الفصل السابع

94 14 5
                                    

الفصل السابع
استيقظ جواد وأنهى حمامه بعد ارتداء بنطال رمادي وتيشرت ازرق قاني ومعه معطف أسود ذو قلنسوة ثم توجه إلى المطبخ قام بتحضير كوب من القهوة "سادة " وغير مكانه إلى الشرفة لعله يلمح ذلك الطيف المترقب .

أخذ بصره يجول حول الأشجار ولم يلمح شيء حينها أدرك الوضع أن مجرد خروجه من هذه البناية سيبدأ بتتبعه كم كان تفكيره ساذج بالنسبة لجواد .
تذكر جواد تلك الاسوارة وأخرجها من جيبه وابتسم حين تأمل عيونها ولمعة البراءة عند ابتسامتها التي تغمر قلبه بسعادة.

ارتشفى من قهوته ثم تنهد وقال بصوت مليء بالعشق: طفلتي الجميلة لا أعرف حتى كيف أطلب منك السماح فأنا من كنت في سبب  قتل والدك دون علة فإنها لحظة غضب ولا أدري إن كان برفقة والدك هل هو شقيقك أم لا فكل ما أتمناه أن تغفري لي وتقبلي مني فرصة لأوضح لك حقيقة الأمر.

إلتمعت عيناه بحزن حين تذكر ذلك اليوم المشؤم بنسبة له تمنى أن يعود الماضي ويكون قد قتل فقط والده وأن صديق والده وإبنه لم يكونوا برفقته أثناء الحادث.

..............

أخذت الفنجان القهوة وارتشفت منه القليل بلطافة وابتسمت للنقيب ذياب بلطف أيضا وقالت : كنت أتمنى أن أحقق حلمي بعد مرور ثلاثة اعوام على مقتل والدي لأنني قبل حينها ضعفت ولم يكون شخص يسندنا ويدافع عناا و أمي لم تفشل في الداعم وجعلت القوة تنبض بداخلي.

أجابها النقيب ذياب بكل فخر وإعتزاز: ماشاءالله عليك بنتي من الواضح جدا أنك شغوفة في عملك لتحقيق ماتودين الوصول إليه وكنت متاقا أن أصل لك لمساعدتنا .

تسائلت ريتان بفضول: وهل وصلتم على كنيته من هو ؟

أؤمئ لها بثقة وجمود: أجل نحن ندرك من هو المجرم ولكن نبحث عن دليل واحد يحمل لنا الجد للإلقاء القبض عليه.

ابتسمت بسعادة تخطف عيونها واردفت بسرعة: ومن هو سيدي أرجوك أخبرني ليرتاح ضميري.

أجابها وابتسامة جانبية ظهرت منه:" جواد الراتبي " هو من قتل والدك وأخوك وبالإضافة إلى والده.

اتسعت مقلتيها وفتحت فاهها بصدمة وقالت بتوجس : ماااذاا؟؟  قتل أيضا والده؟؟؟
أجابها بحركة رأسه وقال : أجل قتلهم في وقت نفسه ولم نعرف السبب الذي جعله يقتلهم مع بعض لذلك فتحت قضيته مجددا.

أبتلعت قنيتها بصعوبة وهتفت بصوت مهزوز: وولللكن لماذا قتل والده ياترى مع أبي وأخي لا ذنب لهم... لالا أنا لن أسكت هذه المرة وسوف أتابع كل خطوة يخطوها هذا المجرم .

سيدي هل يمكنك أن تخبرني عن معلوماته للتو؟
أجابها بسرعة: بكل تأكيد ، أمهيلني دقيقة لأجد ملفه
..بحث عن ملفه في سطح مكتبه ولمحه أسفل الدرج وبدأ يتفحص بداخله عن معلوماته وملأه لها شفهيا يقول : جواد الراتبي إبن كمال الراتبي في عمره 31 سنة كان يعمل سابقا في العسكريه خارج البلاد وثم فصل عن عمله  لأسباب مجهولة ويعتبر والده من أشهر رجال الأعمال لصناعة السيارات وصيانتها والآن تبنى منصبه إبنه البكر من زوجته الاولى "رضا الراتبي "شاب في عمره 34 حسن الاخلاق ونظافة اعماله  .

تأملت كلماته بتمعن وهي تحرك رأسها بتأكيد وقالت : جميل معلوماتك مفيدة وقد رسخت في ذهني ولكن سيدي هل تعلم أين مكانه هذا المجرم جواد؟

أجابها بكل غرور: أجل فإنه يعيش بمكان شبه خطير نوعا ما فهجران ناسهم يعود لأسباب خطيرة لا أدري وهل تريدين ملاحقته؟

هتفت بعد تفكير طويل: أريد أن أصل له مهما كان سيدي أريد أن أعرف كل شيء أرجوك سيدي أعطيني عنوان المكان الذي يسكن فيه.

أجابها الآخر بقلق : لا ياآنسة سيشكل خطر عليك وربما يقتلك حينها.

ردت عليه بعناد وثقة : لا تقلق سوف أدبر أمري لكل الاحتياطات فقط أعطيني العنوان وسوف نكتشف ذلك الغموض ونعرف الأسباب المجهولة فقط ثق بي.

ابتسم بخبث وقال: أنا واثقا بك آنسة وبالنسبة للعنوان مكانه سوف يصلك في الهاتف بعد نصف ساعة وأخبرينا إن كنت بحاجة للمساعدة.

وقفت ريتان من مكانها تصافحه بإحترام مبالغ وقالت : بكل تأكيد سيدي وأشكرك على قبول زيارتي أتمنى أن نلتقى بعملا آخر يفيدكم.

ابتسم لها وشكرها مجددا بإمتنان وغادرت القاعة.

آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن