الفصل العشرون
جلس جواد في مقعده يقابل النقيب بوجه مكفهر ونهره بكلام جامد: فعلتها وأنتهى الأمر أريد مكالمة أخي .ابتسم النقيب بخبث وقال: بالطبع فعلتها وأنا فخور بنفسي ولكن ليس وقتك لتتصل بأخيك بعد.
احمرت أعين جواد بغضب يحدق به بشرارة ونبس بنبرة عميقة: قلت أريد مكالمة أخي وأشد ماأكره تكرار ماقلته سيادة النقيب.اشاح بصره النقيب للهاتف وقال له : هلا تريد معرفة اتهامك بقضيتك حيال السابقة؟.
أغمض عينيه وحك ذقنه يخفف غضبه وقال : لا أريد سماع تفاهتكم وناولني الهاتف قبل أن أفعل كارثة تفقد عقولكم حينها وليس أنا.
شعر ذياب من صدق كلامه فهو متأكد من فكرة رأسه بتنفيذها واسرع بحمل الهاتف ليعطيه أياه وانتظره حتى سمع صوته مجددا يطلب من شقيقه أن يقطع عمله ويأتي لمساعدته بسرعة .
فصل الخط جواد ووضع الهاتف مصدر صوت ارتطامه مع المكتب بقوة وعينيه تأكل النقيب بكره حين قال له : خذ هاتفك ولا تكن شحيح عندما يستخدمه غيرك .
دائما كلاماته قليلة فهو أيضا يكتسب الشح في نطق كلامه مع سلامة لغته وفهم سامعها بوضوح.
.............
كانت ريتان تحدق في سقف غرفتها وكلما ذاكرتها تضج بأفكار متراكمة كلما أختلف وتميز محور تأملها للأشياء وقد تحددت فالاخير أن مخيلتها تسير فقط نحو اتجاه واحد عندما تأتي صورة جواد مع وسامته التي لا يبرزها وماذا إن ابتسم لقتل قلبها بلهفاته له لا تدري لما التفكير به يجعل قلبها يختل عن ضخه للدم وتفقد السيطرة على وضعه بضعف .
أخرجت آخر كلماتها بصوت مبحوح وبخجل: ه..ل هذ..ا يعني أحبه أما ماذا .....أصبحت كالبلهاء في الأمور كهذه شعوري وافقد معرفته اووووف حتى "نور "لا تعرف الحب رغم ارتباطها بعلي ولا تبادله ذلك الحب لكنت استفسرت منها ..هل حقا يسمى هذا حب أم مجرد اعجاب لا يهم.
سمعت صوت طرقات خفيفة على الباب وسمحت بالدخول ظنا بأنها والدتها ولكن خاب ظنها لأن ابتسامتها اتسعت وهي تصرخ : نوور حبيبتي.
قفزت تحتضنها بحب صادق لقد اشتاقت لها كثيرا وانتظرت كثيرا أن تلتقي بها والسبب هو تفكيرها فقد ارهقها .ضحكت نور بشدة من طفولة هذه المشاكسة تبدو كالاطفال اجابتها بعد أن فصلو عناقهم: اشتقت لك كثيرا أيتها الحمقاء لماذا لا تأتين لمنزلي في الاواني الاخيرة ولم تخبرين بما حدث معك.
جلستها ريتان بإمتعاض وردت لها: سوف أخبرك بكل تفاصيل ماحدث ودعيني احسن ضيافتك قبل ...ماذا تشربين؟؟
طلبت منها عصير المفضل لهما وهمت بسرعة تخبر أمها بإعداده واعادت لها وتقص لها ماجرى من احداث فاتت نور بأعين متسعة من الصدمة وفاهها مفتوح.
............
وصل رضا إلى مركز الشرطة بسرعة هائلة ودلف إلى مكتب النقيب حيث يتواجد جواد معه وكانت محلامه لا تبشر بالخير .احتضنه بشدة وجلس بجواره يقول بقلة حيلة: ماذا حصل أخبرني أخي ومن احضرك إلى هنا .
فلتت ضحكة خبيثة من النقيب وقال: إذا كنت تعرف مكانه يارجل الاقتصاد رضا ولم تنفعنا بإفادتك ولم تترك لنا مجال حتى بملاحقته .
زمجر له بغل بوجه محتقن واجابه : لوكنت أعرف تواجده لكنت ساعدته حينها وأخفيه عنكم وعن الجن الأزرق.
قطعه جواد بجمود : لا تبرر لهم أخي فمجيئك لهنا بأن تحضر لي محاميا آخر بدل من المحامي السابق.
كور رضا قبضته بقسوة وهو يحدق بالنقيب بكره : أجل سوف احضر أفضل محاميا على وجه الارض.. وأكمل حديثه للنقيب: تعدهت أن تصل إلى ماتريده ذياب وهاقد فعلتها خسارة أنك ابن عمي وتكافح ضدنا ظننت منك سوف تتجاهل القضية مثل السابق ولكن لم أتوقع أن يخرج منك هذا .أجابه ذياب بنبرة حادة: لا تنسى ماذا فعلت بأبي ويدعى عمك جمال فقد افلست شركته بخططك وفجرت كل قنابلك موجهة فقط لأبي ولآن هو يعاني ويجاهد حتى ترجع له الشركة بوجه حسن مثل ماكانت قبل .
احمرت أعين رضا بغضب وقال وهو يرص على اسنانه : كم مرة اقول بأن هذا دليل مزور فأنا مستحيل بأن أقع عمي بمشاكل اقتصادية ضد شركته أو أن افلسها بيدي .
قطع الحوار جواد وقد اكتفى بنقاشهم المزعج وقال : أخي أرجوك أجل هذا الموضوع اأو لا تعيده رجاءا فمن المستحيل أن يقبل عذرك لأنه وضع فكرة أن يدخلني إلى السجن فقط وهاقد تحصل عليها .
رمقه رضا فالاخير إلى النقيب واجال نظره إلى أخيه واردف بهدوء تام : حسنا لا تقلق وبعد نصف ساعة سوف يأتي المحامي ويفهم قضية مقتل الوالد وصديقه معا .واضافة النقيب: وقضية تهديد المحامية إيلا بالقتل .
فتح جواد عينيه على مصرعيها وجاءت صورت ذلك الغبي عندما وعده أن يغادر خارج البلاد عوض أن يقتله .قال رضا بعدم فهم : كيف ماذا تقول مادخل إيلا بالقضية .
قهقه النقيب بخبث واجابه : أنت لا تعرف جرائم أخوك الشنيعة فقد كان يهدد أحد رجال إيلا بقتلها.
فلتت ضحكة خفيفة من رضا وقال: وكيف لنا أن نؤمن بحديثا سخيف .حينها أخرج النقيب الفلاش من الدرج وهتف له : هذا هو الدليل سوف ترى بنفسك الحقيقة .
حدق جواد في الفلاش وثم إلى النقيب بخيبة أمل لا ليس لهذه الدرجة أن يأمل بوصول إلى أضعف نقطة من أجل أن يوقعه حتما في السجن وكأنه غريبا عنه لا تربطه صلة رحم بينهما
أنت تقرأ
آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِ
Mystère / Thrillerقصة عن شاب يعيش لوحده في بناية خالية عن الناس.. يخفي أشياء من وراءه