الجزء الأول

7.4K 59 8
                                    

البارت الاول❤.

وجدتني أنتمي لنفسي جداً
لا أحد يشبه معتقداتي الغريبة ،روتيني وأغانيّ !
أنا بمثابة أشيائي التي لا يمكن أن تصبح يوماً لأحد
تمر الأيام وأقضي أغلب ساعات يومي وحيداً
ومع ذلك لا أشعر بالوحدة، بل على العكس
أعتبره دليلاً بأن للفرد القدرة على أن يكون وطناً
مجموعة رفاق، أو عائلةٍ بمفرده ..
.
.

في إحدى ليالي الشِتاء الباردة، حيث المطر ينهمر بغزارة على زجاج النافذة ، والبرق يضيء بين تارةٍ وأخرى ليتغلّب نوره على على أنوار المنزل الضعيفة ، الساعة تشير إلى الثانية صباحاً بعد مُنتصف الليل.. كلّا
الساعة تشير إلى فارق وقت بين قلبين
فبينما هي في منتصف ليل الجوع والألم ..كان هو نائم
كانت تجلس على الأرض وترتدي وشاح خفيف باللون البني الداكن ، وأمامها كوب من القهوة ، ترا بُخار حرارتها يتلاشى معلناً برودتها ، ولم تُعِره إهتماماً إلا بعد ماسمعت صوت باب المنزل وهو يُفتح ، وعلمت بقدومه ، أخذت كوبها لتنشغل فيه وتُعدم توترها من قدومه ورفعت عيناها ناحية باب الغرفه لتراه واقف وهو يرتدي ثوب أبيض وجاكيت أسود من الجلد وقد امتلئ بقطرات المطر ، وعلى وجهه إبتسامة أسَف وبيده حافظة طعام وقال بصوت متعجّب : علامك ماتردين السـلام ؟
رفعت عيونها لتظهر له ملامحها البارده وقالت بدون نفس : وعليكم السلام
جلس قدامها وقال بهدوء : طيب وش بك ؟ اول لامنّي جيتك فز قلبك قبل لاتفزين ، الحين ليه ماهمّك؟
سكتت وهي تناظر له بنظرات ساخِرة وتخلو من المشاعر .
نزل الحافظة قدامها وهو يتنّهد : عالعموم ، اسف على التأخير ، صار لي حادث بسيط واضطريت اتأخر عليك بالعشاء ، اكيد انه برد ، سخنيه وتعشًي ونامي ، لاتسهرين
ماردّت عليه ولا ناظرت فيه ، وحسّ إنه بينفجر من الغضب، مايتحمل التجاهل من أي شخص وهي على علم بذلك .
قال بنبرة حاده : يابنت وش اللي صابك ، تكلمي وش فيك ؟
لاردّ منها ، ونظراتها الساخره زادت غضبه وقال بنبرة هاديه يخفي فيها نبراته الحادة : ورد !
ناظرت لعيونه مُباشرة وأبتسمت : هاه ياسند ، انت اللي وش فيك
سكت شوي ، أخذ نفس عميق وقال بهدوء : مافيني شي ، انا ابي اعرف وش اللي غيرك ؟
ورد وهي تضع كوب القهوة بينها وبينه ردّت بصوت خافت : قهوتي تبرد اذا طال انتظاري ..كيف مايبرد شغف قلب وهواه؟

وقع كلماتها كان مثل وقع السيف على قلبِه ، ضاقت عيونه متعجب من كلامها .. ارتسمت على وجهه شبه إبتسامه وقال بهدوء : كل هذا عشان تأخرت عليك امس واليوم بالعشاء؟.




البارت الثاني❤❤.

كل هذا عشان تأخرت عليك امس واليوم بالعشاء ؟
صدرت منها ضحكه عاليّة ، أعلى من صوت المطر
وردّت بذهول : افا .. تفكّر ان اكبر همي الأكل ؟
سكتت شوي وهي تنزل راسها تنهّدت : لا مو عشان العشاء
غلطان ياسند انا مابي منك اكل
سند : اجل ؟ قولي اللي بخاطرك ، من متى وانتي تخبين عني ؟
ورد : مابي اقول لك ، خذ عشاك وامش وراك
رجعت خطوتين وهي تسند ظهرها على التكايه وتكتّفت وصدت عنه وملامحها مكتسيه بالزعل والنفُور .
وقف وهو يردد : مالي حيله معك الليلة
تعشي وبلا عزة نفس مالها لزوم ، يالله سلام
طلع وهو يرد على مكالمه وصلته ، سمعت صوت الباب وهو يتقفل
وقامت لغرفتها وهي تسبّه بينها وبين نفسها وتسبّ عائلته
وكل ماوقف بينه وبينها.. هو كل ماتملك
نعم هي لاتمتلك سواه فهو الأب والأم ، والـسَند .
دخلت سريرها وأستجمعت قواها ولملمت أشتاتها وهمست لنفسها :
ابشر بالعوض ياخاطري ، مسألة وقت مو أكثر ..

سحابة لو حملت جبال، وحلوة لو شربت المر!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن