CH40

462 28 51
                                    


..

طرقٌ خفيف على باب الغرفة واستدعاء لتخرج سالومي الى المسرح بعد خمس دقائق-

فنظرت الى زوجها يكور رأسه بين يديه بتألم، ونبهته "سأعود لأسمع منك يونا، سأعود بعد ان احرق كل هؤلاء المترقبين في الخارج بمشهد انت خلقته ولمتني على ذنبه أيها المؤلف القديس"

الألم الحقيقي مكور في حلقها، فلما خرجت من الغرفة كادت ان تغلبها دموعها، وفور ما سطعت أضواء المسرح في عيونها انحسرت الدموع وعادت الابتسامة..

اخذت نفسًا عميقًا ووضعت قناعها الذهبي فوق وجهها، قناع يحاكي وجوه التماثيل التي نُصبت فوق المسرح من اجل عرضها..

وكان الاستعراض مثل استراحة قصيرة في فيلم حياتها البائسة.

الآن سالومي جاهزة للمسرح، كاهنة مهيبة- متسترة تحت قناع مزخرف، واطلالة منتظرة تحاكي اطلالتها في فيلمها الأخير لمشهد الرقص بين التماثيل-

ستؤدي رقصتها، اما لن تكون بوتيرة مشهد الفيلم، بل ستكون ابطأ، اعمق واكثر غزارة، والاهم لن تتعرى ولن تغني بصوتها الحي..

ثوبها أبيض نسخة عن الثوب في الفيلم، الفرق انه مبطن غير شفاف، وانه مصمم بذكاء مما يعطيك ايحاء القماش المبلول بماء الجبص والملصوق فوق جسدها باحترافية نحات عظيم.

دخلت المسرح تتمايل بخفة على الحان الموسيقى، وقف الغالبية بحماس لعرضها، فمنذ يوم عرض الفيلم ولم يتوقف الحديث عن ذلك المشهد-

سالومي وحدها الفتاة من الفيلم، وهم جميعًا ذلك النحات المهووس.. الكل.. كلهم..

زوجها ظهر للتو وجلس في مقعده بجانب صاحبه اوسان، ولاحظ كمية السجائر الكبيرة التي قام بتدخينها، فقام هو بشرب عدة كؤوس أخرى ونظر اليه مبتسمًا-

رفع كأسه "لموتنا"

بالواقع الموت صريح في عيون حنا، فرفع اوسان سيجارته "لموتنا"

ليتنهد مستريحًا في مقعده بعد رشفه ما في قاع كأسه "أكرهها"

واوسان من ارتباكه أومأ، فزاد عليه صاحبه-

"استطيع الان فهم كيف تكرهها وتحبها اوسان"

"لا اكرهها، ولا ا.."

قاطعه صاحبه بلصق كأسه فوق فمه "صه.. لا تقلها"

"لا اقول وإن اردت" ردد بصراحة واخذ تلك الكأس يشربها على دفعة واحدة-

كلاهما احسا ان لا داعٍ للنفاق والمجاملة، فكلاهما يعرفان، وكلاهما يفهمان انهما خاسران لا محالة امام تلك المعبودة التي يهتف باسمها رجال المجتمع اجمعين..

"العام الماضي" بدأ حنا حديثه الصريح "تمامًا مثل الليلة وفي هذه اللحظة.. سألتك سؤالًا"

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن