الفصل التاسع والعشرون

63 9 0
                                    

الفصل التاسع والعشرون.
سمع طرقات الباب ليظهر منه رجل عجوز بجثته الشامخة يبتسم لجواد رغم حزنه بما حدث ،، تقدم نحوه بهدوء ليقول: كيف حالك يابطل ؟؟.

رفع كفه بقوة ليد العم صالح وهو يبتسم: بخير كالبطل تماما ماذا عنك فقد إشتقت لك كثير .
جلس بجواره يريد أن يستفسر عن ماجرى :وأنا كذلك ..أخبرني كيف وصلت إلى هذه الحالة .

حاول جواد الجلوس أيضا لكي يقابله مباشرة: كل ماحدث بسبب الغيرة التي حرقت جدران قلبي .
قهقه العم صالح واستوعب كلامه ولكن أستمر بسؤال مغاير: ومن الخاسر في هذه الجريمة فكنت أحمد ربي طوال النهار لأنك لم تكن مثل السابق.

زفر أنفاسه بضييق واجابه: الضابط علي!!!
قضب حاجبيه بحيرة: كييف!! قلت الضابط ؟؟؟
أومأ له جواد ليتحقق من سماعه حقا وليس بشك ..أصابه الذهول من تصديقه بالضابط فهو اشترى حياته بثمن مغري!!!.

بلع ريقه العم صالح في الآخير وأعاد حديثه بعد تفكير مشوش : لا يهم فما يهمني هو أنت أن تبعد يداك من مخادع مثله أخشى فقدانك أو سجنك المؤبد.

أبتسم بخبث وطمأن قلبه : لا تقلق عمي إهتمامي ليس بأشكال تعبد الشجاعة وتخشى الخسارة فأنا أتنافس الشجاعة والخسارة تعبدني. هذا ماتعلمته منك.

انزاح القلق من وجهه ورسم بسمة جانبية تبعث الامل : هذا هو البطل الذي لا يقتل تعبي مهما كلفه جهده. 

سمعاا صوت خطوات مسرعة وراء الباب إلا أن تظهر منه ريتان بوجه محتقن لا يبشر بالخير تصرع الباب على آخر الجدران فلم تهتم بمن معه تقول بصوت صاخب: ماذا تظن نفسك فاعلا هاااا؟؟؟؟.

هلع جواد والعم صالح من دخولها المفاجئ فهو لم يراها يوما غاضبة بتلك الصورة الجميلة ،خرج العم صالح بهدوء واغلق الباب خلفه بينما يقف جواد من سريره يقابلها وجها لوجه ليمتص غضبها الموجه له : ماذا ؟؟؟ ماذا فعلت ؟.

رفعت ريتان الأسوار بين عينيه بغضب جعلته يجحظهما بنرفزة ويقطفها بسرعة البرق من يديها واقترب أكثر منها: كيف وصلتي بخاصتي.

ضحكت بخبث وواجهته بقوة مضاعفة : قلت بخاصتك!!!؟؟ سوف تبقى قاتلا ياجواد لأن هذا دليلا قاطعا يثبت موت والدي فهذه الإسوارة كانت هدية منه قبل وفاته ومن والواضح أنك قتلته وأخذتها لتحتفظ بها خوفا من وقوعك بالفخ أليس كذلك؟؟

اجابها بعشق هائم فرائحتها تأسره تصعب عليه السيطرة على وضعه: ريتان أسمعيني جيدا ..لوكان حديثك صحيح لأثبتُ لك هذا ولكن المسألة ليست مسألة جريمة قتل بل الحب.

بلعت ريتان ريقها بصعوبة عندما لين كلامه بطريقة غير مباشرة ترك قلبها يتجاوز سرعته المحدودة وأنزلت رأسها بتوتر لقد استحوذ نقطة ضعفها حين ضغط على زر القلب واشتعلت أضوائه ليكتشف مدى حبها له وكيف برعت بإخفائه.

لمس ذقنها ليرفع وجهها يستعد بالنطق تلك الكلمتين الصعبتين: ريتان أنا واقعا في عشقك منذ أن رأيت صورتك على الإسوارة ...."أنا أحبك" .

شهقت ريتان من سماعه تمنت لو الأرض تنشق وتبلعها فكانت تخجل من مواقف مثل هذه خاصة معه حتى صبغت وجنتيها الحمراء زادتها فتانة لجمالها.

أنتظر منها رد دون فائدة للأسف ...تقرب منها أكثر بكثير يود تقبيلها عندما لم يستمع الرد منها ظنا بأنها تحبه حقا ولكن سرعان ماابتعدت عنه تقول بصوت مهزوز: أأعتذر أنا ....

ابتسم بخبث يعض شفته بمضض ثم قال : أتفهم موقفك ..آسف ربما تجاوزت حدودي ولم استطيع كبح رغبتي بتقبيلك.

أمسكت جانب فؤادها تحاول ترتيب بعض الكلامات بدلا من الاعتذار ولم تفلح بذلك فغادرت المكان بسرعة.

زفر جواد أنفاسه الحارة لهبت بداخله يضرب جبينه على الحائط وهو يقول : لماذا ؟؟لماذا؟؟.
دخل العم صالح يريد معرفة من تكون : جواد مابك ؟؟

إلتفت له جواد بعلامات الفشل في وجهه يقول : لقد بوحت لها ما يكن بداخلي ثم غادرت وتركتني.
هنا تأكد العم صالح من تكون فكتم ضحكته فورا .

آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن