الفصل الرابع

165 17 11
                                    

الفصل الرابع

مركز الشرطة.
دلف النقيب ذياب إلى مكتبه بوجه محتقن وضرب المكتب بذلك الملف الذي بحوزته وصرخ في وجه الضابط بحزم : لماذا لم تبحثوا عن دليل يلتمس قضيته دون الالتقاط صور له بلا فائدة كما أن ملامح وجهه غير واضحة وكيف بي أن أعرف أن كان هو"جواد الراتبي " المتهم بمقتل والده وصديقه هل أنا هنا عملي يحمل جهدا لأمتعه بسخافتكم وأفكاركم الساذجة؟.

أجابه الضابط "علي" بوجه عابس ومطأطأ : أعتذر منك سيدي لكن منذ وقوع الحادث لم نتوصل على دليل ينسب أنه المجرم ثم أن تلك القضية قد تم غلق ملفها منذ ثلاثة أعوام لأسباب أجهلها.

ضرب قبضة يده على المنضدة بغضب: أنا أعلم بأن القضية تم غلقها ولكن أنا لن يرف لي جفنا حتى أتمسك بدليل واحد لأعرف من هو قاتل عمي "كمال الراتبي" و على يقيني بأنه جواد أبن عمي هو المجرم .

أردف علي بقلة حيلة لسيد ذياب بعد محاولته الفاشلة : أخبرني سيدي ماذا سنفعل؟هل أواصل بمراقبته أم نغير خطة أخرى للقبض عليه؟.

نفى ذلك برأسه وقال : كلا واصلوا فيما بدأتم به ولكن أحذروا أن يعرف بمراقبته لإنه ليس سهل على معرفته بذلك وسوف يقلب الدنيا رأسا على عقب... حينها نهزم أمامه وبما أنه ذاق تجربة القتل فلن تكون صعبة عليه.

هتف علي بخنوع مرفعا رأسا بشموخ مع وقفته العسكرية: حاضر سيدي.

وغادر المكتب تاركا النقيب ذياب يشغل عقله بذكاء وحيرته على ابن عمه وسبب تساؤلاته لماذا قتل والده وبالاضافة إلى  قتل صديق والده وإبنه لماذا؟؟ لا يعلم .

هذا أكثر سؤال جعله يفتح قضية مقتل عمه من جديد بعد أن قاموا بغلقه منذ ثلاثة أعوام وقد أصر على أن يصل لسبب مقنع يريح ضميره .
...................
وصل جواد إلى شاطئ البحر حيث يقبع هناك شخص ما شارف سن الكهول يقوم بإعداد القوارب لسير على البحر منها مايصطاد الاسماك ومنها مايقوم بتسلية نفسه على نسمات البحر العليلة.

أستقبل جواد أشد الترحيب لأنه يعد من أعز أصدقائه.. قريبا جدا لقلبه حبه الكبير لجواد جعله بمثابة أبنه الراحل منذ سنين .

هتف العم صالح لجواد الذي مزال وجهه مغطى بقلنسوة معطفه: كيف حالك بني .

ابتسم جواد بخفة ونزع ذلك الغطاء الذي يستر كامل ملامحه وقال:بخير والله أني أشتقت لك كثيرا عمي كيف تسير الأمور معك؟

ربت العم صالح على كتف جواد وتنهد يقول : الحياة صعبة جدا بني حتى عملي كدت أن أفقده بسبب تهوري

قضب جواد حاجبيه بجهل وقال : كيف !!!؟ ماذا تقصد بكلامك عمي

جلس العم صالح وجواد بجواره وقد سكب له كوب من الشاي حسب رغبتهما المعتادة وواصل حديثه يقول: والله ياابني أمس أتت الشرطة لهنا وبدأت تبحث في أغراضي لسبب لا أعلم وخفت أن كانوا قد وصلهم خبر بأني قد ساعدت تلك الشباب للهرب خارج البلاد بقاربي.

تعجب جواد من خبر العم صالح وبدأ يشك يراوده ثم نبس: لا تهتم عمي هكذا عملهم الشرطة أن يدبوا الرعب في قلوب الراهفة ويتركوهم يسبحوا في بحر الخوف.

هتف العم صالح وابتسامة جانبية ظهرت منه: إن كان هذا رأيك إذا دعنا من هذا وهيا لنبدأ بعملنا وأخبرني كيف قضيت نهارك أمس .

قفز جواد من مكانه بإبتسامه واسعة تشدق ملامحه الهالكة رغم جماله وعيونه السوداء بأهذاب مكثفة ، متابع حديثه مع عمه : هيا نبدأ وأخبرك بعدها .
...............
في المساء
كانت ريتان تتابع دراستها على اللابتوب بتزكير مدقق وفجأة رن هاتفها يفصل كامل تركيزها عند حمله وقامت برد على صديقتها نور : مرحبا نور كيف حالك؟

اجابتها نور بحماس : بخير بخير ريتان أسمعي ماذا سأقول لك

وضعت ريتان كامل تركيزها لما ستسمعه من صديقتها: هااا أنا اسمعك ماذا حدث .

صاحت نور في أذن ريتان تقول : لدي خبر مفرح لك حبيبتي وسيحقق حلمك قريبا .

زفرت ريتان انفاسها بتذمر وقالت : هيا يانور أخبرني أنا متاقة لسماع أخبار مفرحة .

ضحكت نور وقالت : لقد أخبرني علي خطيبي أن قضية مقتل والدك قد تم فتحها من جديد للقبض على المتهم .

اتسعت مقلتي ريتان على مصرعيها بذهول وقالت : حقاااا؟ ياللهي واخيرا سيحدد من القاتل كنت أظن أن الأمر أنتهى والآن سوف أبدأ عملي بكل قوة.
أجابتها نور بحمااس: حبيبتي ريتان لا تنسي أن علي ينتظر فرصة لقبولك محامية بدلا من المحامي السابق وذلك بأنه يثق بك كثيرا.

ابتسمت ريتان وقالت : اوووو كم أنا محظوظة بوجودكما في حياتي . أسمعيني نور أخبري علي بأنني سأحدد النهار الذي سأصبح فيه محامية بعد وسأساعده في كل طلب يريد الوصول إلى المتهم.
اتفقت معها نور وأغلقت الخط جعلت ريتان تصفق يديها بسعادة وغادرت غرفتها لتنبأ والدتها بهذا الخبر.

آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن