CH30

192 26 6
                                    


"نحن الشيخان الآن" همس أرسلان

"لسنا نملك نوايا سيئة تجاهها.. هل تملك؟"

"لا اجرؤ"

يقف كلاهما خلف الباب يختلسان النظر على سالومي النائمة..

"سوزانا.. ستكون مثالية" همس أرسلان والحماس يعطي الصرير لصوته فيخترق اذن حنا كالسيخ-

"ضعها في أي قصة وستبدو مثالية"

عاد القلق يضرب رأس أرسلان "لكن ما زلت احمل بعض الخوف، ماذا لو صودر منا الفيلم كما حصل مع سالومي؟ والله سأجن وأدور في الشوارع!"

"بشأن هذا لا تقلق، لا يوجد امير في الحكاية"

"ماذا يوجد الآن؟ رئيس؟ وزير؟ مسؤول؟ رئيس عصابة؟ هذه البنت خطيرة!"

"يوجد انا وانت، فقط.. تعال لنتكلم براحة في الأسفل"

"انا نعسان!"

"تنام لاحقًا، أقول سننجز مشروع العصر ارسلان!"

اخذه الى الطابق الرئيسي، واجلسه رغمًا عنه يقاوم نعاسه، وبدأ يتكلم معه عن المشروع الى ان فقده وغط في النوم بمقعده..

فغادر حنا البيت يبحث عن شخص آخر يحدثه، وطرق باب شقة اوسان، تلك الشقة القديمة التي كانت سالومي تسكن قبالتها-

"جيد انك لم تنم بعد"

"استيقظت للتو، غادرت الحفلة باكرًا"

"جيد، اجلس لأحدثك ماذا فعلنا"

استغرب اوسان مجيء صاحبه ليحدثه ماذا كان يفعل مع- المرأة التي يحب- ولا يمكنه الابقاء عليها-

وقبل ان ينجرف مع خياله، بدأ حنا بالكلام "كتبت النص، انهيته"

"انهيته؟ بليلة؟"

ناوله إياه "انهيته، كنت قد كتبت جزءًا منه منذ مدة وتركته- تخيل ان مجرد جلوسها امامي ألهمني لإتمامه. شعرت في حضرتها وكأن روحًا تقوم بتلقيني ما اكتب.. أستطيع ان اقول بكل فخر انه أفضل ما كتبت.. اعني حتى الآن"

جلس اوسان وقلب بين الصفحات "يا لك من عبقري، انا لم ابدأ بفيلم تمارا بعد"

"افعل مثلي، ضع مصدر الهامك مباشرة امامك، وانظر اليه وحدثه، لن تشعر الا وقد أنجزت النص، بل وفهمت الرؤية كلها كأن الفيلم قد صُوّر في ذهنك، وتحتاج فقط لإسقاطه على الواقع"

"هل جلست وتحدثت معها طوال الليل فقط؟"

"ماذا كان علي ان افعل غير ذلك؟" تساءل ببراءة

عاد السرور لوجه اوسان وابتسم "لا شيء.. هل أرسلان من سيخرجه؟"

"سيخرجه وينتجه، ولن نبيع الحقوق لأحد كما فعلنا بالفيلم السابق.. خسرنا عمرًا مع خسارة ذلك الفيلم"

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن