الجزء الرابع والعشرون

929 14 0
                                    





229❤❤


دخلت ورد بيت أهلها بعد غياب مدة طويلة، سمعت صوت أغاني
جاي من غرفة هديل واتجهت لها ، دخلت شافت هديل ترقص
وغالية بكرسيها وتضحك عليها، ضحكت ورد على حركات هديل
وراحت جلست جنب غالية .
هديل طفّت الأغاني وقالت وهي تتصّنع العصبية : ليش اتصل فيك ماتردين ؟
ورد : مافضيت
هديل بشكّ : دقيقة ، وش سر حمرة وجهك ولمعة عيونك
وابتسامتك الغريبة، وريحة عطر رجالي صكت بالغرفة لما دخلتي
طاح الحطب بينك وبينه ؟
ورد ضحكت رغم ان كلام هديل مفروض يأثر عليها لكنها
ضحكت : لا .. تطلقت
هديل ناطرت لغالية بصدمة وغالية قالت بعدم تصديق : خير ان شاءالله ؟
ورد : شفيكم ؟ تطلقت من بتال ، وسند رجع للسعودية
وشفته ، وحضنته ، وخطبني و.. وانا وافقت
هديل حطت يدها على راسها وقالت وهي تمثل الدوخه : امسكوني بطيح
ورد : شفيكم ليش مستغربين؟
هديل : كل هذا صار بساعة وحدة ؟
ورد : ايه ، ولولا عدة الطلاق كان تزوجته اليوم
بس ماعليه انتظرت اربع سنين وبنتظر ثلاث شهور
هديل حسّت بالصدمة من كلامها : ورد استوعبي اللي قاعدة تقولينه
معقول تطلقتي بهالسرعة ؟
ورد : ايه ، هذا الشيء المفروض يصير من زمان، وانا كنت اقدر اخلعه
لكن ماكنت مستعدة اتعب معاه واخيس بالمحاكم
كنت ابيها تجي منه والحمدلله هذا هي جت منه
وتطلقنا وحنا متراضين، هو مسامحني على تقصيري معه
وانا سامحته على سواياه معي ، وعفَا الله عما سـلَف .
هديل جلست جنبها وقالت بحيرة : والله غريب ، بعدين انتي شلون لك نفس تتزوجين مرة ثانية وانتي توك متطلقه وعايشة حياة كئيبة ؟
ورد بإبتسامة : انا سعادتي مع سند ، وحياتي كانت كئيبة لإنه مو فيها .
هديل : يرزقنا اللي رزقك
ورد سكتت ثواني وتنهّدت : امين ، بس ماتعيشين اللي عشته انا .
هديل : ومتى بيخطبك ؟
ورد : مادري ، بس لازم ننتظر ثلاث شهور علشان العده
هديل : وانتي ليش مو جايز لك انك تنتظرين ثلاث شهور
ورد : استغفر الله انا ودي اتخطّى الدين واتزوجه الحين وانا بالعدة
مشتاقه له مشتاقه أفرح
هديل : اعصابك بس، انتظرتيه اربع سنين
انتظري هالثلاث شهور بس .
ورد : اي بنتظر ، امي وينها ؟
غالية : طالعة ، عاد كانت تسأل عنك اليوم
ورد ابتسمت بضيق ، هي من داخلها سامحت امها ، لكن الى الان مو قادرة تشوفها أم حقيقية، طول الأربع سنوات الفايتة كانت السوالف بينهم سطحية ومجاملة من ورد، حاولت تتأقلم وتتقرب لها وماقدرت ، كانت ذكرياتها الأليمة واقفة بينها وبين امها ومع ذلك حاولت تتجاوزها .. ولازالت تحاول .



230❤❤

بـتّـال .. دخل بيت أهله وكعادته من يوم ماتزوّج ورد
او بالأصح " من يوم ماحبّها " كانت الضيقة تسكن قلبه
لكن مع ذلك كان متأمل انها راح تبادله الحبّ علشان كذا إقترح عليها يتزوجها بحجة " الهويّة" .
علشان كذا ماقوى انه يتركها حتى بعد ماعرف ابوها
وأنجز موضوع هوّيتها ، حاول يعاند سند كثير
وحسّ بمرة من المرات انه نجح
لكن ماحسب حساب المشاعر والحب العميق
اللي حتى اذا طال الزمن مايزول ولاينقص .
جلس جنب امه وقال بهدوء : يمه ، ترا طلقت ورد
انصدمت امه وناظرت فيه بعدم تصديق : تمزح ؟
بتال : لا يمه صادق ، انا وورد ماتفاهمنا، كل سنه نقول هالسنة بنبدأ صفحة جديدة، لكن الله ماوفقنا
راحت للي اختاره قلبها ، رجعت لسند .
ام بتال : مايمدي، سند دوبه راجع !
بتال : يمه، هي ماطلبتني ، انا طلقتها
ام بتال : لا حشا مو صاحي ، تطلق مرتك عشان تتزوج غيرك!
بتال بألم : تعبت وانا اشوف حب سند بعيون ورد
ماقدرت اتحمل اكثر يوم شفته راجع، ماتحملت نظراته لي
ماتحملت احساسي بالذنب مع احساسي بالقهر .
ناظر لأمه وقال بهدوء : يمه اذا التفتت لغيرتي بذبح ورد على خيانتها وتفكيرها فيه وهي على ذمتي، لكن انا التفتت لذنبي وماراح اكابر عليه اكثر، انا اعترف اني فرقت بينهم، وانا بيديني رجعتهم لبعض
انتهى موضوعي مع ورد ، الله يستر عليها .
ام بتال تضايقت عليه وقالت بحنان : الله يعوضك خير منها يايمه، ويوفقها ويسعدها.

سحابة لو حملت جبال، وحلوة لو شربت المر!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن