CH38

175 21 12
                                    

..

"الجو بارد، انهضي فلنعد الى المنزل" نطق اخيرًا بعد صمت دام ساعة بجلوسهما في احدى المقاعد العامة على الرصيف

"اذهب انت، بيتك قريب"

"بيتنا، قومي"

ما حصل قبل ساعة ان قوّادة قامت بطردهما، فلا تنقصها المصائب من وراء فضائح شخصين معروفين في المجتمع يطرقان بابها في وضح النهار-

وسالومي من وقتها تصفن بالأفق البعيد ولا تتكلم..

مد حنا يده لها "يلّا.."

"قلت اذهب انت"

"وانت معي، هيا حبيبتي"

"حبيبتك؟" رفعت رأسها اليه وشمس العصرية ضربت بعينها

اخذ نفسًا عميقًا وابتسم "بلا البيت، لنفترق"

"ان كان لديك مشوار مهم فاذهب"

"يعني لننهي هذه المأساة التي اسمها زواج، فهذه المناقرة لا تفيد أي احد"

"لا اريد ان ننفصل، انت زوجي يونا واحب انك زوجي"

عادت تنظر اليه ولم تقدر بسبب الشمس، فحركته ليقف بينها وبين الضوء-

الآن نظرت اليه براحة وتابعت "احب انك زوجي يونا، وقبل ان تسألني لم أفعل هذا ما دمت احب زواجنا، سأجيبك- بأنني لا اقدر على حمل هوسك المسم"

"وماذا ايضًا؟"

"حين تجن اذهب لبائعات الهوى، لا عتب عليك، لا تلتصق بي، فلقد قضيتَ كل فترة زواجنا في ذلك الماخور، العجيب انني حتى بعدما عرفت لم اشعر بأنني امانع، فأنت قد أفهمتني في وقت مضى ان زواجنا لن يكون حقيقيًا.."

"ألهذا السبب تقومين بتجنبي آخر فترة؟"

"لهذا السبب او لغيره، كما انني شاهدت بعيني ما تفعله مع أولئك الفتيات حين تصل ذروة هوسك- او كما تقول- حين يشتعل داخلك.. ها انا اعترف بخطيئتي تجاهك"

"اسمعك"

"خطيئتي انني لحقت بك الى هناك في احدى الليالي وراقبتك خلسة من فتحة صغيرة أسفل النافذة.. انظر، انا لا القي اللوم عليك، انت رجل حر.. ما أقوله انني لا اقدر ان أكون في مكان احدى تلك الفتيات، واللاتي لا اعرف كيف يحتملن عيش كل هذا، وارجح انك لست الرجل المهووس الوحيد اللاتي يلاقينه"

"تبدين مشفقة عليهن اكثر من شفقتك على حالنا"

"حالنا لا يدعو للشفقة، ها نحن سعداء امام المجتمع، والجمعية تدعمنا بكل ما نحتاجه للحفاظ على هذه السعادات- ألم تكن هذه خطتنا؟ فلنلتزم بها. لأننا في كل مرة نخلف التزامنا نقع في هذا الحال المخجل.. نحن زوجان امامهم، خلفهم نحن فردان مستقلان"

"انا احبك سالومي بكل حال وكل شكل"

"لا احتاجك ان تحبني بهذا الحال"

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن