Salóme || الهانم والشيوخ

CH22

..

لم تمض عشر دقائق وعاد اليها، لا يهن عليه حزنها، وحسنًا كما تشاء، تريد ان تغني، فلتغني، فقط لتبقى سعيدة ولا تقع في الغربة والتخلي الذي شعرت به في الماضي..

ما فعله انه شغل أسطوانة الموسيقى، ووقف الى جانبها، كانت تدفن رأسها بالوسادة البيضاء التي تلونت بأحمر الشفاه والكحل الأسود-

داعب خدها لربما تنظر اليه، تعمقت اكثر بين الوسائد، فنزل على ركبتيه، ورسم قبلتين فوق ظهرها، ثم تكاثرت القبلات، حتى نطق بجملة عتيقة سحقت قلبها-

"لكل شامة قبلة"

رفعت نصف جسدها، لم تستدر اليه الا بعدما مسحت اسفل عينيها وفمها من الالوان الملطخة-

اخذ بيدها لتقف ويضمها فيراقصها، ويراضيها الى ان تلين-

سالومي صحيح انها عنيدة وفي بعض الأحيان لئيمة، الا انها من النوع سريع الرضى، فعنادها ولؤمها ليس سوى لتحصل على ما تريده.. وإن حصلت على ما تريده- هي ملاك..

بعد توسلات ان تفك عقدة حاجبيها قال وبكل صدق "ستصبحين مطربة"

لمعت عيناها ونظرت اليه مبتسمة، فابتسم يومئ لها مؤكدًا، وأضاف "لكن ليس في فندق اندريه، ولا في أفلام أنطوان"

كشرت "اين اذًا؟ في البيت؟"

"في النادي، حيث-.."

تكلمت عنه "حيث الكل يهابك ولا مجال للهو او انحراف"

"حيث الكل يعرف الكل، هذا اصح"

لم تطل الزعل، ابتسمت، رضيت، في النادي، في النادي. فليكن.

بالأساس ماذا تريد افضل من مكان تتواجد فيه صديقاتها وتشعر انه مثل البيت، ثم ان كازينو ثيودورا هي حلم بحد ذاته للكثيرين-

فوافقت على النادي، وطارت من الفرح ومن حضنه-

اسرعت تغسل وجهها، وبدلت فستان السهرة، لتعود الى ذراعيه لكن ملتحمة بقبلة عاطفية تعبر فيها عن شكرها..

وعن حبها..

هو ماذا يرغب سوى النجاة بحبها؟ لا شيء..

ومن مدينة لثانية، ومن بلد لبلد، ايام حلوة من التجوال والغرام، منحها كل ما يرضيها، وبالمقابل جعلت من حياته جنة، فكانت له بحق المرأة الجنة-

لكن الجنة الى متى؟

...

تعود سالومي الى بيت زوجها، الى بيروت، وتفهم منه انها لن تراه سوى مرة كل أسبوعين وربما شهر، فإما ان تبقى هنا برفقة ثيودورا بين النادي والفيلا، وإما ترافق اخته ياسمين وتبقى في بيته بالجبل-

اختارت النادي وثيودورا بالطبع..

هذا القرار، أعاد اليها الغضب والمرار، فكانت لا تبتسم ولا تحاكي احد حتى في النادي، هي حلوة لا تقاوم اثناء غنائها وحامضة ملوعة بقية السهرة.