الفصل الحادي عشر

69 11 1
                                    

الفصل الحادي عشر
أستقبل النقيب ذياب المدعي العام "عادل" لمرافقته في مشوار قضية مقتل "كمال الراتبي" و" مراد عبيدي " و ابنه" صفوان عبيدي" في وقت نفسه.

جلس المدعي العام قبالة النقيب واردف ذياب بإحترام مبالغ : يسعدني وجودك هنا السيد عادل فالأمر أصبح يتعقد .

رسم عادل شبه ابتسامة على شفتيه وهتف ببرودة: لا تقلق أيها النقيب بما أن سابقا قدموا الملف بغلقه الآن سيفتح ومع القبض على المتهم بأدلة واضحة بحول الله.

لذلك يانقيب آمل أن تحضر كل من أخ المتهم صاحب أكبر شركات السيارات وأيضا أبنة القتيل مراد عبيدي غدا على الساعة التاسعة صباحا.

حرك رأسه على الموافقة فورا وقال : حاضر سيد عادل غدا سيكونوا في الموعد ان شاءالله.

استقام المدعي العام من مقعده وصافح النقيب بشدة واردف ذياب بخجل : أعذرني سيدي لم نستضيفك بمشروب.

نفى عادل برأسه وقال: لا علينا الأهم فيما ناقشناه وسيصبح كل شيء على مايرام.

..........
عادت ريتان إلى مدينتها التي مجرد البقاء فيها يستكن الآمان والراحة في قلبها وينبض بسعادة.
فتحت الباب ودلفت وإذ بوالدته تنهال عليها بالعناق وهي تقول بنبرة حزينة : ريتان حبيبتي لماذا تأخرتي قلقت عليك كثيرا.

ضحكة ريتان واجابتها بإبتسامه متكلفة: لا تخافي أمي تعطلت سيارتي في الطريق لذلك ضاع وقتي بإصلاحها ثم أنني أخبرتك عند تأخري في مركز الشرطة هذا الصباح.

ابتسمت راضية بلطف وحوطت يديها على وجنتي ريتان بحنان : لا تكرريها حبيبتي كدت أفقد عقلي بسبب تأخرك.

أومئت لوالدتها بخنوع: حاضر سيدتي أعدك بذلك ولن أكررها.

وهلا تسمحي لي أن أصعد لغرفتي ياأماه؟
قهقهت راضية من مشاكستها وسمحت لها بالفعل أن تصعد لغرفتها.

..................
في المساء على شاطى البحر كان العم صالح يشتعل الحطب من شدة هذا البرد القارص حتى وصلت إلى رعشات في جسده رفع رأسه  قابله ذلك الوجه المظلم طبعا ابتسم بلطف عند رؤيته ينزع قلنسوة معطفه وبادله أيضا بإبتسامه جانبية وألقى تحية لعمه أو رفيقه العزيز .

اردف العم صالح بسرور :مرحبا صديقي لماذا تطيل الغيبة عني فلا تقسو عليا بغيابك.

قهقه جواد بخفة عنه قائلا : أعذرني عمي أوقفتني الظروف لذا جعلتني اغيب عنك وستعرف السبب للتو عندما تعد لنا الشاي من يديك.

ابتسم العم صالح وقال : كما تشاء بني اجلس هنا وقابل الحطب بينما أجهز لك الشاي وتخبرني ماهو هذا الظرف الغريب نوعا ما.

هتف جواد بهدوء: سأفعل وبعدها ستعرف.
استغرق الوقت لربع ساعة وإذ بعم صالح يضع صينية الشاي وقدم لجواد كوبه ليفصح عن ما حدث له جراء غيابه المطول.

حمحم جواد بعد أن ارتشف بلذة من الشاي وبدأ يقول : والله ياعمي ماسأبوح به الآن لا على البال ولا على الخاطر لأنك ستتسع عيناك من الصدمة .

قضب العم صالح حاجبيه بفضول: أخبرني ياولد ودعك من الالغاز فلست قادر على التخميين أكثر .

وضع جواد كوب الشاي على المنضدة الخشبية وشبك اصابعه وقال : لقد قابلة تلك الفتاة  التي توجد بصورة الإسوارة.

طبعا لم يخطأ جواد لأن صدمة العم صالح صنمته بترك فاهه مفتوح وتابع جواد حديثه عندما تأكد من صدمة عمه: ولكن كيف فقد وجدتها ترتصد حركاتي منذ أسابيع ولم أتوقع حينها تكون فتاة بذلك العمر المراهق تقوم بفعل رجل وبطريقة ذكية .

قال العم صالح بعد أن تجاوز صدمته : ولكن كيف وصلت إلى أن كشفت عليها.

شرد جواد في الفراغ وبث تركيزه عن سؤال عمه يجيب : آخر يوم عزمت على قتل من كان يراقبني فحتما أنه يرسل أخباري للفريق الشرطة لهذا أقسمت على قتله إن امسكت به.
وفعلا حصل ماكنت أتوقع أمسكتها ولكن تجاوزت حينها نحرها بسكين وكأن صوت بداخلي يقول أكشف عن وجهه أولا ثم أفعل له ماأشاء.
وبعدها أخذتها إلى شقتي وكشفت عن وجهها بصدمة والشيء الوحيد الذي شعرت به هو انقباض قلبي عندما تمعنت في حدقتيها فتماما ماكنته أراه في صورتها.

اردف العم صالح بنبرة هادئة : وكيف كانت ردت فعلها عندما رأت وجهك وتأكدت منك لابد أنها وبختك وبتهديدٍ مضاف.

أومئ بالتأكيد ونبس بعمق من جوفه : أجل تأكدت من وجهي وتركتها ترحل في النهاية لا أستطيع أن اتحسر أكثر من رؤيتها بسبب ندمي على فداحة أخطائي.

ربت  العم صالح على كتفه بطمأنينة وقال: لا تلوم نفسك دائما فكل منا يخطأ ويتوب على أفعاله الذنيئة أما أنت ستصلح خطأك بطريقتك ياجواد فإلى متى سوف تخفي وجهك عنهم وتبرز ضعفك ومع ذلك فهم يظهر لهم أنك أقوى.... منذ ثلاثة اعوام لم يستطيعوا القبض عليك بأدلة قاطعة.

نظر له بعيون ناعسة ومظلمة مكملا كلام عمه : وفالاخير سأحوض في السجن متيقن بذلك فعناد وقوة تلك الفتاة لا بد منها أن تدحضني داخل الجدران المغلوقة وبإبتسامة ترسم شفتيها بمكر وتحدي.

آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن