الجزء السابع

1K 18 3
                                    

البارت 59❤❤.

وَرد ، كـانت ورد إلى قبل ساعات قليلـة ، ثم تحوّلت إلى إنسانه ثانيه ، كانت حزينه فزادت حُزن ، كانت مهشّمة مكسورة تائِهة في هذه الحياه وزاد إنكسارها وضيـاعها بيوم واحد إلى ان فقدت الأمل بكلّ شيء .
رفعت عيونها وناظرت فيه وزاد الخوف بقلبها
لكن ماقدرت تتصرف أبد ، اقلها كلمة إطلع عجزت تقولها .
تقدم لها بتال وقال بهدوء أكتسبه من هدوء ملامحها : نوف لاتخافين ، انا بتال ، زوجـك !
ناظرت فيه مفزوعه من الكلمة ، مفجوعة من الحقيقة اللي ماتقدر تخبّيها ومستغربة أصلاً كيف غابت الحقيقة الى الآن .
أبتسم لها لاشعورياً وقال بصوت خافت : انا أدري أنك تكرهيني ، ومثل ما أنجبرت عليك انجبرتي علي ، لكن انا ماجيت احاسبك ونتخانق من جديد ، انا أبي اساعدك .
نزلت عيونها على كفها المجروحـه وبلعت غصّتها ،غمّضت عيونها بقوه وهي تحاول تتماسك ، نفسها تكشف كل شيء وترتاح من العذاب النفسي ، وسـنـد !
غمضّت عيونها والنار تحرق بجوفها من شوقها له وخوفها عليه بعد اللي صار ، اللي صار كوم وسالفة إنتحالها لشخصية نوف كوم ثـاني ، رفعت يدها ومسحت دموعها برّقه أتعبت ناظر بتّال من شدة سرحانه بأدق تـفاصيلها .
قال بهدوء : تكلمي ، قولي اللي بقلبك و
سكت شوي وصدّ عنها ، حاول يستجمع نفسه من جديد وألتفت لها وقال بصوت هادي : يمكن الأوضاع بيننا كانت متوتره شوي ، لكن صدقيني بوقف معك وبساعدك ، تكلمي لاتكتمين ! ترا كل ماتأخرتي كل ماطالت السالفه وتفرعت
رفعت عيونها الدامعه لعيونه وقالت بصوت كل إنكسار الدنيا وحزنها بين نبراته : انا ماقتلتها ، الله يشوفني ويعرف إني يوم لمست السكين لمسته علشان أبعده عني، والله ما كنت أبيها تموت، مو انا اللي قتلتها والله مو أنـا .
غطت وجهها بيدينها وبكت بصوت مسموع وشهقات تذيب الحجر ، أخذ نفس عميق يعيد توازنه ويهدي نبضات قلبه بعد كلامها ، سحب الكرسي وجلس جنبها ، قال بصوت خافت : نوف ، البنت ما ماتت !
هدأ صوتها وارتخت إيدينها وبانت له عيونها ، عجز يحدد نظراتها لكن متأكد إنها ارتاحت مثل ماهو إرتاح وطاح عنه همّ بثقل الدنيا .
كمّل : بخير لاتخافين ، بس دخلت بغيبوبة مؤقته وراح تفيق إن شاءالله.
ورد بغصّه : لكن حتى لو فاقت، راح أنسجن ، أنا عارفه، كذا ولا كذا راحت حياتي بسبب نوف واللي تبيه وصـلت له!
بتّال بصدمه : وش تقولين ؟ من هي نوف ؟
ورد رجف قلبها خوف لمّا حست انها فضحت حالها وصدت عنه ، بتال حسّ بغرابه بوضعها وبالبدايه هو أستنكر صوتها ، مايشبه صوت نوف الحاد والقاسي رغم نعومته ، بدأ الشك يكبر بصدره.



البارت 60 ❤❤.

بتال رغم شدة فضوله الا إنـه ماحب يجلس معاها أكثر .
ناظرت فيه وعرفت أنه بيطلع وقالت بضعف : تكفى لا تخلي أحد يجيني، مابي أشوف احد ، تكفى طلبتك
بتّال زاد إستغرابه وأخذ نفس واومئ براسه بالقبول ، طـلع بهدوء زي مادخل ، طلع من هنا وإنهارت ورد من هنا ، بكــت عن كلّ لحظه بحياتها ، بكت بكل ماتملك من دموع وشهقات وضعف وإنكـسار .. من رحمة الله إن بتال ماعمره شاف نوف
ولا كان عرف بالحقيقة وفضحها ، هي عارفه إن الحقيقه مثل الشمس ماراح تتخبى أبـد وان طال بها المغيب لا بد تشـرق
لكنّ ماتتمنى إنها تنكشف بدري ، تمنّت إنها تتأخر لأطول مدى ، رغم شوقها لسند وحاجتها له لكنها عارفه لو انكشفت ماراح تشوفه للأبد .
سندت ظهرها وغمّضت عيونها متنصّعه للنوم لإنها عارفه لو ماتصنعته راح يجبرونـها تتكلّم وهي ماتبي تتكلّم نهائيـاً وتستعجل على نهايتـها .
كانت تسمع الباب يفتح ويتقفل ، والأصوات ترتفع وتنخفض
ورغم كلّ الشوشرة والإزعاج اللي عاشت فيها ، كان إزعاج قلبها يتجاوز إزعاج المجتمع المحيط فيها عن بكرة أبيه ، أتعابها تجاوزت كونها مجرد أتعاب جسمانيّه او حتى جروح ، تعمّقت الى مدى لايمكن إدراكه أو تسميـته .
وبعزّ الغرق في بحار أوجاعها ، سمعت صـوت
صوت غاضب ، لكن يشـبه النجاة ، كان صوته بمثابة يدّ العون لها ، كأن الصوت الغاضب يقول لها أنا موجود ، وحينما أكون انا موجود سلامً على ضعفك.. انا قوّتك
أنا سنـد ، سندك وعزّك لا جارت عليك سود الليالي .
زادت دموعها وحيرتها وبدل ماتكون أقوى صارت أضعف
شعورها مثل شعور التايه في صحراء مايعرف إتجاهاتها
ماكانت عارفه كيف تتصرف ، ولا كيف تكسر كل هالحواجز وتوصل له رغم إن مابينها وبينه الا كم خطوة !
وقـفت بصعوبة وقربّت للباب ، إقترب لها صوته
وزادت دموعها ، مع كل كلمه من سند تنزل دمعه من عين ورد
كان يتهددّ ويتوعد وواضح الألم بنبراته ، شافت حزنه وضيقته قبل لاتـشوفه، شعور بصدرها تعمّق وزلزلها وبلحظه قررت تنسى كلّ شيء وتطلع وتعترف بكل اللي حـصل لكن..
هدأ صوتـه ولا كأنه موجود ، رجف قلبها خوف ولصقت بالباب حاولت تسمع وش صار ، وليش سكت ، وصدمه شلّت أطرافها لما سمعت صوت حـاد : هذا طرف مشارك بالجريمة، يُحال الى التحقـيق !



سحابة لو حملت جبال، وحلوة لو شربت المر!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن