الفصل الثامن عشر

35 9 0
                                    

الفصل الثامن عشر
اقتحمت الشرطة شقة جواد للقبض عليه بتهمتين الاولى لا دليل واضح لها والأخرى بتهديد الضحية على قتل المحامية إيلا  ومع كل جهد بذلوه رجال الدرك على العثور عليه فلم يتمكنوا لأن شقته خالية من رائحته وقاموا بتناثر أغراضه عشوائيا .

حتى توصل أحدهم في غرفته على تلك الاسوارة التقطها من الارض كانت أسفل سريره حملها الضابط وذهب مسرعا إلى النقيب الذي تجهم وجهه بغضب عندما لم يجدوه ولكن صادفه الضابط وبيده تلك الاسوارة القصيرة دون أن يكشف عن الصورة.

وسلمها للنقيب بإحترام وقال له : سيدي وجدنا هذه الاسوارة في غرفته لربما نجد دليلا عنه.

لمعت أعين النقيب بإبتسامه جانبية وأمسك بها عسى أن تكون لها أثر تمسه على حسب قيمتها المادية ولمح دائرة في وسطها تلمع بفضيتها لم يكن يدرك أن بداخلها شيء وتوصل إلى صورتها بفضوله كمحقق شرطي و دقق في ملامح الفتاة جيدا لعله يمسك رأس الخيط ومع الأسف لم يحصل على ذلك وتركها في جيب سترته ونادى برجاله عن المغادرة فدائما يفشلون بإمساكه.

..............
ارتشفت ريتان من القهوة بإهتمام وحدقت في رضا بفضول تنتظر أن يبدأ هو بما ستسمعه ولكن قل صبرها وشرعت هي بالحديث بإحترام عسى أن يكسب ثقتها وقالت : سيد رضا أرجو أن تخبرني على الدوافع التي جعلت جواد يقتل والدي وشقيقي الوحيد .

أسند رضا يديه على المكتب يحملق بزدراء ثم نبس بنبرة باردة مستفزة : وكأنني أقابل المدعي العام .
بلعت ريقها بصعوبة وهتفت بتذمر: لا تفعل ارجوك سيد رضا فأنا مايهمني هو معرفة الحقيقة رجاءا فأمي تتحسر بغياب والدي وأخي فمن الأحسن أن أملئ فراغ قلبها بعملي .

شبك أصابعه وبدأ يحركهم بهدوء فهو أمله أن يساعدها فيما ترغب وأيضا بتخلص من محنة شقيقه باعتبار أنها محامية ضده لذلك رفع رأسه قبالتها مردفا : حقيقة أن جواد قتل أبي دفاعا عن نفسه أما بقتل والدك ومضيف شقيقك هذا الأمر يعود إليه وإن كنتي تريدين معرفته إذهبي إلى حيث يقطن وأملئ رصيدك المعرفي.

رمشت نظراتها وبدأ قلبها ينبض بخفة جعلها تتصد موقفها الضعيف وتهتف بنبرة حادة: أعذرني سيد رضا أريد أن أذكرك بما تقابلنا أخر مرة وماذا كان وراءه لذلك لم أصل إلى ماأود سماعه حتى ترشدني لمعرفة الباقي عنده.

ابتسم مستمتعا بحماقتها وقال : وأحب أن أذكرك بأن مقابلة المدعي العام التالية قريبا فمن الأفضل أن تمهلي فضولك لأيام معدودة ستتمكني من فهم كل ما يحيط به عقلك.

جحظت عيناها بغضب وبدأت تلعب بأصابع يدها بتوتر هنا قد سيطر عليها بذهنه الهائل وقالت له بعصبيه: إذا هذا ماتريده وتخطط له فأهنئك سيد رضا على ذهائك ونجاح خطتك عندما علمت بمكان شقيقك وكان ذلك بفضلي لولاي لما بقيت جافلا على إختفائه ولكن أستئذن منك سأغادر وأعدك أن تكون لقائتنا بصفة معتمدة على خدمتي كمحامية وليس كمساعدة.

قهقه بخبث وقال: أعيدي أخر ماقلتيه آنسة ليس كمساعدة يعني توضحين من خلال كلامك أنك مساعدة لنا أم أنني أتوهم بأنك محامية لدحض جواد في السجن.

ابتسمت بإنتصار وقالت وهي تقف من مكانها : كنت سأساند شقيقك آمل أن يكون مظلوم ولكن أنا الحمقاء التي أتيت بقدمي إلى شركتك كمساعدة وللأسف.

وقف رضا يواجه حديثها بحزم : نحن لسنا بحاجة إلى مساعدة أحد يكفي أنكم تجاهدون على القبض عليه وستكون مكافأتكم تثلج صدوركم بها.
قبضت يداها بغضب وقالت : شكرا على تهديدك علاوة على ماذكرته سابقا وأعدك مرة أخرى بأن أصدك أنت ومن خلفك بكلتا يداي وسترى ذلك أنت وشقيقك جواد .

تركته يحدق بها بجمود ورسم بسمة خفيفة محركا رأسه بقلة حيلة وأعاد لكرسيه يتابع عمله بعقل فارغ من حماقة ريتان وتوعيدها بما سيحصل.

آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن