فصل السابع والعشرون

40 9 0
                                    


الفصل السابع والعشرون
تجاوزت موقفها المحرج بشجاعة واستمرت بحوارها نحو موضوع تلك الفاسقة إيلا وسبب اختفائها المفاجئ قائلة : أعذرني عن ما قلته ليس في صلب حديثنا ولكن ماأتيت من أجله هو أمر يتعلق بفرار إيلا وماهي الاجراءات التي تساعدني للتخلص منها بأقرب وقت...

ذلك إن كانت لديك أي معلومة عنها.
ابتسم رضا بإستخفاف محركا قلمه على شكل دائري ثم استأنف الحديث : حقيقة أن ماقمت بفعله فقط  محدد عند إفراج جواد ولم أفكر البتة أن أقابلها أو أعرف عنها شيئا.

تدخل جواد اخيرا في سياق الحديث: أذا تمكنت من امساك زلمتها ذاك سوف لن تفلت نهئيئا من يدي.
التمعت عينيها بسرور حين تدخل جواد في ماترغب الوصول إليه: أتمنى ذلك .

نظر لهفتها وقرر أن يحقق هدفها من طرفه ويكتسب تلك البسمة التي اهزت كيانه .

--------------
أخذ تركيز النقيب ذياب من مستندات التي تمس جريمة قتل وأن افراج جواد لا يسمى بإنهاء مسيرته ببساطة بل سيواصلوا في استدعائه عند كل نقطة اوقفتهم في التحري.

تقدم الضابط علي بوجه مكفهر وهتف للذي امامه: سيدي وصلت اخبار أن إيلا جعفري تخطط للهروب خارج البلاد وذلك مساء الغد

أرجع ذياب كرسيه ببغيض وصاح به : إحذروا جيدا لربما تحاول بتفخيخكم أنتم راقبو تحركاتها.
اردف علي بحنق : كل هذا بسبب ذلك الوغد جواد لا أعرف لماذا قبلتو بالرهان الذي دفعه السيد رضا مقابل أن يقبض على إيلا.

نبس الاخر بغرور: هذا يعود لصالحه ولكن نحن من نستفيد بهذا أيها الأحمق شغل عقلك أكثر ولا تفكر بذلك الخسيس فهو عائق لنا حاليا.

رفع علي كتفيه بقلة حيلة واستئذن الخروج مكملا عمله برفقة زملائه.

------------------------
رن هاتف نور وهي في مكتبها كمحامية أيضا رفقة صديقتها ريتان ..حملت هاتفها وهي تقول : آلو حبيبي علي

أتاها صوته يتخلله بعض من الصرامة والحدة: نور أين هي صديقتك ريتان ؟؟

عقدت حاجيبيها بغرابة ونبست له: لم أفهم لماذا تسأل عنها هل هناك شيء؟؟.

زفر أنفاسه بضييق وثم تابع : نور رجاءا هل عندك خبر عنها أم لا فلديّ عمل مستعجل.
إلتوت شفتيها بمضض وقالت له : لست أدري فلم نتواصل هذا الصباح معنا لذلك أعتذر لا أعلم أين ستكون وهل ستخبرني ماذا تريد منها؟؟.

تكلم في الآخير: حسنا عزيزتي سوف أكلمك لاحقا .
فصل الخط فورا واستغربت نور من حدة كلامه وتغييره عنها مؤخرا حتى تصرفاته الجافة تؤثر بداخلها وكأنه يتعمد حزنها...رغم مراعاة ظروفه وعن ماجرى له.

لم تصبر على فضولها واتصلت بريتان حين اجابتها فورا وراء الهاتف : أهلا نور
نور بتوتر : أين أنت ريتان ؟..
ريتان بصوت خافت ومهزوز: اانا برفقة جواد سوف اعاود الاتصال بك في وقت لاحق .

ابتسمت نور واردفت لها بخبث : أعذريني على المقاطعة ولكن أريد أن أعرف إن قابلتي علي أخبريني ماذا أراد منك فإنه يبحث عنك .

تحمحمت ريتان وهي تحدق بجواد ثم تابعت حديثها: ماذا يريد مني ياترى....حسنا لا بأس سأخبرك أن تحدثنا فقط لا تغارين هههههه.

قهقهت نور بلطافة وقالت لها : الأمر ليس هكذا عزيزتي فأنا أثق بخطيبي ولكن أخاف من تصرفاته هذه الاخيرة لا تعجبني.

تفهمت ريتان مقصدها وقالت : هكذا حال الرجال تتغير من السوء إلى الاسوء دون تحسن.
قهقهت نور وصاحت في أذنها: تذمي في الرجال وانت برفقة جواد ياغبية .

تحاشت نظراته عند كلامها رغم خوفها منه وابتسمت تقول : هي اغلقي الخط .

فعلت ذلك ومزالت ضحكتها على كلمات ريتان المعتوهة تقذف الحديث دون تفكير عن مايدور حولها.
---------------------
حمحمت ريتان من حرجها وهي تتفحص نظرات جواد عنها وهو يقود السيارة مع العلم أنه ترك شقيقه في الشركة وقدم عونه بتوصيلها إلى منزلها ...والصمت كان سيد الموقف غير أن اتصال نور كسر حاجزه واستمر .....

لمحها تستند رأسها على زجاجة النافذة وبدأ بفتح حوار بسيط لهما : كيف تسير أمورك؟؟
أجالت بصرها نحو مرمى بصره وقالت: على مايرام ولكن ....

الجم لسانها بخجل وهي تتمنى بداخلها أن يساعدها في قضية إيلا وفرارها المخيف بالنسبة لها.... تغيرت ملامح وجهه بقلق وهو ينتظر إكمال جملتها ..... امتقع وجهها من مراقبته الدقيقه وضاق صدرها......

تنفست الصعداء حتى نبس هو بصوته الرنان : لا عليك فإن أحتجتي لمساعدتي فأنا دائما بجانبك واعتبرني يدك اليمنى وقتما تشائين دون كلل او ملل.
احمرت وجنتيها بخجل ثم تقطع صوتها من كلامه الدافئ  لم تستطيع حتى شكره على ذلك من شدة حرجها ....

ومع ذلك فقد نجح هو في اكتشاف خجلها المشدود بمعنى انها تكن له البعض من الاعجاب أن حدث طبعا ...هذا مايتمناه بجوفه فأنه يعشق الهواء الذي تتنفسه وخاصة تلك الحمرة التي تزيدها جمالا على جمالا فكلما يحدقها بها بتمعن فكلما تذكره بإسوارتها الفضية ...

تعجب كيف لم تكتشف بأن خاصتها .
أوقف السيارة بهدوء ونظر إليها بجرأة منه وأمسك يدها بلطف يقبلها ثم هتف لها بعيون لامعة ...غير أنها لا تقوى على نطق بحرف بقى فاهها مفتوح من جرأته وهي تسمع لصوته الخشن والهادئ: صحيح أنني كنت على يد مقتل عائلتك ولكن لم يكن هدفي في ذلك ...

أرجو أن تتقبلي عذري المكرر بقلبا صافي وأن تقبلي بقلبي ليس بالرفض فمن سعى خلفك ليس عقلي وإنما قلبي..... ريتان ...

قاطعته بتوتر لتقول بتوجس: لا أرجوك جواد أنااا أناا لا أستطيع أن أجرح أمي أو أخونها أرجوك لا...
ترك جواد يدها بهدوء وابتسم لها بتفهم ثم استمر في قيادته إلا أن وصلت إلى باب منزلها

آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن