الفصل الخامس والعشرون
ارتشف جواد من الشاي وهو يحدق في عمه بإبتسامه واسعة.. فبمجرد البقاء معه يملئ قلبه بالسعادة لا توصف لمحه العم صالح يبتسم له رغم الظروف التي تتوسطه قال : ماالذي يسعدك يابني هلا قابلة تلك الفتاة ؟ ولا تخاف أنك هارب من الشرطة ؟؟قهقه بخفة وقال : أجل إلتقيت بها ولكن مايسعدني هو وجودي معك مع كوب شاي منك أما الشرطة فهم تحت مراقبتي لمدة 24سا ثم يدخلونني للنظارة..
ابتسم العم صالح بتهكم مردفا : اممم لا بأس المهم أنني رأيتك ثانية ولا أصدق عيناي ماتبصره ظننت أنني لا أراك بعد آخر لقاء بيننا ....أخبرني يابني ثم ماذا ستفعل بعدها هل ستترك شقتك وتذهب إلى مكان آخر أم ماذا.؟
اجابه جواد بقلة حيلة: لست ادري أو ربما سأسجن وترفع قضيتي للعدآلة ويحكم القاضي على مدة سجني.
أعتصر قلب عمه بضييق وتحسر يشعر أن ابنه يفتقده أمام عينيه بيدين محكمتين دون فائدة منه ثم قال : كم أنني حزين جدا عند غيابك ولكن سوف أشهد على براءتك يابني ولن اقبل على مكوثك في السجن ظلما.....
فأنت أخبرتني سابقا أنك قتلت فقط والدك وكان دفاعا عن نفسك وليس طيشا منك.
ابتسم جواد وخفف من ثقل الحزن عليه : لا تقلق عمي لن أبقى في السجن مادام أخي يداعمني ويكافح من أجل سعادتي ومتيقن أن لقائنا هنا جنب الشاطئ سيدوم إلى آخر رمق عندي أعدك بهذا .
وقف العم صالح من مكانه وفعل جواد أيضا وعانقه بقوة بإبتسامه واسعة ثم اضاف : موفقا يابني وتأكد أنني دوما بجانبك كأخ وأب لك.
---------------------------
عادت ريتات من المخفر تهز اقدامها فوق الأرض من كثرة توترها وعقلها منصب فقط عند آخر كلمات تفوه بيها رضا تريد أن تعلق على مايفكر به هل أنه يعبث بمشاعرها هبائا أم أنه حقا يقول الحقيقة بدلا من صاحب الكلمات ....فلماذا لم يبوح لها عن حبه أثناء عناقهم داخل المخفر وتركها مباشرة عالقة في الهواء تتبع خطواته بمقلتيها ببطئ ....
حقيقة أنها وقعت في مأزق لا تستطيع النفاذ منه ولكن لا بالنسبة لريتان هذا سيكلف حياتها إن بقيت هكذا لا تنفع نفسها بشيء.. فطالما قضت باقي ايامها للوصول إلى هذه النقطة ..ولم تتمكن من تحقيق ادنى خطوة من طموحاتها
وقفت من سريرها بعد تفكير طويل وبجهد نفسي أعزمت مجددا أن تواصل مشوارها دون أن تسمع لصوت داخلها وكأن ضميرها سوف تميته لكي لا يأنبها من قساوة افعالها .
استوعبت أن من رهنت في حبه طيلة هذه المدة فأنه يظل ويبقى قاتل والدها واخيها ولن تصمد ابدا بعدما سمحت بقلبها يهيمن على عقلها بأبخص طرق .
اومات راسها وتمتمت : حتى وأن وقعت بحبك فستبقى قاتل والدي وأخي ستبقى مجرم إلى مدى حياتك وستبقى يداك ملطختان بالدماء الابرياء.....أجل أنك مجرم وقاتل ....كم كنت غبية ومتهورة لا أعرف لماذا تهت في شوارع عشقه دون أن أوجه طريق واحد وأبسط فيه كل وسائلي لأحدد بمكاني .
أنت تقرأ
آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِ
Misteri / Thrillerقصة عن شاب يعيش لوحده في بناية خالية عن الناس.. يخفي أشياء من وراءه