الجزء الثاني عشر

763 16 0
                                    

البارت 109❤❤❤.

إني أستفيقُ بك من العناء
فكيف أُخرجُك مما تُعانين منه ؟
‏كيف أجعلُ روُحكِ هادئة
و كُل مابك يدعو للقلق !

بـتال .. ماصدّ بعيونه عن عيونها رغم إن نظراتها زلزلته
وصل لحالة مُزرية خلال دقيقتين فقط وكأنه فقد القدرة على الكلام
وأخيراً قدر يصـد عنّها ويستجمع أشتاتـه ..
أخذ نفس عميق ورجع ناظر فيها بصوت هادي : من الآخر ، أنتي معجبك وضعك كذا ؟
صدت عنه وكمّل بتال : انتي فيك شي؟ صارحيني ؟ مريضة ؟
تشكين من شيء ؟ ورد وش فيك
ورد لاشعورياً حطت يدها على بطنها وشدّت عليه ، ناظر لموضع يدها بتال وعقد حاجبينه : تعبانه ؟ تبين اجيب لك شيء ؟ تبين اوديك للمستشفى ترا انا تحت أمرك ، بس ارتاحي وريحينا يابنت الحلال!
ناظرت فيه مفزوعة وقالت برجفة : لا ، لا مابي المستشفى، انا مافيني شيء
بتال كل ماله يزيد إستغرابه، شتتتّ انظارها عنّه وقلبها يدق بسرعة عجيبة والخوف ملأ حياتها من فكرة إنها تكون حامل .
حامل ؟ ياكبر الكلمة وياصعبها على ورد ، فكيف لو كانت فعلاً حامل !

بتال يحسّ ان الأرض تدور فيه، عجز يفهمـها ، عجز يرسي معاها على برّ ويفهم وش فيها وش اللي مضايقها لدرجة إنها مو قادرة تسيطر على رجفتها وخوفها المزروع بعيونها.

أعدم المسافة البسيطة اللي بينهم وقرب لها ، شاف الحلّ الوحيد المبدئي إنه ياخذها بين ايدينه لحضنه .
ألتفت ايدينه عليها وورد حاسّه إنها بحلم، او غرقانة ببحر عميق ماله نهاية ولا منه نجاة، أرتكت براسها على صدره وشدها أكثر لين حست انها كلها بحضنه ، مسح بيدّه على شعرها وهمس بصوت هادي : حاولي تساعديني وتخبريني باللي فيك
قالت بصوت ماينسمع : الأشياء اللي صارت ما أقدر اوقّف التفكير فيها..
كمّلت ورد وهي تحترق من داخل رغم هداوة صوتها : خليتني اتنازل عن نوف رغم انها دمرتني، مسكتني من الأيد اللي توجعني، ضربتني بالشخص اللي احبه ، ضربتني بسند ، خليتني اتنازل عن وحدة حقيرة علشان انت تتنازل عنه رغم إنه مظلوم ، وأنت الظالم ، انت وبنت عمك الظلَمَة !
غمّض عيونه بقوة لما لمس القهر والضعف بصوتها ، حسّ بحجم مُعاناتها وحجم عجزه بتغيير مجرى الأحداث ، ضاقت فيه الوسيعة ، اختلطت مشاعره وفاق القهر كل شعور بداخله
تمنى يفهم شعورها تجاه سند ، تمنى يفهم لو شيء بسيط من اللي فيها لكـن ..
شدّها بحضنه وقال بصوت تعبـان : أنا مايهمني سند ، ولاهمتني نوف ، رغم انهم من لحمي ودمي، انا كل اللي همني بالموضوع هذا أنتي !
رفعت راسها له، ونزل عيونه لها ، اوجعته للمرة المليون نظراتها الدامعة ، كانت مصدومة من كلامه وعاقدة حواجبها .
شتت أنظاره عنها وقال بشتات : يمكن ماتصدقين ، لكن ورد انا احبك .

البارت 110❤❤❤

أنصدمت ورد من صريح كلمته ، أبت عيونها إنها ترمش
أو حتى تفكر بالكلمة ، عدلت نفسها وصارت جالسة بجنبه بشكل مستقيم ، على راسها ألف علامة إستفهام وتعجّب وبـتال عرف إنها مصدومة ومو مصـدقة ولا عرف كيف يقنعها أو يثبت لها مشـاعره .
ورد بشتات : لحظة ، كيف يعني؟ تحبني ؟
بتال يمكن قصدك انك تشفق علي، تدافع عني ؟ لكن
سكتت شوي وكمّلت بإندفاع : الحب كلمة كبيرة
لاتتفوّه فيها وانت ماتعرف معناها !
بتال كان يناظر فيها ببرود تام ، وهي حاسة بنار من كثر قهرها
كمّلت بضعف : من يوم ولايومين؟ ولا اسبوع ولا شهر؟
مايجي الحب بسهولة كذا ، ترا يكذبون ذوليك
اللي يقولون في حب من اول نظرة، راجع نفسك
بتـال سند ظـهره وقال بأريحيّة : طيب يا جولييت أنتي ، وش الحب بمفهومك ؟
ماناظرت فيه ولا رفعت عيونها ، دقّ قلبها لما طرى على بالها سند
مع سؤاله ، بلعت غصّتها وناظرت فيه .
رفع حاجب وقال بإبتسامة سخرية : إشرحي لي ، ياشيخة خذيني على قد عقلي وعلميني ، ابي أتعلم الحب ابي اعيش !
ورد سرحت ، وطال سرحانها وبتال إستغرب ، شدّت نفسها
وقالت بصُوت منهك : يمكن إعجاب ، مستحيل الحب يجي بشهر او أقل
سكتت شوي وكمّلت بصوت راجف : بمفهومي الخاص جداً ! الحب مايجي بعد سنه ولا سنتين ولا ثلاث ، الحبّ الحقيقي يجي بعد 18 سـنة !
قامت وكأنها تقول له" يابتال فهمك يكفيك "
شبّت النار بداخله وقـامت ، بتال طلع من الغرفة بأسرع سرعة
خايف عصبيته تطلع عليها وهو مايبي هالشيء أبـداً .
طلع وهو متجاهل نداءات أمه ، ركب سيّارته وبراسه ألفين فكرة
لكن مو عارف كيف يبداها ، مو عارف كيف يخفي سند من حياته
لاتهنى مع نوف ، ولا مع ورد بيتهنى ، والسـبب سند .

سحابة لو حملت جبال، وحلوة لو شربت المر!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن