239❤❤
عند ورد ، كانت جالسة وبيدينها وردة ، سرحانة وتفكّر
وبدون ماتحس كانت تقطع اوراق الورد ويطيح منها ع الأرض
وهي مو منتبهه ، مانتبهت الا على صوت الباب وهو ينفتح
وصوت سند يسولف مع احد، توقعت انه يكلم لين سمعت اصوات بناته
من الوهلة الأولى حست بضيق لإنه جاب بناته بأهمّ ليلة بعمرها
لكن سرعان ماتلاشى الضيق لما سألت نفسها
" من لهم غيره ؟ "
لاتصيرين أنانيـه ياورد،انتي عشتي بدون أب وبدون ام
وعرفتي كيف تكون الحياة بدونهم، لا تتركين الشيطان يلعب براسك
وتغارين من بناته ، قلبك عمره ماشال بداخله غير النقاء والطهر
لاتخربينها بالأخِير ..
ابتسمت لما شافتهم داخلين عليها، وقفت واتجهت لهم
وانحنت للبنات وباستهم بهدوء ورفعت نفسها ، طاحت عينها بعين سند اللي كان مستانس ومرتاح لردة فـعلها وهمسّ : مازعلتي !
ورد بنفس همسه : لا ، والله انها احلى ليلة بحياتي
سند كان يتأملها بشكل غريب ويدرس ملامحها جزء جزء
لدرجة ان يدينه ارتخت وهمس لاشعورياً : أنا دخيل الكحل
والعطر .. والروج
دقّ قلبها من كلامه وقالت بخجل : غريبة ماناموا للحين بيأذن الفجر !
سند : مايقدرون ينامون بدوني، يذكرونك بأحد ؟
ورد : اي يذكروني بنفسي قبل اربع سنين..
بس ماعليه ترا في إحتمالية انهم يتعودون
شوفني انا اربع سنين مانمت بحضنك الا اليوم
ماصار لي شيء الحمدلله .
سند ضحك من قلبه على كلامها واخذ بناته وتقدم فيهم للسرير
ودخلهم وغطاهم وكان النوم متمكن منهم ومتخدرين ومافيهم حيل يسولفون اصلاً، ظل سند جنبهم دقيقتين لين ناموا
وورد طلعت للصالة وجلست عالكنبة وعيونها تلمع .
سند قام بيطلع وناظر مكانها شاف الورد اللي منتثر ع الأرض
استغرب وطلع شافها جالسة واستغرب سرحانها ، جلس جنبها وعيونه لازالت تتأملها ثواني وقال بصوت خافت : عسى ماشرّ !
ورد لازالت ساكتة ، سند مسك كفّها بكفه
وشد عليها وكمل : مضايقك شيء ؟
ورد : مادري شفيني، لما طلعت جاتني غصه وحسيت بشعور يخوف
حسيت انك ماراح ترجع، خفت وبكيت
ناظرت له وعيونها تلمع وكانت تكابر على دموعها وقالت بغصة : ولما رجعت لي قلت الحمدلله اللي ردك لي
لو معك الناس كلهم مايهم، المهم انك معي!
سند عرف معنى شعورها ، جذبها لحضنه ومسح على شعرها
واخذ نفس عميق وقال بضيق : شعورك كان في محله
كنت بموت لولا رحمة الله .
رفعت عيونها لعيونه وكمّل سند : بتال كان مترصد لي
كان يبي يقتلني، مراقبني
ورد انقبض قلبها وكمل سند بهدوء : انمسك قبل يتعرض لي
ورد لفت ايدينها وحضنته بقوَة وقالت والعبرة تخنقها : الحمدلله
لو مارجعت لي كان مت وراك، اتحمل كل الغيابات الا غيابك .
➖
240❤❤❤
في بيت سيّاف :
بالصالة، كانت جالسة ذكرى وتكلم جواهر، وعلى الأرض كانت جالسة ام سياف وبيدينها سبحتها وتستغفر رغم انها مركزة بسوالف ذكرى ، وذكرى عارفة انها مركزة معاها.
جواهر : لااقولك يوم صحيت ومالقيت بنات سند ، بغيت انجن
ذكرى : امداك حبيتيهم يالكذابه
جواهر : ماصار لهم خمس شهور بس والله اني حبيتهم، كانت حياتي فراغ لين رجع سند
ذكرى : كويس عالأقل تلهين معاهم شوي، وبنفس الوقت تفكين العروسة من ازعاجهم
جواهر : قلت لسند خلهم عندي شهر وسافر انت وورد واستمتعوا ، قال ودي بس البنات مالهم غنى عني
ذكرى : ايه متعلقين فيه، ماينلامون هو صار لهم اب وام
جواهر : انتي وش فيك تتكلمين بصوت واطي ، اكيد عجوز قريح عندك
ذكرى ارتبكت وضحكت : اي عمتي يابعد عمري جالسة عندي الحين
جواهر : عمت عينها عسى، قاهرتني حيل
ذكرى : ابشري يوصل سلامك ، اختي جواهر تسلم عليك ياعمه
ام سياف ببرود : الله يسلمكم
جواهر : يختي رغم انها حشريه لكن تكسر خاطري
ذكرى شافت سياف يدخل وتنحنحت : اوك اكلمك بعدين جواهر ، باي.
قفلت منها وسياف تقدم نزع شماغه ورماه ع الكنب وجلس جنب امه وسند ظهره ع الكنبه اللي وراه وتنهّد وكان مبتسم ابتسامة خفيفة .
امه : وراك اليوم متأخر
سياف : ابد راقت لي السهرة بالإستراحة، ذكرى شخبارك اليوم
ذكرى : الحمدلله احسن، صراحة كنت ادري ان الحمل تعب بس ماتوقعت لهدرجة
سياف : ماعليه ، هانت
الافت لأمه وقال بإبتسامة : الله لايحرمني من دعواتك اللي فتحت لي ابواب الدنيا
امه استبشرت خير من كلامه وابتسامته وسياف ناظر لذكرى بعيون مليانة فرح : ابشركم انها انفرجت ، توظفت ، مهندس بعد ست سنوات من البطالة .
ام سياف دمعت عينها ورفعت يدينها وقالت بغصة : يارب لك الحمد، الله يرزقك من واسع فضله
ذكرى خنقتها العبرة من الفرحة، رغم انها كانت راضية جداً بعيشتها البسيطة اللي اقل من عادية وبعمرها ماسخطت رغم ان ناقصها اشياء كثير ورغم انها انحرمت من اشياء كثير، لكن كانت راضية ومكتفيه بالحب والسعادة والراحة النفسية اللي عايشة فيها ..
ابتسمت وعيونها بعيونه وهمست : الحمدلله، الله يزيدك ياحبيبي ويرزقك من خير الدنيا والآخرة.
سياف وعيونه بعيونها كانت احلى لحظة بحياته وهو يشوف الفرحة بعيونها وقال بمشاعر صادقة : خير الدنيا هو انتي، لو مارزقني ربي بشيء غيرك كفاني.
ام سياف بغيرة : وانا ؟
سياف : مايحتاج، انتي ست الحبايب والكلّ بالكل واسباب الخير كله، الله يطول بعمرك..
