الجزء التاسع عشر

799 18 0
                                    

البارت 179❤❤❤

هديل قفلت الخط بدون ماتسلّم، والتفتت لترجع لغرفة غاليه
ووقفت مصدومة لما شافت راجح ونظراته الهادية
اربكتها وقفته وقالت بربكة : انت شجايبك ؟
راجح : شفتكم طولتوا جيت اشوف
هديل تعدّته برجع وإستوقفها صوته : هديل
وقفت وناظرت فيه : نعم ؟
راجح : بنصحك لوجه الله ، ترا امك مهما غلطت بحقك تبقى امك
جنتك ونارك ، ترا ماراح تلقين احد يحبك اكثر منها
ومافي غيرها بيوقف جنبك يوم تحتاجين احد !
انا ماجربت فراق الأم ، لكن مايخفى على احد ان فراقها
اقسى فراق يعيشه البني آدم ، ارضيها واكسبي رضا ربك
قبل لاتموت ويقتلك الندم !
هديل كانت ملامحها متأثرة وقالت بتصنّع الضيق : ياربي بصيح ماقدر اتحمل
سكتت شوي وتغيّرت ملامحها للجدية والغضب : مابقى الا انت تعلمني شسوي ، توّكل بس !
راجح بهتت ملامحه من الرد ، ماتوقّع ولا قليل انها بترد كذا
وحسبها متأثرة من جد ، حقد عليها وتمنى لو يقدر يرد لها الإهانة
لكنه رفع نفسه عنها وأقنع حاله انها من المرضى وصغار العقول
والسفهاء اللي إحتقارهم واجب.

بعد ساعة وربع ، بدت غاليه تستعيد صحّتها ، حسّت بوجود شخص جنبها وقالت بتعب : هديل
فـّزت وناظرت فيها وابتسمت :انا ورد
غاليه انصدمت ان اللي جنبها ورد مو هديل ، اخر شي تتذكره قبل تنام ان ورد كانت تعبانه مثلها.
ورد مدت كفّها لكف غاليه ومسكتها بقوة وقالت بهدوء : خفت عليك، اول مرة من جيت اشوفك كذا
غاليه أبتسمت ولمعت عيونها من المشاعر اللي حست فيها من كلام ورد وخوفها الحقيقي وهمست والضيق يخنقها : من يوم الحادث ووفاة خواتي فقدت احساس الأخوّه ، واليوم حسيت فيه معك
ابتسمت ورد : شدعوة ، احسكم ظالمين هديل
غاليه : لا هي اللي ظالمه نفسها
سكتت غاليه لما سرحت بموضوع قديم وقالت بأسى : بس مافي شك ان عقوق هديل عقوبة من ربي لأمي وابوي على سواتهم فيك ، كل شيء حصل لنا كان حوبتك ، من موت خواتي الى مرضي الى عقوق هديل .. الحمدلله على كل حال
ورد تقلبت مواجعها ولمعت عيونها وقالت بغصّه : والمفروض ابوي يكون ندمان ويبي يعوضني بأي طريقة، بس انا اشوف انه قاعد يعذبني أكثر .
غاليه سكتت تنتظرها تكمل وفعلاً ورد كملت ‏‏بضيق: ‏احس انه ما راح يعطيني الهوية
غالية بلعت غصّتها وكتمت حزنها على ورد وحالها، ماهان عليها مسألة ان ورد طول عمرها تتعذب ولما وصلت بر الأمان وطالبت بحقوقها تصير حقوقها صعبة عليها.
قالت بهدوء : انا بساعدك ، ماراح اسمح لأبوي انه يساومك على حقك !
ورد برجفة : كيف بتساعديني ؟
غالية : بعلمك بمكان اوراقك الرسمية، ابيك تاخذينها وتودينها المحكمة وترفعين قضية على ابوي وتثبتين نفسك.


البارت 180❤❤

ورد كانت تسمع كلام غاليه وتحسّ بمشاعر غريبة، مافاتها الحنان بنبرات غالية ولا فاتها نظرات الحزن بعيونها .
عارفة ان هذا من اصعب الخيارات على غاليه ، لأن مافي بنت تساعد بمضرّة ابوها ، وابوهم ضـر ورد لكن ماضرّ غاليه وهذا المفروض يكون سبب إنها ماتساعد بمضرته، لـكن غاليه ماتحملّت تشوف ورد بهذا الضعف ،من يوم ماعرفت بسالفة ورد وهي تفكّر فيها ، تتساءل كيف قدرت تعيش حياتها ؟ ومايخفى عليها انها عاشت بذلّ ومهانة ، واليوم بعد ماحصّلت اهلها تتعرّض للذل من ابوها علشان ابسط حق من حقوقها ؟
عـزّ على غاليه حال ورد ، وقررت تـساعدها بتوجيهات ممكن توصلها للي تبغاه بدون تعب .
طلعت ورد تنادي هديل تساعدها تنزل غاليه للكرسي ، شافت سند وراجح جالسين وهديل جالسة بعيد عنهم ، حسّت بإحراج من راجح اللي واضح من شكله معصب ومبتلش فيهم ، لكن قالت بنفسها " محد حلف عليه يجي "
قالت بصوت مسموع : هديل ، تعالي بسرعة
انتبهوا لوجودها ووقف سند واتجه لها ، وقف قدامها وقال بهمس : كيف حالك الحين ؟
ورد ابتسمت : بخير، وعندي لك بشارة
وصلتهم هديل ودخلت مع ورد وشند أستانس من كلمتها ، دقيقتين وطلعت هديل وهي تدفع غالية ، وجنبها ورد .
هديل كانت معصبة وواضح بنظراتها وقالت بصوت حاد : اقسم بالله لو اشوف امي الحين كان توطيت في بطنها ، ناسية انها مسؤولة عنك ورايحة تهيت بالشوارع ، يصير خير !
سند ماأثر فيه كلامها لإن اصلاً امّهم امل ماتعني له شي ولا يحس بالرحمة عليها ويناظر لها بنظرة انها اقسى أم بالدنيا، وعنده ان هديل معاها حق ، لكن راجح كل ماله وتزيد صدمته بهديل وكلامها عن امها ، حس ضغطه بينفجر لكنه عارف لو تكلم راح ترد عليه برد يقهره اكثر ويخليه يسوي شيء مايبيه، لذلك سكت .
كان سند وراجح متقدمين والبنات يمشون وراهم ، ورد كانت تفكّر تقول لسند ياخذها عند ليلى ، لإن ليلى اكيد عندها اشياء كثيرة مااسعفها الوقت انها تقولها لورد ، لإن ورد مجرد ماعرفت بموضوعها انهارت ولا اعطتها فرصة تفهمها .
قطع تفكيرها صوت صراخ جاي من بعيد ورفعت عيونها ، شافت البوابّة تنفتح وصار في انتفاض بالمكان ، دخلوا المسعفين وهم يدفعون سرير فيه وحدة مستلقيه ومغطّاه بالأبيض ، ووراهم بنتين يركضون ووحدة منهم تصيح بشكل هستيري وتنادي " يمـه"
وقفت ورد لما وقفوا سند وراجح ، ووقفت معاها هديل .
سند وراجح كانت عينهم الى الان تناظر بالسرير اللي مرهم ، ولازال تفكيرهم بمنظر الحرمة اللي فيه ، ولازال صوت الصراخ يصدح بأذانيهم، وقلـوبهم تحترق وعيونهم لمعت بالدمع وقال راجح بإندفاع : هذا حلم ، حلم ، امي بخير !

سحابة لو حملت جبال، وحلوة لو شربت المر!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن