CH21

234 30 13
                                    


..

الجزء الخامس: القمر بدر وأحمر.. خسوف سالومي.

..

كما حكت للبنات في حكاياتها- ارتدت سالومي ثوبًا من الديباج المطرز باللون العاجي، وقامت بتضفير شعرها الطويل بأكاليل من الورد والزهر، ومشت الى عريسها برفقة أمها-

عروس بوجه يشع ضياءً وحسنًا، بخدين مبتهجين متوردين، انها تبتسم، عيناها تنظر اليه، قلبها يخفق بطرب، اقنعت عقلها ألا يفكر برجل سواه، ولسانها بقي يردد لتؤمن-

انه هو، الحبيب الذي حلمت به في طفولتي، بطل حكايتي، أميري..

وسأحبه..

سأبقى ثابتة على حبه..

صعب الا يصدق أميرنا ابتسامتها الجميلة، مشيتها الواثقة، عيناها الناعسة المغماة بحب والتي لا تنظر لشيء سواه، الى ان وصلت ووقفت امامه-

نظر في عينيها، رأى الجنة، شهد لأول مرة انه ينظر لتلك العيون ولا تستفزه او ترعبه، فضحك على ولدنة فِكره-

لتضحك سالومي كذلك، همست "الاحلام لا يطولها التكفير"

أومأ، ابتسمت، ليس وكأنها ترى دمعته العالقة، بالطبع لا يبكي لأجل الزوال الموعود لهذا العشق، بل لأنه يشهد هذا العشق بحق، دمعة لا تسر اخته ياسمين الجالسة بانتظار انتهاء قصة عشقهما من الآن..

فمسحت سالومي على وجنته قبل ان يجلسا حول طاولة الجمعية لعقد هذا الزواج-

"جنتنا غير عن جنانهم" همست له ترمي ان جنتها ربما تعتبر نارهم، لكنها تبقى بالنسبة لها احلى الجنان..

..

بالاضافة لياسمين اخت الامير، جدة سالومي حضرت الزفاف المصغر، وبذات مزاج ياسمين المعكر-

والحضور البقية هم- ثيودورا رئيسة الجمعية، أوديت الشاهدة الأولى، السيد اندريه شكّور الشاهد الثاني، المخرج أنطوان القايم الشاهد الثالث، والشاهدة الرابعة خالتها ميادة- وجميعهم أعضاء رئيسيين في الجمعية..

هؤلاء هم فقط، من سيحفظون سر الزواج كأحد اسرار الجمعية المحمية..

ليس صدفة ان تستدعي ثيودورا كل من السيد اندريه صاحب الفندق والسيد أنطوان المخرج ليشهدا على الزواج، بل ليعرفا اين سالومي الآن ولا يعبثا معها، طالما انهما أكثر من يسعى لنيل الفائدة منها-

الآن وبينما هي زوجة للأمير (رسميًا)، ستنال كل ما تريده ولن ينال منها احد شيئًا منها ما لم تهبه بكرمها.. بهذه البساطة وبهذا القدر.

بلحظة تأكدت انها ستصبح نجمة المجتمع فعلًا، بل وتشعر انها واحدة الآن..

ستنجح عبره- تؤكد بكل جرأة بنواياها..

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن