...تركت سالومي حفل ثيودورا، وتركت أوسان متمنية لو تطول أحاديثهما لتبقى بقربه اكثر-
أوصلها السائق الى بوابة البناية، نزلت ولاحظت ضوءًا من نافذتها، انتابها الشك، توجهت الى السائق تطلب منه مرافقتها الى الباب-
لم يمانع واوصلها الى الباب، فتحته، نظرت في الداخل لم تجد ما هو غير اعتيادي، ذلك الضوء من غرفتها قد نسيت اطفاؤه، والغرفة على حالها، فشكرته وودعته..
في الحقيقة كان ينتظرها ما لا تنتظره، هناك في الزاوية-
يجلس امير الجبل المظلم..
وحقًا انتظرها طويلًا الى ان بدلت ثيابها وارتاحت، لم تلاحظه الا حين خرجت واضاءت غرفة الجلوس وبيدها مذكراتها لتكتب ما أُلهمت به في هذه السهرة-
"انا في انتظارك سالومي"
هل هي مرعوبة؟ مرعوبة.
هل ستكتم رعبها وتتظاهر باللامبالاة؟ ستتظاهر، وستظهر ابرد ما لديها-
"واقول من اين تأتي رائحة القهوة.. عساه خيرًا في هذه الساعة؟"
"اخبريني انت ان كان خيرًا، تفضلي بالجلوس اولًا"
جلست، يتصرف كأن البيت بيته براحة وحرية، بل وأعد لنفسه فنجان قهوة بينما كان ينتظر.
"اسمعك أيها الأمير"
"افتقدك" قالها بوضوح وبإحساس يعبر عما يقوله
"لماذا؟" هكذا قابلت شهرين من تفكيره المتواصل بكلمة يعبر فيها عما يكنه لها ولا يبدو سخيفًا
مع ذلك، لم يحسبها فورًا كخيبة امل، فكر انها لم تفهم مقصده بالتحديد، فحاول التعبير بشكل أوضح-
"اشتقت لوجودك، سالومي"
"سألتك لماذا؟"
"ما الذي لماذا؟"
"انت لا تعرفني ولم اعطك اي وعد او حق- فلم تفتقد ولأي شيء تشتاق؟"
"هذا ما جئت لأفهمه منك، كيف اشتاق لامرأة لا تعطني اي حق؟"
"ليس عليك التظاهر بما انت لست عليه لترضي كبرياءك وغرورك أيها الأمير"
"ما الذي لست عليه؟"
"لست عاشقًا، وانا لست معشوقتك- لا يليق بك التودد"
"لا تقولي ذلك سالومي، هذا كلام كبير"
"ومقامك كبير، كما شهدتُ.. فلا تقل انت ما ينقص هيبتك- عيب"
"يا لك من لئيمة" صدمها بالقول، والحقيقة انها بالفعل تعاملت معه بلؤم كما لم تفعل امرأة من قبل..
"وكيف لا أكون لئيمة؟ ماذا تريد مني؟"
"عودي معي الى بيتي"
"هل انت صاحٍ؟"
أنت تقرأ
Salóme || الهانم والشيوخ
Romanceسالومي- اسطورة ملعونة واتهام ثقيل يصفها ببنت الشيطان- وقربان لفك تعويذة أحد أسياد العالم السري من النخبة، الى ملكة مقدسة على قمة العالم. جمال، شهرة، نجومية، ثراء، زواجات متعددة، عشاق سريين، اخبار وفضائح.. وبالطبع احزان وآلام وذنوب ومآسي.. سالومي. ...