CH31

216 29 12
                                    

..

"ما هذا الآن سيد اوسان؟" سألته تائهة بين ان تُعجب بالأمر او تغضب لفرض الموضوع عليها-

"سنصنع مُلصق اعلان فيلمنا من جديد!" رد متحمسًا

"هنا؟ الآن؟"

أومأ بذات الحماس "أليس رائعًا؟"

اخذته الى زاوية بعيدة عن الحضور، وهمست-

"ليس"

"سيرسم لك بورتريه! افرحي!"

ردت بذات الهمس "ليرسم لك انت ولتفرح انت"

"رسم، انظري" اراها صورته متحمس لتلقي رد فعلها، لكنها وضعت يدها على عينه المرسومة-

"لم يرسمها جيدًا" تقصد الخدش الذي سببته له، وهبّطت حماسه

"لماذا تتصرفين هكذا سالومي؟"

"اكره ان يُفرض علي شيء"

"ألأني من يفرضه عليك؟"

"تمامًا"

"سؤال، الا تتساوين بين الحب والحقد وتقفي في موضع الحال الطبيعي للبشر؟"

"هل تقول عني حقودة؟"

"ان كنت لا اقدر ان أكون حبيبك، لا اطمح لأكون غريمك"

قربت وجهها منه وهمست "حبيبي غصبًا عنك"

"وهنتُ عليك للحد الذي طردتني فيه من فراشك وانا اتوسل منك هذا الحب"

"قلت لك لنتزوج وانت قلت لا، اذًا سأطردك"

"واذًا بالمقابل سأحافظ على كبريائي- ما ابقيت لي منه.. طالما طردتني من جنتك فلن اعود اليها، سأختار جهنم منذ اليوم"

"اشعر ان هناك سبب تخفيه، اشعر بثقله، لا اصدق انك تقول ما تقوله من قلبك أوسان"

"ليس من قلبي الشرشوح، بل من عقلي السوي"

من جهة معه حق، اذلته كفاية، طردته كفاية، وسحقته كفاية.

ومن جهة تعرف ان بقاءهما سويًا يعني ان يتخلى احد عن أحلامه، اوسان حاليًا استقر في بلد آخر، كل مشاريعه هناك وسيستمر هناك لتأدية الواجب، عكسها التي بقيت في بيروت تحت جناح ثيودورا-

لا يمكنها خذل الجمعية اكثر من هذا، حتى من اجل الحب. وهو لا يمكنه التخلي عما يكافح ليبنيه، حتى من اجل الحب.

اوسان ليس اميرًا، وليس ابن عائلة ذات ارث محفوظ يتناقل عبر الأجيال. انه رجل لا يملك سوى ذاته وفكره وشغفه ليعيش فيه وإن لم يثبت مكانته فهو لا شيء في هذا المجتمع..

فتركته، انتقلت الى الصالة حيث يجلس فريق لا تعرف ماذا سيفعل ولم هو موجود هنا-

"مساء الخير" رحبت مبتسمة ومشرقة

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن