الفصل السادس

111 15 7
                                    

الفصل السادس
عاد جواد إلى مكانه أو نقول إلى الحي الذي يقطن فيه وإذ به يسير في زقاق عكس غروب الشمس ومطأطأ رأسه ويديه داخل جيوبه يتعدى خطواته بسرعة متفوقة لأن الوضع يوشك على خطورته مع إخباره العم صالح أن الشرطة بدأت تجول حوله

وفجأة تأتيه أصوات من خلفه جعلته يضاعف سرعته للوصول إلى بنايته دون خطر أو مشكل والسبب أن مزال صوت خطوات المترقب تتسلل أذناه وهو يتوعد بداخله على أن يزهق روح صاحبه حين تقع عيناه عليه .

أخرج جواد يده اليمنى وكان السكين يحتويه مستعد على القضاء على من خلفه دون تردد .

وفجأة توقف عن السير واستدار وألقى نظرة متأملة طويلة عن الطريق المسار يمينا ويسارا وعاد ادراجه إلى الأمام بعد أن دس السكين في مكانه السابق

وإذ به يدخل إلى شقته مغلقا الباب بإحكام وزفير أنفاسه تتسابق معه وأنزل قلنسوة معطفه ثم ألقى بجسده على الاريكة وأسند دراعيه عليها ورأسه شامخ يتأمل السقف متذكر الشخص الذي يلاحقه دوما مسببا له الجفول وتعهد على قتله فورا إذا طُلب الأمر .

أخذته مخيلته إلى ذلك اليوم الذي قتل فيه والده وصديقه وأبنه على التوالي دون شفقة فقد كان في عمره 25 سنة بعقل طائش لا يرحم ولا يتصف قلبه باللين والطيبة

لأنه لم يعيش أو يعرف كيف أن يلين قلبه و أولها عند فقدان حنان الأم أثناء ولادته والآخر تصرف والده تجاهه منذ صغره تولد عنده الحقد والكره لوالده.
flash back-
صرخ كمال في وجه جواد عندما أستعانة بسيارته أثناء ذهابه للجامعة بعمر يناهز 20 سنة: أيها الأحمق لماذا لم تستأذن مني قبل أن تسرقها.

صاح جواد مجيبا على والده بغضب : أنا لم أسرقها فقط أستعنة بها اليوم عندما تأخر الوقت بي وخشيت أن يفوتني درس اليوم.

صفعه كمال مما أدى إلى وقوعه للارض وأنفه ينزف دما ورفع سبابته بحزم : أيها اللعين عقلك الصغير دائما يقودك للهلاك كم حظي النحس عندما قبلت بإبنا مثلك تبا لك ولوالدتك.

ذرفت دموع جواد عندما وصل الأمر إلى والدته وقال بصوت محزن : كف عن ذكر والدتي بسوء فهي الآن تحت رحمة ربي

رمقه كمال بحنق واجابه : إذهب للجحيم أنت وهي .
وغادر المنزل صافقا الباب خلفه .

end of the flash back
أنسدلت جفونه بحزن ودموعه تندلق وألم في جوفه حتى بعد أن قتل والده مزال الكره يزداد لأنه دائما يهينه ويشتم والدته رغم عشقه لها.

مسح دموعه بخفة ووقف من الاريكة يريح أعصابه المتشتتة بإعداد كوب من الشاي ووجبة خفيفة تسد جوعه في هذا المساء

............
صباحا أستيقظت تلك المشاكسة بعمر 21 سنة بأحلام ناطحة تجول بينها بإبتسامه متسعة وهي تفرك عينيها بتذمر لملمت شتاها من الفراش ثم تقدمت خطواتها نحو الحمام وبعدها تنزل للأسفل لرؤية والدتها .

بعد ربع ساعة خرجت من الحمام بمنشفى تحيطها وقامت بفتح خزانتها لإقتناء ملابس تناسب مقابلتها اليوم للضابط "علي" بحماس فائق .

ارتدت فستان طويل باللون الزيتي بأكمام طويلة ومعها معطف قطني باللون الاسود وأضافت حداء بكعب عالي واخيرا تاركة لمساتها الخفيفة والتي هي عطرها وأحمر شفاه ضئيل فقد كان كفيلا لها

لأنها لا تهتم بالمساحيق والمبالغة فيها فجمالها الطبيعي وتلك العيون السوداء الواسعة يستحي المكياج من فتنتها.

نزلت إلى الاسفل بسعادة تخطف عيونها وصاحت بينما هي تسبق السلالم: صبااح الخير أمي ؟؟ أين أنت .

خرجت والدتها من المطبخ وابتسمت لوحيدتها: صباح النور عزيزتي تبدين كالفراشة اليوم .

قهقهت ريتان وهي تقبل خذ والدتها بلطف : لأنني أشم رحيق الازهار منك .

قرصت راضية خذها بلطف وهي تقول : ابنتي المشاكسة كم أحبك ياعيون والدتك. هيا تعالي الفطور جاهز .

هتفت ريتان بحماس : امممم أنني أشم رائحة البيض المسلوق .

أجابتها راضية : تعالي حبيبتي قبل أن تبرد قهوتك .

............
في مركز الشرطة
كان النقيب ذياب يتابع كل أخبار جواد عن مسيرة حياته وكيف هي ...فقد علم بذهابه إلى ذلك العجوز ورجوعه لتلك البناية فقط.

احتار ذياب في أمره حتى أنه لم يستطيع إقتناء دليل منه.. وفجأة سمع طرقات باب مكتبه وإستقبله الضابط علي بخنوع مرفعا رأسا كالمعتاد وقال : سيدي لدي خبر مهم جدا .

قضب ذياب حاجبيه بإستفهام وقال : تفضل قل ماهو .

نظف علي حلقه بتوتر وواصل كلامه: سيدي ستأتي اليوم الآنسة "ريتان عبيدي" وستقابل معاها بقضية مقتل والدها "مراد عبيدي" ويبدو أنها شغوفة في دراستها كمحامية بعد تخرجها.

ابتسم ذياب بخبث وقال : جميل الآن أصبح لدينا عضو جديد يدعمنا اممم من الواضح أن طموحها مبنية عند هذه النقطة. اذا عندما تأتي سنستقبلها بأحسن ضيافة .

رد الاخر بالإنصياع: كما تشاء سيدي.

...............
خرجت ريتان من منزلها وركبت سيارتها " ميني كوبر" متجهة مباشرة الي مركز الشرطة.

رفعت سماعة الأذن وقامت بالاتصال على صديقتها نور . ثواني وأجابتها : صباح الخير عزيزتي.

ابتسمت ريتان وقالت : صباح النور كيف حالك.

نور بسعادة: بخير الحمد لله أين أنت الآن هااا.

هتفت ريتان بحماس: في طريقي إلى المركز لمقابلة النقيب ذياب فيما يخص القضية .
هل ستأتين معي؟؟

قهقهت نور بلطافة: لا حبيبتي أنا لدي موعد مع خطيبي هذا الصباح مع ساعة 10 لذلك سأنتظر الاتصال منك عندما تنهين.

أومأت لها ريتان وقالت: حسنا عزيزتي إلى الملتقى ان شاءالله.

فصلت الخط تزامنا مع وصولها للمركز ونزلت منه بحماس طفولي وشعرها الاسود يتناثر مع نسمات الهواء الباردة.

آلَوُجَهِ آلَمِظٌــــــــلَمِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن