الفصل الثاني عشر
كانت ريتان في غرفتها شاردة فيما حصل لها سابقا وبقلب ينبض بدقات متسارعة محدد تفكيرها فقط عند قوله :ولا أوصيك فيقينك يعلم بذلك.فقد كانت تريد فضح مكانه ووجه الحقيقي أي أن صاحب الوجه المظلم يدعى بجواد الراتبي حقا وليس بشك .
الأمر الذي جعلها تشرد كثيرا هو لماذا لم يقتلها أو لماذا تركها ترحل بعد أن وصاها بعدم فضح أخباره وكيف وثق بي ؟؟؟ .
ابتسمت بخبث وهمست: إذا كنت توصيني بذلك فيبدو أن ذاكرتك قصيرة ياجواد فكيف أن استر عنك وانا محامية ضدك وسوف ترى إن لم أتمكن من وضعك في قلب السجن .
رن هاتفها قطع تفكيرها وهي ترى وجه الشاشة بأنها نور
أجابتها بعد سحب إصبعها للرد : أهلا صديقتي نور هل اشتقتي إلي؟اردفت نور بغضب مزيف: أجل ياغبية كيف أن تنسي بإخباري أنك وصلت لمنزلك وأنا قلبي يحترقك عليك.
عبست ريتان وجهها وقالت : أعتذر بشدة عزيزتي اقسم أني كنت مشغولة وجئت متأخرة.أخبريني نور كيف كان لقائك مع علي هااا
ردت عليها بحنق : كم أنت محترفة بتغيير المواضيع فجأة ولكن لا بأس سوف أعرف أين كنتي... فقد أخبرني علي أنك أنهيت اللقاء مع النقيب باكرا ولكن ذهبتي لمكان آخر .زفرت أنفاسها براحة وقالت : اوووف نور اجيبي على سؤالي أولا ودعكي مني .
هتفت لها بزدراء: أكيد سأتجاهل ماتخفينه وبعدها سترين ماعليا فعله.اسمعني جيدا .. لقد أخبرني علي قبل قليل أن المدعي العام يريد مقابلتك غدا صباح على الساعة التاسعة وإياك بالتأخير لأنه سيأخذ أقوالك أنت وشقيق المتهم.
خفق قلبها عند سماع المتهم سرعان ماتذكرت موقفها برفقته .
صاحت نور في مسامعها عندما سكتت : هل أنت في سماعي ريتان؟؟
خرجت من شردوها بفزع من صياح نور وقالت : أجل أسمعك يامتهورة دوما مسببة لي الفزع من صراخك المنزعج... أشكرك على هذا النبأ المفرح غدا سأكون هناكواااووو هذا جميل سوف أثبت وجودي حينها بما أن تم عقد ملفي كمحامية مبتدئة وسأتولى قضية أبي وأخي .
فرحت نور كثيرا وقالت لها: مبروك حبيبتي هذا خبرا يستحق حفل كبير .
قهقهت ريتان وأردفت بنبرة حماسية: بكل تأكيد ولكن بعد أن انهي عملي الشاق فالاخير وبعدها سوف أقيم حفل زفافي
قهقهت نور من مزاحها: والله أنك مجنونة واحبك كثيرا ياعسل انت.
ابتسمت ريتان وقالت: وأنا أيضا أحبك ياعيوني باي ليلة سعيدة..............
صباحا إستيقظ رضا في وقته المعتاد وجهز نفسه بإرتداء بدلته الرسمية وكانت تساعده زوجته بتول في ذلك بإبتسامه تشق وجهها وإذ بها تعدل له ربطة عنقه بإحترافية وأكمل بلبس ساعته السوداء من النوع الرفيع واخيرارش القليل من عطره الرجولي وقبل جبين زوجته بلطف وقال لها : أشكرك عزيزتي والآن سوف أغادر ولا تنسي أن تقبلي حبيبتي سيلين بدلا مني عندما تستيقظ
أومئت له بإبتسامه واسعة وقالت: لا أنسى طبعا . إلى اللقاء .
نزل إلى الاسفل نحو طاولة الفطور وارتشف من قهوته وسار إلى الخارج صاعدا سيارته الباهظة من نوع BMW باللون الاسود وخلفه رجاله لحمايته من أي خطر يواجهه.إلا أن وصل إلى مركز الشرطة دلف إلى الداخل وخطى قدميه على أرضية الردهة للوصول إلى مكتب النقيب ذياب ابن عمه.
دق الباب وسمح له النقيب بالدخول ورحب بقدومه وصافحه بإبتسامه خبيثة تظهر على ملامح النقيب أو ربما استفزاز منه وقال : مرحبا ابن عمي نورت مكتبي بوجوك.
ابتسم رضا بإستخفاف وقال : كيف حالك سيادة النقيب
وجلس قبالته بتلك الهيبة والوقار بوجه لا ملامح له وتابع حديثه: يبدو أن الأمر وصل إلى المدعي العام وحرك قدميه للركود وراء المتهم.رجع ذياب جسده يستند على ظهر الكرسي وأجاب عليه: أجل فهذا يسمى عمله ياابن عمي المرحوم .
تجاهل رضا كلامه بعد أن سمع طرقات خفيفة على الباب وإذ بفتاة مراهقة تدخل بثقة عارمة تحمل في يدها ملف أزرق تبتسم ثم بادلها النقيب الابتسامة عند رؤيتها ف رضا يجهل من تكون ولكن عرف اسمها أثناء قول النقيب ذياب : أهلا بالآنسة ريتان عبيدي تفضلي بالجلوس.ابتسمت له بينما هي تصافحه بإحترام وقالت : شكرا لك.
أشار ذياب بيده إلى رضا لي معرفته وهو يقول : اقدم لك ابن عمي رضا الراتبي شقيق المتهم .
مدت يدها لتصافحه ابتسامة مزيفة وقالت : تشرفت بمعرفتك سيد رضا
بادلها الموقف بإحترام وقال : وبك أيضا آنسة ..؟؟
مدعيا أنه لم يسمع اسمها قبل قليل واكملت كلامه : ريتان عبيدي فأنا المحامية المكلفة بقضية أبي .رفع حاجبه بثقة مردفا لها بزدراء: جميل آنسة ريتان فلم يبدي لي ذلك حسب سن عمرك .
شكرته فالاخير ثم رفع النقيب ذياب هاتفه وطلب بتحضير القهوة لضيوف ريثما يأتي المدعي العام.
اردف رضا بنبرة حادة: لم أكن مدرك بواجب حضور المحاميأجابه النقيب: لا ليس بالضرورة ياابن عمي فقط أنها متعلقة بالقضية كما أنها محامية .
هتفته ريتان بفضول لسيد رضا : حضرتك صاحب شركة السيارات من نوع بي ام دبليو على حد علمي .
أومئ لها رضا بجمود وتكبر : أجل ياآنسة هل لديك مشكلة في سيارتك ؟ لربما تحتاجين صيانتها.
ابتسمت له بظرافة وقالت : أتمنى ذلك أن تصلح سيارتي من قبلكم فهذا شرفا لي .قطع حديثهم بدخول الضابط علي بإحضار القهوة لهم مع تحيته العسكرية وغادر بعدها .
.......................
أنت تقرأ
آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِ
Misteri / Thrillerقصة عن شاب يعيش لوحده في بناية خالية عن الناس.. يخفي أشياء من وراءه