه، فلطمت وجهي، وجزعت!، يا ليت أمي لم تلدني، ولا أسمع بكاء إمامي، وشعرتُ أن الأرض تحت رجلي ليست مستقرة، وكأنها تبكي معنا، حتى السيوف التي كانت تُنصت لكلامه تغيّر حالها، ترعد بالظلام كأنها تستجيب لبكائه، وتبكي معه، وتطلب نصرته، وقطع بكاءنا صوت الحسين عليه السلام
- جزاكم الله خيرا
أنت تقرأ
فوزًا عظيماً ..
Ficción históricaآخيرًا تم نقل هذهِ الرواية العظيمة .. الي اتمنى الكل الي تصير عينه عليها . ليبخل ع نفسهُ بعدم الأطلاع ع هذهِ الرواية .. والحمدلله عن نعمة التوفيق لنقلها .. فوزًا عظيماً للرادود أحمد صديق جزاهُ الله كل خير .. تم نقلها الجمعة التاسع من محـرم بحسب الأ...