الجزء الرابع عشر

842 13 0
                                    

البارت 129❤❤

امل : كانك تبينها شر ترا محد قليل شر !
ليلى حسّت إنها فقدت قدرتها على الكلام من الصدمة
أظلمت بعينها الدنيا وحسّت إنها بتموت من بشاعة شعورها
مو المصيبة إنها تطالب بإسترجاع بنتها بعد العمر هذا كله
المصيبة إنها أنكرت معروف ليلى ، رغم أنها عارفة ومتأكدة
وعلى يقين أن ليلى ربّتها وأحسنت تربيتها بعزّ الظروف ورغم صعوبة الوضع عليها كـ بنت لو أنكشفت كان الناس فهمتها غلط وحطّت فيها ألف عيب وعيب وأنداست سمعتـها مثل مداس التراب لكـنها تحملت وصبرت عشان ورد ، ربتها وأحسنت تربيتها ، وكبّرتها وقاسمتها حياتها ، وبعد هذا كله وبأبسط شــــــي تطلع فجأه أمها وتطالبها بإسترجاعها وبأبشع الطرق ، ولا بيـن بعينها معروف ليلى .

مرت ساعة إلا ربع وليلى تفكّر، وعت من تفكيرها على صوت ولدها عبدالله يناديها وهو مستغرب من عدم ردّها : ماما ؟
ناظرت فيه بفزع وإبتسمت : ها حبيبي
عبدالله :ماتسمعيني ؟
ليلى : الا أسمعك ، وش تبي
عبدالله : سند موجود عندنا، يبي يسلم عليك تعالي
فزّت ليلى ماصدقت خبر إنه موجود ، كانت أصلاً ناوية تروح له
وتخبره بكلّ شيء علشان يتصـرف ، لإنها مهما حاولت ماراح تقدر تحل الموضوع بلحالها.
طلعت من غرفتها وكانت متوقعه تلاقيه جالس لكن كان واقف عند الباب وإستغربت ليلى وسلمت عليه : ليه مادخلت، كم لك واقف
سند : لا مابي ادخل ، بس جيت أسلم عليك
ليلى : لازم تدخل أبي اسولف معك، دام ابو عبدالله مداوم في موضوع بكلمك فيه
سند : خليه بعدين انا اللي جايب لك و..
قاطعته بتوّتر : ماينفع أخبيه عنك أكثر من كذا ، اذا ماعرفت الحين راح تروح من يدينا ورد !
سكت سند وشد قبضة يــده وكمّلت ليلى والربكة لاعبه بحسبتها : ادري اللي بقوله صعب عليك ، لكن مافي وقت ، انا بعلمك الحقيقة ، انا كنت أعرف اهل ورد ، وحاولت أكثر من مرة إني اوصل لهم لكن ماقدرت ولا تـ.
سكتت لمّا بان ظل من خلف سند ، وطلعت بوجــهها ورد
الصــــدمة شلّت لسان ليلى وهي تشوف ملامح ورد الشاحبة
سند لما سكتت ليلى عرف إنها شافت ورد ، غمّض عيونه بقوَة وهو حاس بالندم لإنه جاب ورد تسلم على ليلى، ألتفت لها وطاحت عينه بعينها ، وكانت نظراتها المشتته مثل السهام لقلبه رغم إنه مايقل عن حالتـها وكان مصدوم مثلها وإلى الآن مااستوعبوا الإثنين كلام ليلى اللي دمعت عيونها ورجعت خطوة وهي تستنكر وجود ورد وتدعي إنها ماسمعتها رغـــم إن ملامح ورد تثبت إنها سمعت وكأنهـا بحياتها ماسمعت الا هالكلام .


البارت 130❤❤

ورد كل ثانية تمرّ عليها كأنها ألف سنة ، وكل شعور بمليون شعور مثله قلبها كان يدق بسرعة كأنه بيوقف ، وجسمها يرتجف بشكل مزري وحالتها تصعب على الكـافر ..تقدمت لها بإندفاع ومسك كفّها سند بقوة ووقفها جنبه وقالت بصوت راجف وهي موقادرة تتحكم بحركتها : صحيح اللي سمعته ؟ قولي إنك تمزحين ، أو لاتقولين
حسّت بحجم مصيبتها ومسكت راسها وأعتلى صوتها : لاتقولين انك تمزحين، وينهم أهلي ؟
سند ثبّتها وقال بهدوء : ورد ، هدي نفسك
ورد بإنهيار : سمعت وش قالت؟
سند بضيق : سمعت، خلاص هدي راح نفهم كل شي
ورد صرخت بهستيريا : تكلمي ليش سكتتي ، تكلمي
تفلتّت من قبضة سند وتقدمت لها ومسكت ايدينها بقوّة وقالت بإبتسامة حزينة : صدق عندي أهل ؟ وينهم ؟ وليش كذبتي علي وقلتي انهم ماتوا بعدين قلتي اني لقيطة، ليش عذبتيني ياليلى، كنتي عارفة وساكتة !
ليلى زادت شهقاتها وغطت وجهها وبكت بقوّة ، وورد عجزت تشيلها رجولها من ثقل الخبر وطاحت على رُكبها وجلس جنبها سند وهو خايف عليها قال بإندفاع : ورد لحظة، لاتضعفين الحين، انا عارف انك مصدومة و..
سكت شوي وكمّل : لكن ليلى أكيد عندها سبب ، خلينا نسمع منها ونحكم ، يمكن لها قصد ثاني غير اللي فهمتيه!
ورد ماكان عندها القدرة على الكلام ، ودموعها كانت تحكي عمق صدمتها وحزنها.
ليلى مسحت دموعها وأستجمعت نفسها وقررت تعترف لها بكلّ شيء ، من الأساس هي ناوية تخبرها تدريجياً ،لكن اللي ماتوقعته إنها تعرف بهالطريقة وتنهار وتنصدم وتفهـم غلط .

سحابة لو حملت جبال، وحلوة لو شربت المر!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن