CH02

622 76 38
                                    

..

مضت اربعة أيام، امتُحِنت سالومي بصبرها، بثبات عقلها، بمقدرتها كامرأة غريبة في مدينة غريبة على الصمود وحيدة-

خاصة بعد ان صار كل الشارع يعرف عن اختفاء هذا الزوج، فقد سألت عنه الجيران، اصحاب المتاجر، المارة المتجولين، اي مكان واي انسان مر كانت تسأل- اين زوجي؟ اين الطبيب سمعان؟

لا أحد يعلم.

وحين اتصلت والدته في ثاني يوم بعد الزفاف لم تستطع اخبارها وزيفت الاقاويل السعيدة المطمئنة، لا تعلم ما الذي اسكتها عن اخبارها لحظتها، ولم تعرف كيف تعاود الاتصال بها بعد مرور اربعة ايام على اختفائه..

•••

يمضي أسبوع- وبعد الاسبوع-

الآن؛ صفحة جديدة- عنوان جديد- في مذكراتها جملة واحدة في مركز الصفحة، تكتب بغضب:

اختفى سمعان شكيب سمعان، كما لو انه لم يكن.. لم يمسي! لم يصبح!

بقيت امرأة وحيدة، غريبة في مدينة كبيرة، تكذب بسعادة زائفة على أسرتها عبر الرسائل الكاذبة المطمئنة..

وتتلقى منهم رسائل حقيقية مطمئنة بحق، من يأسها اعترفت لنفسها قائلة-

"انا اصيب من يعاشرني بالنحس"

فوردها ان عمها- زوج ناديا التي كانت السبب الرئيسي لتعارفها بسمعان- اخيرًا حصل على حق ملكية الاراضي التي في المرج بعد صراع طويل ومنهك عليها..

وأن والدها لسالومي نفسها كسب قضية النزاع على دكاكين السوق الخاصة بإرث عائلتهم بالاضافة للنُزل العتيق في السوق، شيء كهذا صعب ونادر الحصول في ظل ظروف الانتزاع القسري لأملاك اصحاب الارض الاصليين من قبل حكم المستعمر..

كيف حصل امرين بهذه الضخامة خلال اسبوع فقط من ترك سالومي لهم؟

"انا مشؤومة" رددت والخوف يلطم وجهها الذي اظلم.

لذلك، دخلت بحال امرأة تخاف العودة الى اهلها بعد زواجها، فلا شيء تشرحه لهم، والصمت سيفسر بالعار الذي سيلحق بها، والفضيحة ستطالهم مهما كان التفسير الحقيقي.

خوفها من الناس القريبة هناك، ابقاها في مدينة الناس الغريبة، فبالتالي لن تجرحها احكام الغرباء بذات القدر، وهي بالاساس ليست بحال مستعد لمواجهة أي من الطرفين.

لعلها ستعيش وحيدة هنا بصمت، كزوجة معلقة منتظرة محتسبة صبرها عند ربها، عسى ان يعود هذا الزوج قريبًا بتفسير منطقي..

...

مضى أسبوع آخر وتليه بضعة أيام-

في هذا الصباح زارتها والدة سمعان- زوجها، واضطرت لإخبارها بكل شيء، للحق سالومي لم تتوقع رد فعل بارد كالذي رأته من ام ضاع ابنها-

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن