الفصل الثالث والعشرون

36 11 0
                                    


الفصل الثالث والعشرون
دخلت ريتان لمكتب النقيب بينما بقيت نور برفقة الضابط علي خطيبها تركت صديقتها تباشر بعملها بإهتمام بعد أن جلست ريتان قبالة مدير الأعمال تجدد لقائهما يلقي لها نظرات قاتلة مميتة تزرع الخوف في قلوب الضعفاء ولكن هي تجاوزت ذلك بقوتها المكتسبة حيث شجعتها نور أن لا تترك من يعلوها نسبة بأن يدوس عليها ولا تقبل أن ترضخ لهم بكامل قواها .

تحدثت ريتان بثقة وجمود : سيادتك متى سنتقابل مع المدعي العام لإفادتنا الآخيرة ونتخلص من هذا العناء أود أن أنتقم بقاتل أبي وأخي فورا لقد صبرت كثيرا .

انهت حديثها وهي ترص اسنانها بعزيمة تخشى أن تضعف أمام رضا بينما ترمقه بخبث وأجابها النقيب : ربما غدا أو في المساء فهذا غير محدد لأن الموعد ستحدده العدالة وسوف أعلنكم به بكل تأكيد.
رن هاتف رضا مجددا وسمع من الآخر وابتسامة جانبية تعتلي شفتيه يقول : تفضل صديقي أنا في مكتبه...... أنتظر دخولك.

بعد ثواني سمعو طرقات الباب وسمح النقيب بدخول المحامي عاصم بهالته المحترمة وبدلته الرسمية وحقيبة بيده اليمنى وقف رضا بإحترام وصافحه : مرحبا بك سيد عاصم تفضل .

أشار بيده للنقيب أولا ليتعرف عليه : أقدم لك ابن عمي جمال النقيب ذياب وهذه تدعى بالآنسة ريتان محامية أيضا دفاعا على حقوقها كإمرأة وبالمناسبة فهذا هو محامي جواد السيد عاصم منذر.

ابتسم ذياب بخبث وقال : تشرفت بمعرفتك سيد عاصم تفضل .
سمع قرع الباب مجددا ودخل الضابط علي بوقفته العسكرية وقال : سيدي أعذرني لقد هرب جواد من هنا

اتسعت مقلتي ذياب بحنق وصرخ بوجهه : أيها الأحمق لماذا  لم تضع حراس بجانبه
في الحين ابتسم رضا بخبث يستمتع بغضب النقيب لأنه مهما فعل فأن جواد يتعبه لا محالة
قطع صراخه جواد وهو يحدق بشرارة لذياب يقول : أنا لم أهرب .

إستداروا له أصابهم الجفول بوجوده بسرعة على غرار رضا يعبث بلحيته وكأنه يشاهد فيلم يستمتع به دون أن ينطق بحرف .

وريتان بمجرد وقوفه كالجليد ورأسه مُنزلاَ فقط اعينه تقطر شرارة لم تستوعب ماسبب هذا الغضب .
تحدث النقيب لضابط : أمسكوه حالا ولا تتركوه لوحد مرة أخرى

مجرد أن لمس علي دراعه فيسبق جواد بإحكام عنقه وسكينه في رقبته يقول : إن تقرب أحد مني سوف أقتل ضابطك والجميع ماعدا أنت سوف تترجى الموت من عندي ياحقير وغد.

وقف الجميع يرى حركة جواد المفزعة بقلب يرتجف وضعت ريتان راحة يدها في ثغرها بصدمة وشقيقه بقي بنفس حالته فقط يتابع مشهده بتشويق.

ضرب ذياب سطح المكتب بصراخ : أتركه أيها المجرم سوف تندم على فعلتك هذه قلت أتركه بسرعة.

تجمع الحراس يحاولون فكه قيد الضابط ولكن جواد قبضته كانت أقوى فأن الضابط علي يوشك على فقدان أنفاسه.

تحدث رضا ببرود شديد : أخي ....
فلت قبضته وسقط علي أرضا يلتقط انفاسه بتعسر وحملوه الحراس إلى خارج المكتب .
اردف ذياب بغضب : الآن لا مفر لك ياقاتل غدا سوق تحكم على تهورك.

ابتسم جواد بإستهتار: أريد تلك الاسوارة ياذياب أو أقسم أن أقتلك وحينها لا أندم بدخولي للعالم القتل والدماء.

قهقه الآخر بخبث وقال: حقااا والله أني صدقتك ياجواد أنت متهم بالقتل ومازلت لم تشبع .
صرخ جواد من كل أعماق قلبه : أااعطيني الاسوااارة.

فزع قلب ريتان وبدأت دموعها تنزل لم تكن تعلم بتحوله إلى وحش عندما يغضب .
تكلم رضا بهدوء تام: هيا ياذياب أعطيه الإسوارة ولا أظن أن لها داعي لوجود دليل فيها .
أجابه : وماذا عن صورة الفتاة التي تقبع فيها لا ربما قتلها هي أيضا .

تملك جواد غضبه يخشى أن يقوم بكسر أو قتل أحد وريتان موجود فهو ندم بصراخه لقد أفزعها مهطلا دموعها بسببه وأردف بهدوء مصطنع: هل تسمعني ياصاح ؟؟؟

أخرج الاسوارة من جيبه ووضعها فوق المكتب وقال : خذ اسوارتك .
حدقت ريتان لتلك الاسوارة بإبتسامة واسعة جلبت نظرها بإعجاب ظنت أنها تخص الرجال وفجأة تغيرت ملامحها إلى انقباض قلبها ولمعت عينيها تطلب بإنهمار الدموع فأخذت حقيبتها وخرجت مباشرة دون أن تستأذن منهم .

‐------------------
خرجت ريتان من المكتب النقيب وهي تبكي وإلتحق بيها جواد بخطوات محسوبة وراءها وكأن همسات قلبه تخبره بما يحدث معها ويلوم نفسه بشدة.

أمسك رسغها يجذبها إليه  حتى إلتصقت بصدره لم تكن تدري أنه خلفها مما جعل قلبها يضطرب بخفقانه وهي بالقرب منه تتأمل وسامته بعيون مليئة بالدموع .

رفع أحد حاجبيه بتساؤل وهتف بصوت منخفض على عكس قبل قليل : من الذي أحزنك ؟؟
بلعت قنيتها بصعوبة ولم تستطيع أن تبوح بشيء لقد علق لسانها وظلت دموعها تعبر بدلا عن لسانها .
أنتظر الجواب منها دون فائدة ولكن هنا زاد الطين بلة فأحمرت عينيه بغضب مجددا وقال : هل سأبقى أنتظر منك أن تخبريني أم أتصرف بنفسي وأعرف من هو .

جحظت عيناها بقلق وأوقفته بسرعة تمسك كتفه برفق وبقى يطالع ماتفعله فإنها تخاف على أن يفتعل شيء ويوقعه في السجن حتما .

هتفت بصوت مهزوز وتوسل : أرجوك لا تفعل .
اعتصر قبضته بقوة لأن دموعها ماتزال تنساب فقد حركت كل مشاعره الجياشة وقال بهدوء مصطنع: إذا لماذا تبكين ؟؟؟

هل خفتي مني فف..فأنا لم أقصد ذلك أعتذر فإنها لحظة غض....
أوقفت حديثه وهي تضع أناملها على فمه وتهز رأسها بنفي تقول : لا لا لم أخف منك قط .

رفع رأسه لسقف يعيد شعره للوراء بنفاذ صبر وثم حوط وجهها بيديه وأدخلها بين أحضانه وبادلته الحضن بإبتسامة متسعة.

بعدها فصل عناقهم وأكمل سيره لخارج المركز تركها دون مقابل جافلة بتصرفه ثم أمسكت جانب فؤادها تتمتم: لقد وقعت بغرامك وأنت لا تبادلي ذلك فمن الواضح أنك تحبها كثيرا حتى جعلتك تؤمن لك إسوارتها وصورتها موجودة.

إندلقت دموعها مرة أخرى ثم بعد ثواني رتبت شتاتها واتصلت بنور وقالت لها أنها برفقة علي في منزله تحاول تهدأته

آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن