رواية الوجه المظلم &
في المساء يعم المكان الهدوء والسكينة واقتراب سواد الليل في منطقة شبيهة بالخلاء وقلة وجود الناس لأسباب عامة يدركونها ...ولكن مع وجود شخص محدد بظله الخافة.. أو نقول شبه طيف يمر من بناية كبيرة كانت على وشك الفناء ، يقف امامها شاب بطوله الفارع ولباسه الأسود يعتبر كبنطال ومعطف ذو أكمام طويلة ..
وأدخل رأسه في مقدمة معطفه يغطي جميع ملامحه.. سواء من الأمام أو من الخلف يصعب عليك التقصي لمعرفة وجهه وظلام بدلته التي تدب الرعب في أوصال الضحية لديه أوغيره مهما كان .
استكان في عتبة المدخل البناية وكأنه سمع صوت أثار أزعاجه أو لربما شكوك حشدت في خلده لوجود شخص ما...ولكن دون أن يستدير إلى ورائه.. فبقي مايقارب ربع ساعة يدقق في مسامعه ومن مصدر الصوت الذي يدل على صاحبه أنه يراقبه...
ومع ذلك فإن صاحب الوجه المظلم دخل المبنى والذي يعتبر مؤاه دون الالتفاف إلى خلفه فلم يعير إهتمام من كان يراقب تحركاته لأنه فالاخير سيظهر من هو هكذا منهج تفكيره...
صعد السلالم بخطوات ثابتة متثاقلة ..حتى أن وصل إلى شقته. وكأن المبنى متواجد فيه اشخاص لكل شقة لصاحبها .. مع فراغها من غيره هو يعيش داخلها فقط لوحده وذلك مع الظلام الذي يسكنه يظنوا البعض أن تلك البناية تخلوها من الناس حسب شكوكهم .
دلف إليها وأغلق الباب بيسار قدمه ...
بدأ صوت حذائه يقبع في أرضية شقته إلى أن توقف أمام غرفته وضغط على زر المصباح و كانت الاضاءة شبه منعدمة لا ندري لما كل هذا الظلام الذي يرغب فيه....استلقى في فراشه واضعا يديه أسفل رأسه يخمن كيف له أن يقبض على صاحب تلك الاصوات المزعجة مع فكرة خلو المكان.
بالنسبة إليه هذا شيء بسيط أقل البسط لإكتشافه.... فمايشغل عقله أكثر تلك الفتاة التي تجري خلف أقدامه لتجره وتسحقه من الارض... هذا ماتحاول فعله حتما ستحدد مصيره وعلى جزاء أفعاله الشنيعة.
أنهى تفكيره بتنهيدة واستقام إلى المنضدة التي تقبع بحانب سريره ...وكان درجها على مشارف الانقلاع لشدة قوة قبضته و استخدامها دوما.
فتحها والتقط من داخلها اسوارة من الفضة كانت رقيقة وصورة فتاة صغيرة فيها تبتسم حتى وصلت ابتسامتها إلى تلك العيون السوداء الواسعة.
حدق فيها كثيرا ثم وضعها في جيب سترته خوفا من فقدانها... فهذ آخر قرار اتخذه بعد أن أختبئها في جيبه وكأن همسات قلبه تنبأه بحدوث شيئا ويفتقدها.
يــآريـــــــّثً ثًــشـــــــآركَوُلَي ثًــــــــعـلَيـقـآثًـــكَمِ
أنت تقرأ
آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِ
Gizem / Gerilimقصة عن شاب يعيش لوحده في بناية خالية عن الناس.. يخفي أشياء من وراءه