الفصل الثاني

674 20 13
                                    

الفصل الثاني
تحالك الليل وتعالت أصوات الذئاب والبوم المطاردة حول ذلك المبنى أما ذلك الوجه المظلم فهو في شقته يستقيم من مقعد المطبخ بعد إنهاء وجبته يشق طريقه إلى غرفته ليخلد إلى النوم تاركا عقله يسبح كالعادة في بحر أفكاره تارة مايغرق فيه وتارة ينقذ نفسه من الغرق..

وأحيانا تأتيه نوبة غضب يقوم بكسر أي شيء أمامه من فرط الندم وربما الحقد الذي غلف قلبه عن ماضيه المسموم ولكن هذه المرة انعكس تفكيره حول ماينتظره غذا سيجدد قائمة مواعيده كمدير اعمال لتنفيذ عقده مع من أراد مشاركته وبصورة حسنة لديه.

نفض فرضيات عقله المزعجة وتذكر تلك الاسوار التي تحتضن جيب سترته والتقطها بسرعة ليتأكد من وجودها ثم ابتسم عندما فتح صورة الفتاة التي تقبع فيها كانت تبلغ من عمرها 13 سنة بعينين واسعتين كالبندق وبالون الاسود وأنف حاد صغير مع ابتسامتها الواسعة تنشرح صدره بتملك عند رؤيتها يودُ لو يجدها ويشرب من بئر شوقه لها ..

وقال بعد تفكير طويل : يبدو أنك الآن في السن 19 أو أكثر بقليل أنت طفلتي وستبقين طفلتي وسوف أصلك لا محالة لأنك سكنتي قلبي ونزفتي عقلي من التشغيل بك ياترى كيف تبدو ملامحك الآن لا أشك أنك حلة من الجمال .

زفر أنفاسه بضييق وأعاد إرجاع الاسوارة في جيبه وخلد لنوم بعدها.

.....................
كانت ريتان في مكتبها داخل الغرفة تعمل على تنظيم أعمالها لآخر مناقشة لديها وتنهي موسمها الذي كان حافلا بالمتاعب الشاقة منها الدارسة ومنها التفكير بمستقبلها وكيف ستكون.

واخيرا حلمها يسير قبلها وهاهي الآن تخطو أكبر خطوة لتسابقه وتصعد القمم لتحقيق ماترغبه.
دخلت عليها والدتها "راضية "وفي يديها كوب من الحليب مع العسل لتشربه قبل النوم هذا أول ماتعشقه ريتان من أيادي والدتها.

دلفت ثم أغلقت الباب وراءها وهي تتأمل في ابنتها واعتكافها على كل أمل ورغبة للإلتحاق به عمدا تنهدت حتى أستافقت ريتان من دخول أمها وابتسمت لها وقالت : أمي كيف دخلتي ولم أشعر بدخولك .

تقدمت لها ووضعت الكوب في المنضدة وهي تجيبها بسعادة وتربت كفها اليمنى على وجنتها بلطف وحنان: لم أود إزعاجك عزيزتي ولكن لا تنسي أن تشربي حليبك قبل النوم فهمتي ريتان؟

أؤمأت لها بإبتسامه واسعة وقالت : أجل أمي كيف بي أن أنسى ألذ حليب من يديكي اللطفيتين.

وقبلتهم ريتان بحب فائض لوالدتها فكانت سندها الوحيد وتعتبر كأم وأب وأخ نيابة عن الذين فقدتهم أثناء الحادثة الفاجعة داعمتها فكل ماتحلم به ولم تحاول يوما أن تقف قبالتها عكسا وفكرة أن ريتان لن تنسى سبب موت والدها وعن سبب اغتيالهم المفاجئ.
لذلك أعزمت منذ صغرها في سن 18 أن تدرس حقوق وترد على كل حق لها ولعائلتها التي فقدتها منذ سنوات ولم يتوصلوا إلى المجرم أو القاتل مع غلق ملفه ...

والآن أكملت ريتان الماجستير وسوف ترد لكل صاع صاعين عن قاتلهما في آنٍ واحد ولكن طيف القاتل فإن رائحته تلتحق بها مع كل عام تمر بها وتجدد لعزيمتها وثقتها بالقبض عليه مهما كان أو أين وجد حي أو ميت فهمها أنا تعرف كنيته لتشفي غليلها.

خرجت أمها من غرفتها وواصلت في دراستها ومزال التفكير بمن هو صاحب الحادث لم يزول ولن يزول إلا أن تجد دليل واحد بسيط سيكشف أمره حتما.

أعادت ظهرها على رأس الكرسي بتعب وتثائبت ثم وضعت نظراتها بوجع من عينيها ظلت لمدة ساعة ونصف على تلك الحال لإنهاء مذكرتها في وقتها وهاقد مر الوقت بسرعة وتأخر يحين موعد النوم لتستيقظ غدا باكرة لإستعداد نفسها ونشاطها معا ونيل شهادتها المنتظرة بإذن الخالق الأحد.

يـــــــّآريـثً ثًــشــآركَوُلَي ثًــــــــعلَيــقـآثًــكَمِ

آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن