عَائِلَة |20

72 18 3
                                    

عندما يقرّر الإنسان الطيب ألا يكون طيباً بعد الآن
فإن الأذى الذي يصدر عنه تجاه الآخرين يكون عظيماً وجارحاً فعلاً
ويفوق ما يمكن توقعه..
ليس فقط لأن ردة فعله تكون قوية، بل لأنه أيضا أكثر الناس معرفة بمواضع الألم
وأكثرهم خبرة بما يحطّم النفس من الداخل..
وبعكس أولئك الذين قد يؤرّقهم الندم، فلن يشعر هذا الإنسان بالندم أبداً
إتجاه ما يقوم به
بل بالرضا عن النفس.. وبدء مرحلة التعويض.. والتعطّش للمزيد ..
وبطبيعة الحال فلن يكون من الممكن أبداً أن تحيله إلى طيبته عله يتوقف
لأنه هارب منها أصلاً..
وسيكون أي كلام منك له عن قسوة ما يفعله بمثابة دغدغة ومديح له، وتأكيد على نجاحه في تقمص شخصيته الجديدة
عندما يقرّر الإنسان الطيب أن يتخلّى عن طيبته، فإنّه لا يصبـح عاديا أبداً.. ولا شرّيراً..
بل وحشاً يمشي على قدمين، لا تتغيّر ملامحه البشرية .. لكن إن دققت جيداً ، سترى الحجارة الباردة تملأ قلبه وعينيه . 



"لقد طلبت إمدادات أكثر وهم قادمون الآن"
قال أحد الحراس
ولكنها كانت جُل إهتمامي وأنا أقف أنظر إليها بينما هي جالسه بعيداً
كجسد بلا روح ويقف بجانبها غون
"هل ستقتله حقاً! أعلم أن مافعله خاطئً ولكن هذا مبالغ به
بيكيهون"
قال كاي بإعتراض لأبعد عيناي عنها ونظرت إليه
"أعطني سبباً آخر غير أن الأمر مبالغ به إن كنت لاتريدني أن أقتله"
قلت بهدوء
ليحدق بيأس
"لقد قلت لك سابقاً إن هذا ذنبي أيضاً ،أنا السبب بهذا"
قالت نانا بغضب
"وماهو العقاب الأمثل!"
قلت ليصمتوا قليلاً
"أليست هي من تأذت بسببك! فلتجعلها تختار عقابه"
قال تشانيول الذي كان يلقي بنظره عليها بين فينه وأخرى
لتتحول جميع الأنظار نحوه بتعجب
"هل جننت! لما تقف بصفها؟"
قالت يورا بصدمه
"لأن مافعله سيهون أمر مخزي"
قال تشانيول بهدوء
لأنظر نحوها وكانت تبدو بحاله مزريه..
"هل سمعتي هذا يورا! ماهو العقاب الذي يرضيك؟"
قلت عالياً لينظروا نحوها بقلق
ولكنها لم تجيب وظلت تندب حظها بصمت
لأزفر بضيق

"لهذا سأقرر أنا عنها"
قلت بعد صمتها الطويل ليحدقوا نحوي بخوف
"ألست أبانا الذي نلجأ إليه دائماً؟ والكل يحتمي بك من ظلم
عائلاتنا!
هل حقاً ستفعل شيء كهذا لعائلتك؟"
قال كاي بأسى
"لطالما إعتبرتكم عائلتي ولكنكم لم تفعلوا ..لطالما وضعتكم أولى
أولوياتي ولكنكم لم تفعلوا
ولطالما كنت مخلصاً لكم ولكنكم لم تفعلوا كذلك..هل هذا هو ذنبي الآن؟"
قلت
"فلتقتلني فقط..أنا راضي بعقابي"
تحدث سيهون الملقى على الأرض و يصارع ألم يده
"هل تريد الموت!"
قلت لينظر إلي من طرف عيناه
"أنا لست خائفاً منه فلقد رأيت أشياء أسوأ"
قال بسخريه لأنظر نحو غون الوقف بجانبها
قليلاً ثم إتجهت إليه
"سنقوم بفعل ماتبرع به ،فلتجب شيئاً حاداً"
همست إليه لتتوسع إبتسامته وهرع للمطبخ
لأمسك بذراعها وأوقفتها
ثم سحبتها معي ولم تُبدي أي ردة فعل
حتى وقفنا بالقرب من سيهون وجعلتها تجلس على الأريكه
وجلست بجانبها

The Godfather | العراب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن