الفصل الواحد والعشرون

44 9 0
                                    

الفصل الواحد والعشرون
تجمدت نور في مكانها وثغرها مفتوح بصدمة ياإللهي تركت صديقتي تتعثر لوحدها في مواقف مثل هذه .

أما ريتان فقد كانت مطأطأة رأسها من خجلها عندما اعترفت بشعورها الغريب نحو جواد خوفا من تحقيق ماتفكر به لأنه يظل قاتل والدها وشقيقها أيضا مستحيل أن تقبل بقلبه الظالم.

هتفت نور بعد أن تجاوزت صدمتها : ريتان ماذا ستفعلين إذا ؟
رفعت رأسها بعيون ناعسة وهزت كتفيها بقلة حيلة لا تدري ماستفعله.

واصلت نور كلامها: هل حقا أنت مغرمة به ياإللهي سوف أجن ياريتان كنت تقولين لي سوف انتقم بقاتل أبي وأخي والآن تغير الموضوع أصبح بقالب حب وغرام.

لمعت مقلتي ريتان بحزن ودموعها تندلق : ليست بيدي أقسم أنها ليست بيدي يانور لا أعلم لما بقيت صورته بذاكرتي كلما أتذكره يبدأ قلبي يقذف بإسمه رغم أن لقائنا لم يدوم لأكثر من يوم  .

شعرت نور بأنها تضغط على صديقتها واحتضنتها برفق مردفة لها : حسنا حبيبتي لا تبكي اللعنة عليه وعلى قلبك أيضا الذي سمح بالتعلق به

مسحت ريتان دموعها وقالت لها : نور حبيبتي أرجوك ساعديني ماذا أفعل .....أنا وعدت أمي بأن أدحضه لسجن وقلبي يرفض ذلك كما أنه حكم عليه مؤقتا حتى تتجاوز محكمته وحينها سوف أنتقده في كل الجوانب .

حوطت نور وجه ريتان بلطف تهدأ فيها : أعلم بهذا ولكن لا أريدك أن تتراجعي عن طموحاتك وأيضا على وعد والدتك وأريد أن أذكرك بمدى اعتكافك للوصول إلى هذه المرحلة من التألق هل نسيتي حلمك سابقا فقد كنت تزعجينني عندما تهذين بحلم المحامية وطلبك لتخصص الحقوق.

أومأت لها بإبتسامه متكلفة وقالت : أجل لا أنسى ما مر علينا ....نور!! في رأيك أن أذهب وأقابله مجددا أم لا
ولكن المدعي العام ينتظر منا أن نتقابل مرة أخرى وربما غدا إذا لم تخونني ذاكرتي .

ابتسمت نور بخبث وهمست لها: إذا ابتسمي الآن سوف تلتقي به وأظهري شخصيتك العنيدة والصارمة......إياك أن يضعف قلبك واللعنة عليه سوف يوقعنا بأخطاء فادحة إياك حبيبتي إحذري جيدا .

أومأت مجددا ريتان واحتضنتها بشدة لتخفيف ألم قلبها وتحفيزها بما ستفعله بنشاط
.........
شاهدوا الفيديو الملتقط من طرف قميص ذلك الغريب الذي وقع بين أيدي جواد وهذا الآخير لم يبرز أي صدمة منه لأنه يعلم سخافات هذه ولم يعير أي أهتمام لمتابعة الفيديو للآخير كان فقط يتصنت لصوته الحاد وتهديده المفزع بقتل المحامية إيلا.

فظلت لآخر هذا العام أي خمس سنوات وهي تعبث في مجراته بأي طريقة منها فكانت ساذجة رغم ذكائها المؤقت إلا أن هذا يزول فقط عندما تحاول بالتخلص منه كم كانت غبية بالنسبة لجواد فحتى فكرة الفيديو أو وضع كاميرا غير مرئية بقميص الغريب فقد كانت خطة ساذجة حسب رأيه .

فلتت ضحكة خبيثة من ثغر رضا وقال : هذا الفيديو  غير قابل  للإتهام.... حسب مارأته عيني فإنه يعتبر فيلم قصير ومرعب لا غير ....

قضب ذياب حاجبيه بمكر : ذلك حسب رأيك ياابن عمي ولكن عندما يراه الحاكم فربما يحكم عليه بالقضاء في السحن 25 عام دون نافذة .

وقف جواد من كرسيه بضجر فهو لم يتعود على البقاء أكثر من نصف ساعة بمكان لا يهتم به أو لا يرغب به وقال للنقيب : هل يمكنني أن أخرج من هذا المكان فقط لأغير الجو فهذا المكان يستفزني كثيرا أخاف عليكم والله.

قهقه ذياب بينما ابتسامة رضا تشرح الصدر وهتف ذياب بخبث: هنا ليس فندق لتتجول فيه حسب هواك لأن ثواني موهلتك  تزول وسيأتي قرار من النظارة بدخولك لسجن عزيزي جواد .

اجابه رضا بحنق: دعه يجول بما أن الثواني على قيد الفناء اترك له الفرصة ريثما يحين وقته .

رمقه ذياب بطرف عينه ولكن جواد لم ينتظر قبول  رأيه فلايهمه أحد لأنه خرج من المكتب يسير  في الردهة وسط ذهول الضباط  خارج المركز يجلس على الكرسي أمام بوابة المدخل يحتاج إلى وقت يفرغه لوحده كما يعتاد

آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن