الجزء الثاني والعشرون

752 17 0
                                    

البارت 209❤❤

انت لو تدري عن اللي في خفوقي
كان مافكّرت ترحل عن بـــلادي
.
.

ورد : هذي النهـاية ؟

عمّ السكون ساد الصمت بالمكان، ونظراتهم كانت مترجم لصدمة مشاعرهم ، كانت الكلمة تتردد بمسامعهم كأنها سهام بقلبه وقلبها
كانت أكبر من إستيعابهم واكبر من مدى إداركهم لحقيقتها
سند حاول يرد عليها ويـفهمها اللي بصدره ، جمع حروفه بيطلعها لكن ماطلعت، خنقته واختنق بحروفه لما عرف ان كلامه
ماراح يقدم ولا يأخر ولا يغيّر شيء .
الأمنية الوحيدة : تكون نهايته بهالحياة مع نهاية هالقصّة
يحس بألم بعيد عن جسمه، ألم بـروحه ، إحساسه مثل
إحساس اللي يصارع الموت سنين طويـله، ولا مات .
شدّ قبضة يده بقوّه، اليه حسّ ان جلده بيتمزع من شدة قبضته
كانت دموعها تقتل مابقى فيه من قوّة، وكأنها تستدعيه لإرتكاب جريمة
ولو ارتكبها ولو عرف القانون بأسبابها كان ماعاقب عليـها ..
اما ورد كانت الجزء الأضعف والأكثر ألم ، معرفتها بالفراق الأبدي
للشخص الوحيد اللي عرفته وحبته بهذي الحياه
وحبّها وعوضها عن كل اللي فقدته ، الشخص اللي كان قدام عينها
بكل دقيقة من حياتها ، كيف تكمّل حياتها بـدونه ؟
والأقسى من هذا كلـه ؛ كيف تتعايش مع فكرة انه صار لغيرها
وبالتحديد صار للإنسانة اللي تسببت بكـــل هذا .. عدوّتها .
غمّضت عيونها بقوّة وكانت أمنيتها الوحيدة تفتح عيونها
ويكون اللي حصل حـلم، يكون بعيد كل البعد عن الحقيقة .

فتحت عيونـها، وكان سند قبالها بنفس الحزن وبنفس الملامح الكئيبة
وبنفس الألم ونظرات الشوق المكبوت بصدره من سنين
وزاد اضعاف مضاعفة ، بلعت غصَتها ومسحت دموعها
وقالت بإنكـسار : لو انك ماتزوجتها كـانت نصف مصيبة ، لكنك تزوجتها وزدتني عذاب لين ماسمعت صوت بكاي داخل ضلوعي ..
سند اخذ نفس عميق .. كان باللحظات الأكثر ضعف بحـياته
زفر الهوا من صدره وقـال بصوت مخنوق : كان كل شيء حولي اقوى مني .
سكت شوي ورفع يده لعنقه وفتح ازارير ثوبه العلوّيه
وكمّل بأسى : لكن لو اتزوّج أربعة ، ترا القلب لك
و ربّ قلبي.. إني أحبك .
ورد انخلق بصدرها ورد من كلمته، لكن بنفس اللحظة ذبل بصدرها
لما استوعبت ان هالكلمة ماعادت تنفع ولا تداويها ولا ترجّع المـاضي .
وفعت سبّابتها الراجفة وأشرت على الباب وقالت بصوت مخنوق : اطلـع
سند عقد حواجبه والصدمة تاكل منه وتنهش فيه
هو عارف انه غلط لما دخل بيت مو بيته، وشاف زوجة غيره
لكن ماتطرده ، ماتسترخص وجوده الأخير .
ابتسم بألـم : على أمرك يا.. بنت قلبي .

البارت 210❤❤

بعد ربع ساعة من خروج نوف، كان جالس بتال وبداخله من الضيق مايسع السماء والأرض، عاجز يحدد موقفه، متضايق من ورد ولا متضايق عليها
ندمان ولا مو ندمان عاللي سواه لها وبحق ولد عمه
حسّ انه ثقيل من ثقل الهم بداخله.
وقف بصعوبة وطلع من الغرفة واتجه دخل البيت، مجرد ماسكّر الباب التفت يمينه وهو حاسّ بحركة ، وانصدم لما شاف ورد
كانت طالعه من المطبخ وبيدها كوب ، جلست عالكنبه
بدون ماتناظر فيه، لكن هو يكفيه انه يناطر فيها، استانس لوجودها
كانت رافعة شعرها ورابطته فوق ، ولابسة بجامة ورديّة
وشكلها طالع اصغر بكثير من عمرها، ابتسم لاشعورياً
ومشى لها وهو يستنكر حمرة ملامحها ولمعة عيونها
جلس بالكنبة المجاورة لها وسند ظهره .
مرت دقيقة صمت بينهم، وبتال خايف يتكلم ويخرب هالهدوء
لكن اخذ نفس وقال بهدوء : نوّرتي بـيتك
ورد ناظرت فيه بطرف عينها ورجعت تناظر للمساحة اللي قدامها بشرود .
بتال حسّ بصداع ورفع يده يمسج جبينه وبين عيونه
وقال بتعب : شكلي راح آخذ اجازه
ورد بهدوء : ليـش
ناظر فيها مصدوم ، كان الكلام بينه وبين نفسه
ماتوقع لو1٪ انها تتجاوب معاه وترد .
رد بنفس هدوئهـا : تعبان، ودي ارتاح
ورد صوبت نظراتها مثل السهام بعيونه وقالت وهي تتصنّع الشفقة
على حاله : ترتاح من إيش ياويلي ؟
بتال صابته نظراتها وبلع ريقه ومرت ثواني صمت بالمكان الى ان استوعب الوضع
ونزل عيونه وقال بشتات : امور كثيرة، اهلي ، المحكمة، مشاكل الناس .
رجع ناظر فيها وكمّل بنبرة هادية : مشاكل قلبي !
ورد لازالت تناظر فيه بحقد دفين وكمّل بتال بلا مُبالاة لنظراتها
اللي تحولت للحدة والكُره : مالها حلّ هذي ، وين ارتاح منها بس
ورد نزّلت الكوب اللي بيدها على الطاولة اللي مقابلتها ، ورجعت بنفسها الين سندت ظهرها على الكنبه وعيونها للأسفل وقالت وهي تتصنع الضيق : الحمدلله انك قلتلي موضوعك
بتال ارتسمت على وجهه ابتسامة امل ، حسّ انه اسعد واحد بالدنيا
بمجرد انها سولفت معاه وحسّ في نبرة اهتمام بصوتها .
لكن سرعان ماتلاشت ابتسامته وتحطمت اماله لما ناظرت فيه نظرة حادة وقالت ببرود : لإن بصراحة موضوعك كان محور قضايا الشرق الأوسط !
زاد صداع بتّال من حركاتها، عرف انها تتمسخر عليه والتزم الصمت .
اما ورد وقفت وهي تناظر فيه بحقد ومشت ناحية الغرفة
تاركة بتال بأسوء حـالاته على الإطلاق .
قال ببرود : ترا سـند ســـافر .
وقفت بدون ماتلتفت، غمضت عيونها بقوّة لما حسّت ان قلبها راح ينفجر بين ضلوعها من قسوة الكلمة ، سالت دمعتها بحرقة على خدها
وقالت بصوت مهزوز : ربي يحفظه وين ماكان ..


سحابة لو حملت جبال، وحلوة لو شربت المر!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن