البارت 169❤❤❤
حتى ما شلت قلبٍ طاح قدام عينك، طول عمرك عديم منفعة !
انصعق سند من كلامها الأخير اللي مليان معاني ، ناظر فيها بصدمة
من قوة الكلام ولا إهتمت ورد ، صدت عنه ومشـت
مشت وهو مذهول لإنها مشت بدون ماتفهم، او بالأحرى فهمت غلط ومانتظرته يحط النقاط عالحروف ، لكن ماهمّه انها فهمت غلط
كثر ماهمّه دموعها اللي راحت وهي تذرفها
قال بصوت عالي : لحظـه، ورد !
وقفت بدون ماتلتفت له، خايفة لو تلتفت تموت من زود الكلام الموجع ..
سند بضيق : أبختصر لك، ابوي كلمني، وقال بنت خالد اللي ورطتنا فيها تبعد عنها، قلت انا احبها وابيها ، قال اولاً بيني وبين ابوها ثار قديم
وثانياً حبك لها غلطة ، مايجوز وانا ابوك تحب وحدة انت مربيها .
غمضت عيونها بقوّة وتقدمت خطوة بتمشي لكن استوقفها مرة ثانية كلامه : ماوقفتك تسمعين كلام ابوي ، وقفتك تسمعين ردي !
ناظرت فيه غصباً عنها، ياإنه بيكسرها برده
او يمحي كل المشاعر القاسية اللي انولدت بصدرها .
سند قرب لها الين وقف قدامها وقال بشبه إبتسامة : قلتله قصة الثار بينك وبين خالد، اما انا وورد بيننا قصة حب، واذا حبـها غلطة خلوني غلطان .. انا مرتاح وانا غلطان ، انا حياتي كلها اغلاط، انا احب اغلاطي !ابتسمت ورد ، حسّت صار بستان ورد مليان عصافير وفراشات والسـماء تمطر عليه ، ماتقدر تشوف بهالدنيا غير سند ولاقدر تتقبل فكرة انه يبعد اكثر من هالبُعد، ضاقت عليها الدنيا من كلامه
ومن كلامه بعد اتسعت عليها الدنيا وصارت تحسّ الفضا بروحها .
سند : لا تزعلين ولايضيق لك خاطر، تجاوزنا اصعب اللحظات وبنتجاوز هالمشكلة ان شاءالله .
ورد بغصة : بس.. لاتزعل من كلامي ، انا مااقدر اتقبل احد غيرك ، اذا الله كتب لي عمر طويل كيف بعيشه بدونك ؟
سند ماحبّ يزيد بموضوع ممكن يأثر عليها ، مسك كفها وربت عليها
وقال بإبتسامة : مايصير الا الخير، يالله ارجعي وانتبهي لنفسك
ورد : طيب، بس كلمني مو تقاطعني مرة ثانية!
سند : لا ماراح اقاطعك، ادري لو ماكلمتك بتجيني ومعك اختك المجنونه هذي وتسويلنا سالفة
ورد ضحكت وسند كان يناظر لهديل وهي جالسة بالسيارة
وقال بهدوء : وش اسمها ؟
ورد : هديل، ترا طيبة بس اخوك ضايقها بكلامه
سند : لاحظت .. ان شاءالله تغنيك عن خواتك اللي ماشفتيهم
ناظرت فيه ورد بصدمة : انت عرفت ان خواتي مـاتوا ؟
سند سكت.. وانقذ الصمت والوهقة صوت هديل : ورد ، شرايك اجيب لك فراش وتنامين بالشارع ؟ اخلصي بيأذن الفجر ترا !
سند : يالله ، لاتتأخرين على اختك ، وانا بجي وراكم بسيارتي لين توصلون
ورد : بتوصلنا وتروح ؟ لا مو حلوة بحقك، شرايك تقلط على قلّ الكلافه ؟
•
•البارت 170❤❤❤
جـواهـر ، كانت جالسة بالصالة وتفكّر ، بهدوء تامّ ومستغرب منها ، اول مرة تحسّ بالجدية بحياتها وتخاف ، لو ماشافت بعينها اهتمام سند بورد وحبه لها ماصدقت، كانت عايشة وهي مو مصدقة علاقتهم ومستنكرتها ، وتقنع نفسها ان ورد مجرد وحدة عطف عليها وبتروح من حياته قريب ، كان قلبها موجعها من هالفكرة، ان سند يتعلق فيها ويحبها ويروح معاها مراح ابوها مع زوجته الثانية، هذي كبيرة على جواهـر..
واللي مضايقها أكثر موضوع سياف ، وذكرى اللي بدت تلمس خيوط السعادة بحياتها الكئيبة يصير لها كذا وتنخدع ؟
نزلت ذكرى وكإنها عارفة انها في بال جواهر بهاللحظة ، استغربت من وضع جواهر اللي من يومين هادية وبزيادة ، جلست جنبها وقالت بهدوء ينافس هدوئها : جواهر ، شفيك ؟
جواهر ناظرت فيها بصمت ، هنا ذكرى خافت : جواهر بلا استهبال ، فيك شي ؟
جواهر بضيق : ذكرى ، ترا سياف الحقير يكذب عليك
ذكرى انصدمت من كلامها وابتسمت : شفيك ليش تسولفين كذا، وش دخل سياف وش جاب طاريه؟
جواهر : تتذكرين يوم قلتلك راجح يبي يخطب نوف ؟ وقتها انا رحت لبيتها علشان اقول لها الحقيقة، الا صدمتني هي بحقيقة اقوى، وقالت ان ام سياف خطبتها لسياف ، لإن بينهم دين ، تتذكرين لما نوف اخذت من سياف 300 الف علشان تتبرع لأخوه بكلية ؟ نوف سحبت عليه وماردت له فلوسه ،ومات الرجال ، وسياف صار عالحديدة مامعه فلوس ، ولايقدر يدفع تكاليف الزواج ، واستغلت ام سياف الفرصة وخطبت نوف لسياف بشرط بدون مهر ولاتكاليف وبكذا يكون الدين طاح عن نوف !
ذكرى سرحت فيها وقلبها يتقطـع ، وجواهر كملت بغصة : وانتي مصدقته ومعطيته وجه ومسكنته بيتنا ببلاش ، وكاذبه الفين كذبه على امي وسند وراجح علشانه ، مايستاهل والله طيبتك هذي مايستاهل ، وعلشان ماتقولين كذب وخرابيط ومدري ايش ! ترا نوف موافقة، موافقة والموضوع محسوم!
ذكرى ضاق فيها الكون بأربع جِهاته ، لو نوف قدامها كان قتلتها ، مو معقول اللي يصير ، ذكرى كانت تحاول تساعد نوف وتدمح لها زلاتها حتى وان كانت الرابطة بينهم مو قوية، ونوف ماغير تمشي وتخرب حياة الناس، اول ماخربت حياة سند ، وبعدها سيّاف ، ومات من أسبابها حاتم، وانظلمت منها ورد ، الحين استلمت ذكرى، وكأن حياتها ناقصة خرايب .
رغم مرارة الشعور بصدرها ورغم الغصّة اللي خنقتها ، اخذت نفس عميق وأقنعت نفسها ان اللي حصل عادي .. عادي ولا يستاهل التفكير.
رفعت جوّالها وبدون تردد وبيدين راجفة اتصلت على رقم سـياف ، وثواني وصلها صوته الفخـم : ياهـلا .. ويامرحبا
ذكرى سكت شويّ من نبرته وكأنها كانت مهدي لأعصابها ، لكن سرعان ماستوعبت وبلعت غصّتها وقالت بنبرات حادة : لا هـلا ، ولا مـرحبا
•
•