..
لاحظت حركة غير اعتيادية في معسكره، مجاميع تتحرك لا أعلم إلى أين كانت المجاميع تتراوح ما بين العشرة والعشرين، أمعنت النظر في وجوهم، كان الخزي قد أكل ملامحهم يمشون مشية سريعةً نوعا ما، مطأطئين الرؤوس، كأنهم لا يريدون أن يراهم الحسين عليه السلام.
يجري ! ، لماذا لحقت إحدى المجموعات، أردت أن أفهم ما الذي على هذه الحالة، إلى أين يقصدون؟، ظننتهم يريدون إحدى الخيام، ولكنهم تعدوا جميع الخيام، وصلوا
إلى حدود المعسكر ، هل كانوا يريدون استكشاف المنطقة على الحدود؟، لا .. لقد أكملوا طريقهم، خرجوا من المخيم وخلفهم كل المجاميع.
كانوا يسحبون سيوفهم على الأرض كأنهم لا يريدون القتال، يا إلهي ....!.. إنّهم يتركون الإمام الحسين عليه السلام !!
عدتُ راكضًا إلى سيدي ومولاي الحسين عليه السلام، فوجدته مُنكَسًا رأسه... شعرتُ بضيق في صدري، اختناق... حرقة ! .
رأيتُ طفلة كانت تراقب أباها وقد خنقتها العبرة وهي : تشاهده في هذه الحالة، وكسر قلبي حالها، فرفعت طرفها إلى السماء وقالت ببكائها
- اللهم إنهم خذلونا فاخذلهم ولا تجعل لهم دعاءً ، وسلّط عليهم ،الفقر، ولا ترزقهم شفاعة جدي يوم مسموعا، و
القيامة
ثم هر ولت إلى المخيم وهي تبكي فاستقبلتها امرأةمخدرة واحتضنتها وأخبرتها بالذي حصـل مـع أبيهـا وكـيـف خذلوه فصاحت المخدّرة
- واجـدّاه .. واعليّاه .. واحسناه .. واحسيناه .. وا قلة ناصراه .. أين الخلاص من الأعداء ؟ ليتهم يقنعون بالفداء، ترکت جوار جدّك وسلكت بنا بعد المدى، فعلا منا البكاء والنحيب.
ولما عـلا بكاؤهن أتاهـن إمامي الحسين عليه السلام مسرعا ولاحظت دموعه تتقاطر من لحيته المباركة وسألهن:
- ما هذا البكاء؟
لم تعلّل المخدرة سبب البكاء، وأجابت ولكن بطلب زاد إمامي هما
- يا أخي رُدّنا إلى حرم جدنا
آه .. يا ليتني مت قبل أن أسمع هذا الطلب من المخدرة، يا ليتَ أُمّي لم تلدني ولا أرى حبيبي ا الإمام الحسين عليه السلام قد احتار بنسائه، نساء رسول الله صلى الله عليه وآله
- يا أُختاه... ليس لي إلى ذلك سبيل
وكيف سيكون إلى ذلك سبيل وقد احتشد الآلاف وحاصروا الغريب، ومنعوا عنه الماء، وعطّشوا حتى النساء والأطفال، ولم يريدوا إلا القتال!
فاحتارت المخدّرة مع حيرة سيدها، وأردفت:
- ذكرهم محل جدك وأبيك وأمك وأخيك
يا مخدّرة، يا ليتكِ سمعتِ كيف كان الحسين عليه السلام يذكّرهم باسمه ونسبه، يعرفهم بأمه وأبيه وجده، فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون "
- ذكرتهم فلم يذكروا، و وعظتهم فلم يتعظوا، ولم يسمعوا قولي، فما لهم غير قتلي سبيل ..
أرجوك لا تقلها يا أبا عبدالله، لا تقل "قتلي"، لا تقلها، لا أبقاني الله بعدكَ يا حسين، وإن كان ولا بد، فإما أن أقتل قبلك .. أو أقتل!.
لا أتجرأ على مقاطعة إمامي، ولا أتحمل سماع منه كلمة
- .. ولابد أن تـروني على الثري جديلاً .. ودعتكم إلهي الفرد الصمد
لحظة واحدة .. على الثرى؟، جديلاً؟، ماذا يقصد إمامي؟، وليس هذا ما خفتُ منه، وليس هذا ما أضعف بدني، بل "تروني " ، كيف ستتحمّل المخدّرة والطفلة هذا؟ لماذا سيرانه؟ بل كيف سيرانه؟، أليسوا نساء؟، والنساء مكانهن الخيمة وليس في سوح القتال.
أنت تقرأ
فوزًا عظيماً ..
Historical Fictionآخيرًا تم نقل هذهِ الرواية العظيمة .. الي اتمنى الكل الي تصير عينه عليها . ليبخل ع نفسهُ بعدم الأطلاع ع هذهِ الرواية .. والحمدلله عن نعمة التوفيق لنقلها .. فوزًا عظيماً للرادود أحمد صديق جزاهُ الله كل خير .. تم نقلها الجمعة التاسع من محـرم بحسب الأ...