الجزء الثالث

1.3K 26 1
                                    

البارت 19❤❤.

انا قصرت عليك بشيء ؟
ورد ردت بغصّه بعيون تلمع : انجبرت ، لاتزعل مني
بلمح البصر صارت حركة غير متوّقعه من ورد ، طاحت بحضنه وايدينها تحتضنه بقوّه وصوت توسلاتها على صدره .
سند مارمشت له عيـن وحس انه طاح من برج عالي
بعد حضنها وخوفها ، كان متأكد انها خايفه من زعله
صوت شهقاتها اوجع قلبه لكن مستحيل يـغفر لها خطاها
رفع راسها وقال بهدوء : لاتبكين مافي شيء يسوى .
وجّه نظراته لنوف اللي احترقـت بعد ماشافتها بحضنه ،
وقال بتهديد صريح : لو أحد عرف ورد غيرك
وغير عمتي ليلى راح تدفعين الثمن عمرك !
سحب ورد من معصمها بكلّ قوه لدرجة انها شهقت من الألم
طلع فيها من البيت وفتح سيّارته بحذر وهو خايف احد يشوفه من اهله ركبّها وركب جنبها ومشى آخر سرعه وبداخله شخصـين
واحد معصب و يتوّعد فيها والقهر معميه ، والثاني ذايب من حضنها وراحمها ويقنع الأول ان اللي صار عادي .
التفت لها ورق قلبه زياده ، كانت مغطيه وجهها بيدينها وتبكي بصمت ، اخذ نفس عميق وهدأ شوي ، وصل لبيتها الصغير ونزلت قبله وكانت متأكده انه بيجي وراها لإنه الى الآن ماتكلم بالموضوع ولا عرفت ردة فعله ، وفـعلاً دخل وراها ، كانت واقفه ومعطيته ظهرها ويدينها على خـدها ، وقف وراها وهو متضايق عليها لكنـه مستحـيل يسامحها
بسهوله وهي من أكثر الناس معرفه بهذا الـشيء .
حاول يجمع كلام ويعبّر الا انه ماقدر ، انقذت الصمت ورد لما التفتت له وهمست بهدوء : سند ، ادري انك بتزعل وتخليني زي دايم
بس خلني اشرح لك
سند : لا تشرحين لي ولا أشرح لك ، اللي سويتيه كبير
يعني فوق ماانتي تشتغلين من ورا ظهري ، تشتغلين عند بنت عمي !
ورد بغصه : تبيني اجلس واحط يدي على خدي وانتظرك تصرف علي ؟ وبنت عمك انجبرت اشتغل عندها لإن مااحد رضى يشغلني عنده غيرها !
سند تذكر شيء وبانت الصدمه بملامحه وقال بهدوء خوّفها : انتي اصلاً كيف عرفتي نوف ؟ كيف وصلتي لها ؟
ورد رجف قلبها خوف ، ماكانت بتقول له ليلى لكن ورد بالنسبه لسند مفضوحـه .. حسّ بهبوط بالضغط من القهر
استجمع نفسه وقال بصوت صارم :طيب ، ليلى لها احترامها
بس والله لأخليها تندم على هالفزعة الغبيّه ،و ماهي اغبى منك ياورد
ياتربية ايديني انتي !
ناظرت له بعيون دامعه وكمّل : تبين تعرفين ليه غبيّه ؟
لإنك فرطتي بالهديّه اللي تنقيتها لك نقـاوه
وعطيتيها نوف اللي طقطقت عليك !
شاف الصدمه تتوّسد بملامحها ، وقبل يكمّل حسّ على روحه
وماحب يقول لها اسباب نوف بأخذ الهدايا ، واسباب كرهها لورد
وتوظيفها خادمه لها ، ماكان يبيها تدري ان نوف تحـبه وتبيه
او بالأصح ماكان يبي يفتح عيونها على هالسوالف .




البارت 20❤❤.

سند : تبين تعرفين ليه غبيّه ؟
لإنك فرطتي بالهديّه اللي تنقيتها لك نقـاوه
وعطيتيها نوف اللي طقطقت عليك !
ورد عقدت حاجبينها بتعجّب من كلامه ، رفعت كفّها لخدها
ومسحت دمعتها وقالت بهدوء : يعني كيف طقطقت علي ؟
سند : مو مهم تعرفين
ورد : ليش تلمح دام ماتبيني اعرف ، بس مايهمني
لإني عطيتها بطيب خاطر
سند : مع الأسف هذي مو طيبه ، هذا يتسمى غباء
ولا انتي ياورد تصدقين ان نوف محتاجه ملابس ولا حتى مجوهرات ؟ ماتفهمين ياورد راح عمري وانا افهم فيك لكنك ملزمه تعيشين غبيّه!
حسّت الضيق يزيد بداخلها والقهر يسيطر عليها من تكرار كلمة غبيّه وماتفهمين، قالت بصوت مهزوز : انا صحيح مادرست لكني أفهم
وعقلي أكبر منك ومن عقل إبليسه بنت عمك !
صدرت منه ضحكه عالـيه جداً على كلمتها ، تجاهلت ضحكته
وكمّلت بصوت غاضب : كله منك مادرست ، لو لاقيني احد غيرك
كان عرف كيف يدرسني ويعزني
تلاشت ضحكته وتقدم لها وركز عيونه بعيونها وقال بصوت هادي :
اول شيء أبليس مذكر وليس مؤنث ، ماينقال له إبليسه !
دخليها هذي لعقلك الكبير ، ثاني شيء لاتحمليني الذنب
كيف أدرسك وانتي ماتملكين اوراق رسميه ؟ انا ماقصرت جبت لك مدرسات ودرستك لكن اللي الله خلقه غبي هذا مابه طبّ !
ورد : ليتك بس تنقلع عني وتخليني احل مشاكلي وغبائي بنفسي
تعدّته ودخلت غرفتها وقفلت الباب وهي محطمه نفسياً
وتدري ان كلامه من دافع غضبه عليها بعد ماعرف بشغلها عند نوف
لكنها تلومه عليه حتى وان كان مايقصده .
جلست على سريرها وسرحت ، نزفت جروحها من كلامه
خصوصاً لما قال ماعندك اوراق رسميه ، وكأنه يذكرها بقصّتها
اللي من يوم ماعرفتها وهي كارهه حالها ..
خانتها دمعه لما تذكرت موقف حصل قبل خمس سنوات ، كانت حاضره زواج مع ليلى ، وكانت تسمعهم ينادون بأسماء العوائل ، وقتـها سألت نفسها سؤال (وين عائلتي ؟ ) بقى هالسؤال يتردد بذهنها ايّام طويله
الى ان سألت ليلى ، وعرفت ليلى ان ورد بدت تستوعب حياتها
كانت تقول لها اهلك ماتوا بحادث ، أما سند فكان يتهرب من الإجابه كل ما سألته .. لكن ورد بدت تفهم وتدرك طبيعة وضعهـا
وهاجمت جواب ليلى بسؤال أقوى : اذا أهلي ماتوا ، وين قرايبي ؟
اهل أمي واهل ابوي ؟ وليش اسمي ورد بدون اسم ابو وجد وعائلة؟
هِنا ليلى ماكان منـها الا تخبّرها بالحقيقة ، وتحطها أمام الأمر الواقع.
مانسـت ورد بحياتها حضن ليلى لها بعد ماانهارت الى أن حسبتها ليلى تحتضر من بشاعة منظرها وبكاها ، بعد ماعرفت حقيقتها وإنهـا لقيطة
مجهولة الهويّه ، مجهولة الأهل والأصل والمنبت .
غمضّت عيونها بحرقة لما تذكّرت كلام ليلى وهي تسرد قصّتها بحرقة قـلب .




سحابة لو حملت جبال، وحلوة لو شربت المر!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن