CH17

250 39 6
                                    


.

"آه اخيرًا حضرتني" بلهفة نهضت من امام مرآة الزينة وعانقته بقوة-

فانحنى من قوة عناقها، وما زال غير مستوعب لما تفعله وما قالته للتو، لهذا لم يضمها بالمقابل وبقيت يداه متشنجة معلقة في الهواء..

نظرت في عينيه، يدها مرتاحة على خده الأيمن، وفي اذنه اليسرى همست-

"سلام عليك ومهابة لاسمك.. اتبعني هذه المرة بسلام وليس باستسلام"

لم يقل كلمة، بل لم يطلق نفسًا، فمسحت بكفيها على عنقه نزولًا لكتفيه المنحنيان تطمئنه-

"انا موجودة.. انه حي ويتنفس"

اخذت يده لمحيط خصرها فيستشعر وجودها الحقيقي، الخوف كل ما تراه في عينيه، لا ينظر اليها بتحدٍ كما اعتادت منه، ولا ينظر اليها بحب كما بغي هو-

ماذا حصل مع الأمير؟

لعنة سالومي مجددًا، ولعنتها انها إن فعلت وابحرت في خيالها مع رجل ما، سيستشعر هذا الرجل في واقعه بقسوة خيالها او لذته، وسيراوده ككابوس بمنامه المضطرب-

هذا ان نام.

فتَخيُّلها لذلك السيناريو لمّا اوشكت على السفر، قد راود الأمير في حلم مرعب خلال غفوة قصيرة في صباح ذات اليوم..

ومن بعدها لم يعرف النوم. لهذا غاب عنها ولم يسأل كيف نقضت بالوعد ولم تحضر.. في الواقع- هرب منها-

لكن الى اين وهي العلة والدواء؟

ها هو ذا..

ابتعدت عنه وعادت تجلس، اجابت قبل ان يفكر حتى بالسؤال، وكانت ابتسامتها بشوشة-

"بعد تفكير مطول وبُعدٍ قاسٍ، كنتُ على وشك القدوم حقًا، جدتي من منعتني، تعرف اي نوع من الاهالي هي.. لكنني راضية بهذا التأخير، فكما ترى ان نتائجه أحلى من الاحلام حتى"

استغربت سكوته ووقوفه عند الباب المغلق كأنه شجرة زيتون عجوزة لا تتزحزح!

لم تشهده بهذه الصورة المهترئة، ما به؟ ألم يعد يفكر بها ويلاحقها؟

حسنًا، لربما كبرياءه الثقيل اوقفه..

لكن، اين غرور الأمير وشموخه المهيب؟

فسألته "ما بك ذبلان؟"

"نعسان"

"متى زارك النوم آخر مرة؟" طرحت سؤالًا عشوائيًا لم تظن ان اجابته ستكون بهذه الجدية-

"قبل ان استيقظ في ذلك الصباح واراك في السرير المقابل"

كان ذلك لقاؤهما الأول، قبل وقت يُقدّر بأكثر مم بقيت تعد وتحسب، وعلى الأرجح عرفت ان سبب نومه الغير هانئ هو كوابيسه الفظيعة التي كان يشكو منها ولم تكن تصدقها-

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن