CH32

174 25 9
                                    

...

"الآنسة سالومي خطيبتي" يقول حنا لينقذ سالومي من الترحيل، فيعلق هو مع جدتها التي لا ترحم-

"ممن خطبتها؟ ومن خطبها لك؟ هل زارنا والدك؟ هل زرتنا انت؟ بالأساس هل عرفت عائلتك عليها؟ هل جدتك كرمة تعرف؟ جدك الذي اخذت منه الاسم فقط، والدك الياس، هل يعرفان انها خطيبتك؟ اسمع أيها الفتى، هذا الكلام لا يقبله عقلي، لست بنت البارحة، انا افهم كل ما يدور هنا، انا في هذا المجتمع قبل ان يولد السيد والدك وتلك الفاجرة ثيودورا"

أحس بحرارة فظيعة في وجهه ومعدته، لا يميز ان كانت نازلي هانم قد احرجته ام انه فقط ارتبك وفقد سيطرته على الموقف-

لقد خطب شابة للتو!

اما سالومي فهي ايضًا لا تعرف ماذا تفعل، ولا تعرف ان كان حنا قد قال ما قاله فقط ليبرر سبب وجوده ويدعمه، ام انه يعنيه بحق، او ربما ليضع سببًا لتبقى هنا من اجل اعماله القادمة.

بعد ذلك الصمت المربك، اعادت الجدة سؤالها عليه-

"ما شغلك مع حفيدتي وماذا تفعل في بيتها؟"

..

وسط جو صامت ثقيل وغير مريح، وقفت سالومي تضع حدًا لهذا التوتر-

"جدتي، من فضلك، قال اننا نعمل سويًا، لا تضغطي عليه"

"بنت! انا اتيت كل الطريق من حلب بسبب صور مخزية لك في جرائد وصلتني، ماذا يعني ذلك؟ يعني- انظري ماذا تفعل حفيدك في مجتمعات كهذه! وانا اتيت لأنظر، ويا لقدرة السماء- نظرت وشهدت- انتما سويًا"

"على ماذا شهدتِ جدتي؟ هل امسكتنا بالجرم في فراش الغرام؟"

"ما الفرق؟ شاب يدخل بيتك اليوم، وانت في بيته تلك الليلة، ماذا سيُدري الناس ما تفعلانه في الداخل؟ هو في الداخل وانت معه!"

"لو تهتمين ان تثقي بي كما تهتمين بكلام الناس جدتي"

"انت لو تعقلين وتقدرين حجم التأثير الذي يفرضه كلام الناس على قامات المجتمع، الفضائح تدمر بيوتًا عريقة.. هذا الفتى مشهور جدًا وعائلته مشهورة، صورهم في كل مكان- ماذا تفعلين انت في إطار هذه الصور من دون عنوان؟"

"للمرة الالف تيتا، نعمل سويًا.. نعمل- سويًا!"

"ماذا تعلمين معه؟ اديبة؟ محررة؟ منقحة؟ ماذا تعملين غير ارتداء الفساتين الراقية والمجوهرات والتسكع في الليل مع أولاد مشاهير- التباهي بالجمال والعلاقات ليس عملًا"

تنحنح حنا وقال "متى بإمكان حضرتكم تشريفنا في منزل العائلة سيدتي؟"

"على ماذا تدعونا يا ولد؟"

"لوضع عنوان بين العائلتين والمجتمع"

"وهل نحن من سيأتي اليكم لنتعارف؟ هل نحضر الخواتم من مرة لنطلب يدك؟ غير معقول! ولد"

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن